أكد الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية، أن "التدخلات القطرية في شؤون البحرين قديمة وقد صبرنا عليها طويلا"، مشيرا إلي أن "لن ننسى أبداً مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة والنبيلة في دعم البحرين ومؤازرتها مادياً ومعنوياً في مواجهة كل التحديات التي واجهتها على مدى سنوات طويلة".
وأوضح في حوار لصحيفة الرياض، أن الأعياد الوطنية هي محطات تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل نقف فيها لنقيم ما تم إنجازه، وتسجيل نقاط القوة ونقاط الضعف والتخطيط من أجل المستقبل ومعرفة النهج الذي سوف تبنى عليه خطواتنا لمستقبل أكثر إشراقاً.
وقال الشيخ حمود إن مناسبة اليوم الوطني البحريني هي ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة بقيادة أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة في العام 1783م، وكذلك ذكرى انضمام البحرين كدولة مستقلة ذات سيادة إلى الأمم المتحدة في العام 1971م، وذكرى تسلم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم العام 1999م.
وفي ما يلي نص الحوار
= في 16 من ديسمبر تحل مناسبة وطنية عزيزة على مملكة البحرين، هي الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، ما كلمتكم بهذه المناسبة؟
- الأعياد الوطنية هي محطات تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.. نقف فيها لكي نعمل تقييماً لما تم إنجازه، وتسجيل نقاط القوة ونقاط الضعف والتخطيط من أجل المستقبل ومعرفة النهج الذي سوف تبنى عليه خطواتنا لمستقبل أكثر إشراقاً. ومناسبة العيد الوطني البحريني هي ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة بقيادة أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة العام 1783م وكذلك ذكرى انضمام البحرين كدولة مستقلة ذات سيادة إلى الأمم المتحدة العام 1971م، وذكرى تسلم صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم العام 1999م. وهذه المناسبات والذكريات الوطنية الراسخة في قلوب أهل البحرين هي مصدر فخر واعتزاز وبهجة للجميع. إن ما حققته مملكة البحرين خلال مسيرتها الطويلة هو موضع الإعجاب والتقدير من كل الأشقاء والأصدقاء والمحبين للبحرين. وبفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى - حفظه الله ورعاه -، وبمتابعة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومؤازرة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فإن البحرين تسير باتجاه صحيح وسليم وتحافظ على علاقات متينة مع الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة. وتنتهج سياسة متوازنة معتدلة، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون البناء وترفض سياسة المحاور والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتلتزم بالمواثيق الدولية كافة. وحققت البحرين قفزات واسعة على المستويات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية. وهي عضو فعال في المجموعة الخليجية والجامعة العربية والمجتمع الدولي كله. وتسعى إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة الخليجية والعربية واستقرارها.
وتعمل البحرين على الالتزام بكل ما من شأنه أن يغذي نهج التسامح والوسطية والاعتدال، وبذلك فهي تساهم في مكافحة الإرهاب والتطرف فكرياً وعملياً ومالياً ولا يخفى عليكم أنها عضو في المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وأنها تحرص على كفالة حقوق الإنسان وحريته وكرامته بكل الوسائل والأنظمة المتاحة.
وتعتمد البحرين نهج الشورى والديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، وهو نهج اعتمدته في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي أعلنه - حفظه الله ورعاه - منذ أن تولى مقاليد الحكم في العام 1999م. وبموجبه جرى الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني الذي انبثق عنه دستور مملكة البحرين في العام 2002م وأصبحت البحرين مملكة دستورية وهي عضو في مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. وحققت البحرين قفزات نوعية باتجاه النهوض والتطور وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات. وهي تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار بفضل قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة ووعي شعبها الوفي والتفافه حول قيادته، وإخلاصه وتفانيه في حماية أمن وطنه واستقراره.
= العلاقات الأخوية التي تربط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة هي نموذج يحتذى، كيف ترون العلاقات الثنائية بين البحرين والمملكة في ظل القيادتين الحكيمتين؟
- تربط بين البلدين الشقيقين علاقات تاريخية وثيقة وعميقة سواء على مستوى القيادتين الحكيمتين أو على مستوى الحكومتين الرشيدتين أو على المستوى الشعبي. وتقوم علاقاتنا على روابط الأخوة والعقيدة الواحدة والتاريخ المشترك والاحترام المتبادل والتعاون البناء. كما تضرب جذور هذه العلاقات في أعماق التاريخ وتسودها المحبة وتنظمها المصالح المشتركة، وهي علاقات استراتيجية متينة متطورة بما يخدم الشعبين الشقيقين ويجمعهما على الخير ويحفظ أمن البلدين واستقرارهما ويساهم في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار الإقليمي والعربي والدولي.
ولا بد أن أشير إلى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، لمملكة البحرين أخيراً، جاءت في إطار تعزيز هذه العلاقات الثنائية وتنميتها في جميع المجالات.
ومما يلفت الأنظار أنّ سموه جعل مملكة البحرين ثاني محطة يحل فيها خلال هذه الجولة الأخيرة التي قام بها سموه، مؤكداً بذلك أهمية العلاقات والتعاون والتنسيق المشترك والتكامل بين البلدين والشعبين. وشملت مباحثات سموه مع الملك حمد بن عيسى مختلف مجالات التعاون الثنائي، وسبل تطويرها والتطورات الإقليمية والدولية. وقام الملك حمد بن عيسى بتكريم سموه حيث قلّده وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة، تقديراً لجهود سموه في دعم العلاقات الثنائية وتعزيزها.
كما أنّ الأمير محمد بن سلمان التقى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد العلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. ومملكة البحرين تفخر وتعتز بهذه الزيارة التي قام بها سموه انطلاقاً من توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي هي تعبير عن تكامل استراتيجي شامل وعلاقات متينة تاريخية وأخوية توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد وتشكل نموذجاً مميزاً جديراً بأن يُحتذى به على صعيد الدول كافة.
ولا شك أن الزيارات المتبادلة بين القيادتين وكبار المسؤولين تعكس عمق هذه العلاقات وفعاليتها وتؤكد القدرة المشتركة على تنميتها لخدمة الشعبين الشقيقين. إن مملكة البحرين تعتز بعلاقاتها الراسخة والثابتة مع الشقيقة الكبرى بيت العرب الكبير وتهتم كل الاهتمام بفتح آفاق أوسع وأشمل للتعاون والتكامل باستمرار. إنها علاقات تصل إلى مستوى أن البلدين هما بلد واحد، مصيرهما واحد وأهدافهما واحدة ومواقفهما متطابقة في كل المستويات. كما أن مملكة البحرين تؤكد دائماً وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية بالسراء والضرّاء، وتؤكد تضامنها معها في مواجهة التحديات المشتركة التي تعترض مسيرة البلدين ومسيرة دول مجلس التعاون كافة. كذلك أننا نعتبر المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم والعالم العربي والإسلامي.. كما هي قاعدة أساسية للاقتصاد الخليجي والإقليمي والعالمي.. وهي نموذج للسياسة الحكيمة المتوازنة، والمواقف المعتدلة ولهذا فإن مكانتها في المجتمع الدولي رفيعة ومهمة وتعتبر شريكاً أساسياً لا غنى عنه للكثير من الدول العُظمى، وتحوز على ثقة المجتمع الدولي كله.
ونحن لن ننسى أبداً مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة والنبيلة في دعم البحرين ومؤازرتها مادياً ومعنوياً في مواجهة كل التحديات التي واجهتها على مدى سنوات طويلة.
