دبي - (العربية نت): أدى تزايد الأعمال الإرهابية التي يقوم بها النظام الإيراني على أراضي دول الاتحاد الأوروبي إلى توحيد المواقف الدولية ضد طهران خاصة بعد قيام الحكومة الألبانية بطرد السفير الإيراني وأحد دبلوماسيي السفارة بسبب تورطهما في التحضير لعمليات إرهابية.

كما تزايدت الدعوات لفرض عقوبات غير مسبوقة ضد النظام الإيراني منذ محاولة تفجير مؤتمر منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة في فرنسا، وكذلك محاولة اغتيال ناشطين من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في الدنمارك.

كما قامت إيران العام الماضي باغتيال القيادي في الحركة نفسها أحمد مولى نيسي في هولندا، ومعارض آخر يدعى علي معتمد وهو اسم مستعار لشخص اسمه الحقيقي محمد رضا كلاهي صمدي، المسؤول عن انفجار مبنى حزب "الجمهورية الإسلامية" في 28 يونيو 1981، ما أدى إلى مقتل 72 من أعضاء الحزب الذي كانوا مسؤولين كبارا في النظام، على رأسهم أمين عام الحزب آية الله بهشتي.

وفي نوفمبر 2018 احتجزت الشرطة الدنماركية مواطناً نرويجياً من أصل إيراني يبلغ من العمر 38 عاماً، مكلفا بتقديم المساعدة لجهود التجسس في الدنمارك وللمشاركة في عمليات في أغسطس 2018 أعلنت فرنسا عقوبات على اثنين من عملاء المخابرات الإيرانية، رداً على هجوم إرهابي تم إحباطه كان يستهدف مؤتمر منظمة "مجاهدي خلق" السنوي.

وفي أواخر يوليو، اعتقلت ألمانيا دبلوماسيا إيرانيا يدعى أسد الله أسدي، يعمل في سفارة إيران في فيينا وسلمته إلى بلجيكا، لاتهامه بتسليم قنبلة إلى 3 متهمين آخرين، وهم ايرانيون يحملون الجنسية البلجيكية أرادوا تفجير مؤتمر المعارضة في باريس.

وأدت سلسلة الأحداث المشابهة لما جرى في ألمانيا، حيث تم طرد أو إلقاء القبض على دبلوماسيين أو موظفين في سفارات إيرانية أو لهم علاقة بتلك السفارات لعبوا أدواراً مشبوهة، سواء في عدد من البلدان الأوروبية أو أمريكا، إلى تبلور موقف دولي موحد من المرتقب أن يحيل ملف الإرهاب الإيراني إلى مجلس الأمن كما تطالب المعارضة وجهات دولية.

ويمكن تلخيص العمليات الإرهابية التي قام بها النظام الإيراني خلال السنوات الأخيرة في أوروبا وأمريكا على النحو التالي:

1- في مارس 2018، دبر النظام الإيراني هجوما ضد تجمع كبير للمعارضة الإيرانية ومنظمة "مجاهدي خلق" خلال احتفال "النوروز" في ألبانيا.

2- في 30 يونيو 2018، أحبطت السلطات الفرنسية هجوماً دبره النظام الإيراني ضد تجمع سنوي يدعمه المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية، في مدينة "فيلبنت" في ضواحي باريس، حيث تورط فيهما سفارات النظام ودبلوماسيوه قد باءت بالفشل. والآن ينتظر أحد دبلوماسييه "أسد الله أسدي" في السجن في بلجيكا، للمحاكمة بسبب تسليمه القنبلة لاثنين من عملاء النظام لقيامهما بتفجير في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس.

3- في 20 أغسطس 2018، تم اعتقال عميلين يحملان الجنسية الإيرانية الأمريكية، ويعملان لدى المخابرات الإيرانية، كانا يخططان لشن هجوم على المعارضة الإيرانية في واشنطن وبوسطن.

4- اعتقلت السلطات الدنماركية، في 20 أكتوبر 2018، مواطناً نرويجياً من أصل إيراني، بعد أن أحبطت هجوماً إرهابياً في الدنمارك، والرجل الموقوف كان على اتصال بسفارة إيران في أوسلو.

5- خلال العام 2018، تم ترحيل دبلوماسيين من هولندا، نتيجة هجوم إرهابي العام الماضي ضد المعارضة، ودبلوماسيين آخرين من فرنسا، كرد على الهجوم الإرهابي في فيلبنت.

وتورطت إيران في مجموعة من الاغتيالات لقادة المعارضة الإيرانية:

* في العام 198 اغتالت في فيينا عبدالرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آذر، وهو على طاولة التفاوض مع وفد جاء من إيران.

* في باريس عام 199 قام الحرس الثوري الإيراني باغتيال شهبور باختيار آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه وأودى بحياة رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية.

* في برلين عام 199 اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي وثلاثة من مساعديه "فتاح عبدولي، همايون أردلان، نوري دهكردي".

* في 24 أبريل 1990 اغتالت إيران كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق المعارضة، وكان ناشطا بارزا بمجال حقوق الإنسان، حيث اغتيل بالقرب من منزله في كوبيه في جنيف. وأعلن القاضي السويسري شاتلان في 22 يونيو 1990 في بيان صحافي أن 13 مسؤولاً رسمياً للنظام الحاكم في إيران جاؤوا من طهران إلى جنيف بجوازات سفر "دبلوماسية" لتنفيذ هذا الاغتيال وعاد بعضهم مباشرة بعد الاغتيال إلى طهران برحلة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية.

ويبدو أنها المرة الأولى التي بات تبلور فيها موقف دولي وشيك لمواجهة إرهاب النظام الإيراني الذي يقوم بتصفية خصومه السياسيين على أراضي الدول الأخرى ضارباً عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية.