وأوضح العوضي أن أمام البحرين فرصة مواتية لتكون سبَّاقة في استخدام تقنية "البلوكتشين" في جباية ضريبة القيمة المضافة، حيث أن هذه التقنية تلغي دور الوسطاء مثل شركات المحاسبة أو البنوك بين التاجر والحكومة، كما أنها تسُرِّع حصول الحكومة على عوائد الضريبة من المستهلك النهائي للخدمة أو السلعة، وتُسرِّع أيضا من عملية استرداد التاجر والمورد لهذه الضريبة.
وقال العوضي: "هناك تقديرات تشير إلى أن ضريبة القيمة المضافة سترفد الميزانية العامة للدولة بـ 300 مليون دينار بحريني في السنة، وأنها ستسهم مع بداية تطبيقها بنحو 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن لا أحد يريد أن تكون تكلفة جباية هذه الضريبة أكبر من محصلاتها من خلال الحاجة إلى جهاز ضريبي ضخم، أو الإنفاق على الشركات الاستشارية، أو أن يتم كثير من عمليات التهرب الضريبي المتعمدة أو غير المتعمدة".
واعتبر العوضي أن تقنية "بلوكتشين" ترفع عن كاهل الحكومة مسؤولية فرض متطلباتٍ تنظيمية صارمة في إعداد التقارير الخاصة بضريبة القيمة المضافة، مع تزايد درجة تعقيد هذه المتطلبات وتفصيلها بهدف تعزيز وضوح أنشطة المؤسسات التجارية، كما تريح الشركات من تحديات ينبغي التعامل معها تتعلّق بتوفير سجلاتٍ ووثائق محاسبية مفصلةٍ ودقيقة متوافقة مع اللوائح التنظيمية، وأشار إلى أن هذه التقنية مفيدة أيضا في حالة الشك بحدوث عدم امتثال ضريبي، والذي قد ينجم عن معالجة كمياتٍ هائلة من البيانات الضريبية، والتحقق من صحة النتائج بكفاءةٍ عالية جداً، بعيدا عن أية تدخلات أو أخطاء بشرية محاسبية.
وأوضح أن استخدامات "بلوكتشين" تتوسع منذ ظهورها في العام 2008، عندما بدا أن هذه التقنية تضمن إجراء معاملات إلكترونية مشفرة وآمنة للغاية، وقد تطورت هذه التكنولوجيا بشكل كبير وتستخدم الآن في مجالات متعددة، مثل التعاملات المالية والسجلات المدنية والتصويت الإلكتروني، وأشار إلى أن الصين ستبدأ بالاستفادة من تقنية البلوكتشين في جباية الضرائب من الشركات والمؤسسات والمواطنين أيضا، حيث بادرت إلى إقامة منطقة تجريبية خاصة في جزيرة هاينان قبل تعميم هذه التجربة على كل أرجاء البلاد.
ولفت العوضي في هذا السياق أيضا إلى أنه يتم اعتماد "بلوكتشين" بشكل مكثف لجمع ضريبة القيمة المضافة في دول مثل كازاخستان، حيث قررت الحكومة هناك نقل نظام الضرائب بأكمله إلى "بلوكتشين" بحلول عام 2020 من أجل مكافحة مختلف أساليب التهرب الضريبي، وإضافة إلى ذلك ستقوم وزارة المالية الكازاخستانية بإنشاء حساب تجاري واحد لكل شركة لاستخدامها أيضاً في المدفوعات الضريبية والجمركية، وسوف يمكن ذلك الحكومة من مراقبة أنشطة الشركات والمؤسسات والحصول على معلومات أكيدة حول النفقات والأرباح والميزانيات.
وأوضح أن قوة "بلوكتشين" الرئيسية هي طبيعتها الآمنة والشفافة، حيث يمكن لأي شخص مهتم أن يرى سلسلة من الكتل التي تحتوي على تفاصيل المعاملة ولكن لا يمكن لأي كان إجراء تغيير أو إضافة أو إزالة لأي كتلة، وذلك خلافا للفواتير الضريبية الورقية أو الإلكترونية التي يتم إدخالها في قاعدة بيانات ويمكن أن تتعرض لتدخل طرف ثالث، حيث إن "بلوكتشين" خالية من هذه الثغرات، ويمكن للنظام الإلكتروني تتبع التدفقات المالية ذات الصلة بضريبة القيمة المضافة ومراقبة الوفاء بواجبات دافعي الضرائب في الوقت الفعلي، مع عدم وجود فرصة للمحتالين لإخفاء أي معاملة أو الحصول على استرداد ضريبة القيمة المضافة أو تعويض غير قانوني.