= كانت البحرين من أولى دول مجلس التعاون التي وافقت فوراً على الدعوة السعودية لدول المجلس إلى اتحاد خليجي تام يقف في وجه التحديات، كيف ترون أهمية هذا التوجه في الوقت الحاضر؟
- من أهداف مجلس التعاون الوصول إلى المرحلة الأعلى التي هي الاتحاد وهذا ما دعت إليه المملكة العربية السعودية قبل سنوات وماتزال الدعوة قائمة وقد كانت هناك فكرة ورؤية سعودية أن يترك الأمر إلى مزيد من التشاور بين الدول الأعضاء ويبدأ العمل بمرحلة التكامل من أجل الارتقاء إلى المرحلة المنشودة وهي الاتحاد.
وهناك تطابق تام في وجهات النظر بين البحرين والسعودية في هذا الموضوع والبحرين ترحب باستمرار بفكرة الاتحاد الخليجية مع تفهمنا التام لظروف الدول الأعضاء.
وأظن أن المسيرة لا بد أن تصل إلى منتهاها في هذا المجال ولا شك في أن مسيرة مجلس التعاون متنامية باتجاه تحقيق أهدافه القصوى رغم التحديات الخارجية التي تواجه الأسرة الخليجية الواحدة وقد كانت القمة الخليجية التي عقدت في الرياض قبل أيام قمة ناجحة بامتياز. ونجاحها يتمثل في ما يلي: تأكيد استمرارية - مجلس التعاون لدول الخليج العربية - والحرص على ترسيخه وتعزيزه والارتقاء به من مرحلة التعاون إلى التكامل وصولاً إلى الاتحاد الذي هو الهدف الأسمى.، وتأكيد وحدة المواقف ووحدة الهدف الواحد والمصير الواحد. والإعلان عن مشاريع مشتركة وتعزيز التعاون الأمني والمؤسسات الدفاعية والاستمرار على طريق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وهذا يعني أن الجميع يدركون أهمية هذه المسيرة واستمرارها ولا شك أن التحديات تتطلب تقوية الموقف الموحد وتعزيز دور المجلس خاصة في مواجهة الإرهاب والتطرف فكرا وتمويلا وممارسة. وقد كان مجلس التعاون نصيرا أساسيا للبحرين في مواجهة كل التحديات الخارجية وخاصة المحاولات الإيرانية للتدخل السافر في الشؤون الداخلية وزرع بذور الفتنة الطائفية والإساءة إلى مكونات الشعب البحريني.
= حسمت البحرين قضية التخابر مع قطر وأصدرت الحكم، ما تعليقكم على هذه القضية والتي تعكس جانباً من الممارسات القطرية تجاه البحرين؟
- التدخلات القطرية في شؤون البحرين قديمة وقد صبرنا عليها طويلا رغبة في تلافي الخلاف وحفاظا على وحدة الصف الخليجي لكنهم تمادوا في سياستهم المرفوضة في هذا الشأن الأمر الذي جعلنا نضطر لكشف هذه الممارسات وتعريتها ومنها قضية التخابر مع قطر وقد أصدر القضاء البحريني حكمه في هذه القضايا على المتهمين الذين ثبت تورطهم في التخابر.
= التدخلات الإيرانية التي عانت منها البحرين تطلبت وقفة جادة لمواجهتها، كيف ترون الدعم السعودي للموقف البحريني؟
-إيران تعتمد ما تسميه مبدأ تصدير الثورة ونهج ولاية الفقيه وهو أمر مرفوض بحرينياً وخليجياً وعربياً ودولياً وهو تدخل مكشوف في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ترفضه كل الأعراف الدولية وقد حاولت إيران ممارسة هذا التدخل عبر دعم وتمويل وتدريب بعض القوى والحركات الإرهابية وتزويدها بالأسلحة للإساءة إلى البحرين وصلت خلال العام 2011 إلى حد محاولة قلب نظام الحكم. وقد كان لموقف المملكة العربية السعودية الدور الكبير في إحباط المخططات الإيرانية وإفشالها بعد تدخل قوات درع الجزيرة. ومع استمرار المحاولات الإيرانية المختلفة فإن البحرين تعبر دائماً عن اعتزازها وتقديرها للمواقف السعودية النبيلة وترى أن التعاون الوثيق بين البلدين في المجالين الأمني والعسكري يشكل كابحاً لرد الاعتداءات الإيرانية بإيقافها.
وأوضح في حوار لصحيفة الرياض، أن الأعياد الوطنية هي محطات تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل نقف فيها لنقيم ما تم إنجازه، وتسجيل نقاط القوة ونقاط الضعف والتخطيط من أجل المستقبل ومعرفة النهج الذي سوف تبنى عليه خطواتنا لمستقبل أكثر إشراقاً.
وقال الشيخ حمود إن مناسبة اليوم الوطني البحريني هي ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة بقيادة أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة في العام 1783م، وكذلك ذكرى انضمام البحرين كدولة مستقلة ذات سيادة إلى الأمم المتحدة في العام 1971م، وذكرى تسلم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم العام 1999م.
وفي ما يلي نص الحوار
= في 16 من ديسمبر تحل مناسبة وطنية عزيزة على مملكة البحرين، هي الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، ما كلمتكم بهذه المناسبة؟
- الأعياد الوطنية هي محطات تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.. نقف فيها لكي نعمل تقييماً لما تم إنجازه، وتسجيل نقاط القوة ونقاط الضعف والتخطيط من أجل المستقبل ومعرفة النهج الذي سوف تبنى عليه خطواتنا لمستقبل أكثر إشراقاً. ومناسبة العيد الوطني البحريني هي ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة بقيادة أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة العام 1783م وكذلك ذكرى انضمام البحرين كدولة مستقلة ذات سيادة إلى الأمم المتحدة العام 1971م، وذكرى تسلم صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم العام 1999م. وهذه المناسبات والذكريات الوطنية الراسخة في قلوب أهل البحرين هي مصدر فخر واعتزاز وبهجة للجميع. إن ما حققته مملكة البحرين خلال مسيرتها الطويلة هو موضع الإعجاب والتقدير من كل الأشقاء والأصدقاء والمحبين للبحرين. وبفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى - حفظه الله ورعاه -، وبمتابعة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومؤازرة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فإن البحرين تسير باتجاه صحيح وسليم وتحافظ على علاقات متينة مع الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة. وتنتهج سياسة متوازنة معتدلة، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون البناء وترفض سياسة المحاور والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتلتزم بالمواثيق الدولية كافة. وحققت البحرين قفزات واسعة على المستويات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية. وهي عضو فعال في المجموعة الخليجية والجامعة العربية والمجتمع الدولي كله. وتسعى إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة الخليجية والعربية واستقرارها.
وتعمل البحرين على الالتزام بكل ما من شأنه أن يغذي نهج التسامح والوسطية والاعتدال، وبذلك فهي تساهم في مكافحة الإرهاب والتطرف فكرياً وعملياً ومالياً ولا يخفى عليكم أنها عضو في المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وأنها تحرص على كفالة حقوق الإنسان وحريته وكرامته بكل الوسائل والأنظمة المتاحة.
وتعتمد البحرين نهج الشورى والديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، وهو نهج اعتمدته في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي أعلنه - حفظه الله ورعاه - منذ أن تولى مقاليد الحكم في العام 1999م. وبموجبه جرى الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني الذي انبثق عنه دستور مملكة البحرين في العام 2002م وأصبحت البحرين مملكة دستورية وهي عضو في مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. وحققت البحرين قفزات نوعية باتجاه النهوض والتطور وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات. وهي تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار بفضل قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة ووعي شعبها الوفي والتفافه حول قيادته، وإخلاصه وتفانيه في حماية أمن وطنه واستقراره.
= العلاقات الأخوية التي تربط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة هي نموذج يحتذى، كيف ترون العلاقات الثنائية بين البحرين والمملكة في ظل القيادتين الحكيمتين؟
- تربط بين البلدين الشقيقين علاقات تاريخية وثيقة وعميقة سواء على مستوى القيادتين الحكيمتين أو على مستوى الحكومتين الرشيدتين أو على المستوى الشعبي. وتقوم علاقاتنا على روابط الأخوة والعقيدة الواحدة والتاريخ المشترك والاحترام المتبادل والتعاون البناء. كما تضرب جذور هذه العلاقات في أعماق التاريخ وتسودها المحبة وتنظمها المصالح المشتركة، وهي علاقات استراتيجية متينة متطورة بما يخدم الشعبين الشقيقين ويجمعهما على الخير ويحفظ أمن البلدين واستقرارهما ويساهم في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار الإقليمي والعربي والدولي.
ولا بد أن أشير إلى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، لمملكة البحرين أخيراً، جاءت في إطار تعزيز هذه العلاقات الثنائية وتنميتها في جميع المجالات.
ومما يلفت الأنظار أنّ سموه جعل مملكة البحرين ثاني محطة يحل فيها خلال هذه الجولة الأخيرة التي قام بها سموه، مؤكداً بذلك أهمية العلاقات والتعاون والتنسيق المشترك والتكامل بين البلدين والشعبين. وشملت مباحثات سموه مع الملك حمد بن عيسى مختلف مجالات التعاون الثنائي، وسبل تطويرها والتطورات الإقليمية والدولية. وقام الملك حمد بن عيسى بتكريم سموه حيث قلّده وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة، تقديراً لجهود سموه في دعم العلاقات الثنائية وتعزيزها.
كما أنّ الأمير محمد بن سلمان التقى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد العلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. ومملكة البحرين تفخر وتعتز بهذه الزيارة التي قام بها سموه انطلاقاً من توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي هي تعبير عن تكامل استراتيجي شامل وعلاقات متينة تاريخية وأخوية توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد وتشكل نموذجاً مميزاً جديراً بأن يُحتذى به على صعيد الدول كافة.
ولا شك أن الزيارات المتبادلة بين القيادتين وكبار المسؤولين تعكس عمق هذه العلاقات وفعاليتها وتؤكد القدرة المشتركة على تنميتها لخدمة الشعبين الشقيقين. إن مملكة البحرين تعتز بعلاقاتها الراسخة والثابتة مع الشقيقة الكبرى بيت العرب الكبير وتهتم كل الاهتمام بفتح آفاق أوسع وأشمل للتعاون والتكامل باستمرار. إنها علاقات تصل إلى مستوى أن البلدين هما بلد واحد، مصيرهما واحد وأهدافهما واحدة ومواقفهما متطابقة في كل المستويات. كما أن مملكة البحرين تؤكد دائماً وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية بالسراء والضرّاء، وتؤكد تضامنها معها في مواجهة التحديات المشتركة التي تعترض مسيرة البلدين ومسيرة دول مجلس التعاون كافة. كذلك أننا نعتبر المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم والعالم العربي والإسلامي.. كما هي قاعدة أساسية للاقتصاد الخليجي والإقليمي والعالمي.. وهي نموذج للسياسة الحكيمة المتوازنة، والمواقف المعتدلة ولهذا فإن مكانتها في المجتمع الدولي رفيعة ومهمة وتعتبر شريكاً أساسياً لا غنى عنه للكثير من الدول العُظمى، وتحوز على ثقة المجتمع الدولي كله.
ونحن لن ننسى أبداً مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة والنبيلة في دعم البحرين ومؤازرتها مادياً ومعنوياً في مواجهة كل التحديات التي واجهتها على مدى سنوات طويلة.
= كانت البحرين من أولى دول مجلس التعاون التي وافقت فوراً على الدعوة السعودية لدول المجلس إلى اتحاد خليجي تام يقف في وجه التحديات، كيف ترون أهمية هذا التوجه في الوقت الحاضر؟
- من أهداف مجلس التعاون الوصول إلى المرحلة الأعلى التي هي الاتحاد وهذا ما دعت إليه المملكة العربية السعودية قبل سنوات وماتزال الدعوة قائمة وقد كانت هناك فكرة ورؤية سعودية أن يترك الأمر إلى مزيد من التشاور بين الدول الأعضاء ويبدأ العمل بمرحلة التكامل من أجل الارتقاء إلى المرحلة المنشودة وهي الاتحاد.
وهناك تطابق تام في وجهات النظر بين البحرين والسعودية في هذا الموضوع والبحرين ترحب باستمرار بفكرة الاتحاد الخليجية مع تفهمنا التام لظروف الدول الأعضاء.
وأظن أن المسيرة لا بد أن تصل إلى منتهاها في هذا المجال ولا شك في أن مسيرة مجلس التعاون متنامية باتجاه تحقيق أهدافه القصوى رغم التحديات الخارجية التي تواجه الأسرة الخليجية الواحدة وقد كانت القمة الخليجية التي عقدت في الرياض قبل أيام قمة ناجحة بامتياز. ونجاحها يتمثل في ما يلي: تأكيد استمرارية - مجلس التعاون لدول الخليج العربية - والحرص على ترسيخه وتعزيزه والارتقاء به من مرحلة التعاون إلى التكامل وصولاً إلى الاتحاد الذي هو الهدف الأسمى.، وتأكيد وحدة المواقف ووحدة الهدف الواحد والمصير الواحد. والإعلان عن مشاريع مشتركة وتعزيز التعاون الأمني والمؤسسات الدفاعية والاستمرار على طريق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وهذا يعني أن الجميع يدركون أهمية هذه المسيرة واستمرارها ولا شك أن التحديات تتطلب تقوية الموقف الموحد وتعزيز دور المجلس خاصة في مواجهة الإرهاب والتطرف فكرا وتمويلا وممارسة. وقد كان مجلس التعاون نصيرا أساسيا للبحرين في مواجهة كل التحديات الخارجية وخاصة المحاولات الإيرانية للتدخل السافر في الشؤون الداخلية وزرع بذور الفتنة الطائفية والإساءة إلى مكونات الشعب البحريني.
= حسمت البحرين قضية التخابر مع قطر وأصدرت الحكم، ما تعليقكم على هذه القضية والتي تعكس جانباً من الممارسات القطرية تجاه البحرين؟
- التدخلات القطرية في شؤون البحرين قديمة وقد صبرنا عليها طويلا رغبة في تلافي الخلاف وحفاظا على وحدة الصف الخليجي لكنهم تمادوا في سياستهم المرفوضة في هذا الشأن الأمر الذي جعلنا نضطر لكشف هذه الممارسات وتعريتها ومنها قضية التخابر مع قطر وقد أصدر القضاء البحريني حكمه في هذه القضايا على المتهمين الذين ثبت تورطهم في التخابر.
= التدخلات الإيرانية التي عانت منها البحرين تطلبت وقفة جادة لمواجهتها، كيف ترون الدعم السعودي للموقف البحريني؟
-إيران تعتمد ما تسميه مبدأ تصدير الثورة ونهج ولاية الفقيه وهو أمر مرفوض بحرينياً وخليجياً وعربياً ودولياً وهو تدخل مكشوف في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ترفضه كل الأعراف الدولية وقد حاولت إيران ممارسة هذا التدخل عبر دعم وتمويل وتدريب بعض القوى والحركات الإرهابية وتزويدها بالأسلحة للإساءة إلى البحرين وصلت خلال العام 2011 إلى حد محاولة قلب نظام الحكم. وقد كان لموقف المملكة العربية السعودية الدور الكبير في إحباط المخططات الإيرانية وإفشالها بعد تدخل قوات درع الجزيرة. ومع استمرار المحاولات الإيرانية المختلفة فإن البحرين تعبر دائماً عن اعتزازها وتقديرها للمواقف السعودية النبيلة وترى أن التعاون الوثيق بين البلدين في المجالين الأمني والعسكري يشكل كابحاً لرد الاعتداءات الإيرانية بإيقافها.