الثقافة لم تكن يوماً عبئاً على كاهل الأمة، بل كانت ومازالت تمثل نهضة الأمة وإشراقها، ففي عصر النهضة بأوروبا كانت الثقافة شاملة المعنى تطلق على الفنون والآداب بحيث وصفها المستشرق الفرنسي هنري لاؤوست بأنها «مجموعة الأفكار والعادات الموروثة التي يتكون فيها مبدأ خلقي لأمة ما، ويؤمن أصحابها بصحتها وتنشأ منها عقلية خاصة بتلك الأمة تمتاز عن سواها».
في عام 2003 أطلق وزير الثقافة الفرنسي «مهرجان جنون المطالعة» بعد أن عرف أن البلد يعاني حالة عزوف عن شراء الكتب بنسبة 50%، فلما أحس بالخطر الذي يواجه الشعب الفرنسي وهم أهل الثقافة والفن قرر النزول إلى الشوارع والمكتبات والحدائق العامة والمراكز الثقافية مع نخبة من الكتاب والمؤلفين يخاطبهم ويتحدث معهم ويقرأ لهم ويوضح لهم قيمة الكتاب والقراءة وفضل كل ذلك في تشكيل عراقة وتطور الثقافة الفرنسية.
إننا أمة لها تاريخ موروث جميل وعريق نفخر به، فنحن أمة «اقرأ» والقراءة هي اللبنة الأولى في المشوار الثقافي، فالتاريخ الثقافي الحافل لم يأت عبثاً، بل جاء بتعب ونقش على الصخور، واليوم نحن نعيش عالماً سهلاً تتاح فيه كل وسائل المعلومات بالتكنولوجيا الحديثة، فلم لا نكمل مشواراً ذهبياً حان الوقت أن نحييه وأن نلتفت إليه؟!!
إن الثقافة ليست حوارات وأحاديث في المجالس، ومسؤولية المثقف لا تتمثل في نقد الواقع والتشاؤم من الإصلاح، ولكن مسؤوليته ودوره كبير جداً يتجاوز هذا المعنى الضيق للثقافة، فعلى المثقف أن يكون هو المخطط والمصلح، فتاريخ المفكرين والمصلحين في الشرق كان غنياً بالمواقف الإصلاحية أمثال غاندي وغيره، وكانوا نماذج مشرقة ومشرفة لمفهوم المثقف المصلح وليس المثقف المتفرج.
تحدونا الآمال كبيرة باتساع الأفق أن يكون عام 2019 عام تحقق الأمنيات الثقافية بكل أشكالها وفي مختلف إبداعاتها سواء في الأدب أو الفنون، نتطلع إلى مواسم ثقافية زاخرة بالعطاء والأسماء اللامعة التي تزين حياتنا بفكرها، نتطلع إلى مسرح بحريني مغاير يحمل من سمات تراثه العمق، ومن متطلبات العرض الحديث إبداعات فرسانه، نتطلع إلى معارض دائمة للفنون التشكيلية تعكس حراك الفنانين التشكيليين في البحرين ونتاجهم، ونتطلع كذلك إلى حركة دائبة من النشر والإصدارات الأدبية والفكرية والفنية. ترى هل كثير علينا أن نحلم بكل ذلك؟!
نحن نحتاج إلى بناء ثقافي وليس تراكماً ثقافياً، فليكن عامنا الجديد هذا عاماً لصحوة الثقافة والمثقفين، وليكن شعارنا بأنه عام للثقافة نؤسس فيه أطفالنا ونبرز فيه مواهب شبابنا، ننهض ونتعلم نشارك فنتطور، فبتنمية الحراك الثقافي نرتقي وننهض فكرياً، وإنسانياً، واجتماعياً، وسياسياً، وثقافياً، واقتصادياً، وبالثقافة تبنى قلاع الأمم ويحكم رتاجها.
كل عام وجميع المبدعين في بلدي بخير.. كل عام ووطني البحرين بلد الحضارة والثقافة مصدراً لإلهام المبدعين.
في عام 2003 أطلق وزير الثقافة الفرنسي «مهرجان جنون المطالعة» بعد أن عرف أن البلد يعاني حالة عزوف عن شراء الكتب بنسبة 50%، فلما أحس بالخطر الذي يواجه الشعب الفرنسي وهم أهل الثقافة والفن قرر النزول إلى الشوارع والمكتبات والحدائق العامة والمراكز الثقافية مع نخبة من الكتاب والمؤلفين يخاطبهم ويتحدث معهم ويقرأ لهم ويوضح لهم قيمة الكتاب والقراءة وفضل كل ذلك في تشكيل عراقة وتطور الثقافة الفرنسية.
إننا أمة لها تاريخ موروث جميل وعريق نفخر به، فنحن أمة «اقرأ» والقراءة هي اللبنة الأولى في المشوار الثقافي، فالتاريخ الثقافي الحافل لم يأت عبثاً، بل جاء بتعب ونقش على الصخور، واليوم نحن نعيش عالماً سهلاً تتاح فيه كل وسائل المعلومات بالتكنولوجيا الحديثة، فلم لا نكمل مشواراً ذهبياً حان الوقت أن نحييه وأن نلتفت إليه؟!!
إن الثقافة ليست حوارات وأحاديث في المجالس، ومسؤولية المثقف لا تتمثل في نقد الواقع والتشاؤم من الإصلاح، ولكن مسؤوليته ودوره كبير جداً يتجاوز هذا المعنى الضيق للثقافة، فعلى المثقف أن يكون هو المخطط والمصلح، فتاريخ المفكرين والمصلحين في الشرق كان غنياً بالمواقف الإصلاحية أمثال غاندي وغيره، وكانوا نماذج مشرقة ومشرفة لمفهوم المثقف المصلح وليس المثقف المتفرج.
تحدونا الآمال كبيرة باتساع الأفق أن يكون عام 2019 عام تحقق الأمنيات الثقافية بكل أشكالها وفي مختلف إبداعاتها سواء في الأدب أو الفنون، نتطلع إلى مواسم ثقافية زاخرة بالعطاء والأسماء اللامعة التي تزين حياتنا بفكرها، نتطلع إلى مسرح بحريني مغاير يحمل من سمات تراثه العمق، ومن متطلبات العرض الحديث إبداعات فرسانه، نتطلع إلى معارض دائمة للفنون التشكيلية تعكس حراك الفنانين التشكيليين في البحرين ونتاجهم، ونتطلع كذلك إلى حركة دائبة من النشر والإصدارات الأدبية والفكرية والفنية. ترى هل كثير علينا أن نحلم بكل ذلك؟!
نحن نحتاج إلى بناء ثقافي وليس تراكماً ثقافياً، فليكن عامنا الجديد هذا عاماً لصحوة الثقافة والمثقفين، وليكن شعارنا بأنه عام للثقافة نؤسس فيه أطفالنا ونبرز فيه مواهب شبابنا، ننهض ونتعلم نشارك فنتطور، فبتنمية الحراك الثقافي نرتقي وننهض فكرياً، وإنسانياً، واجتماعياً، وسياسياً، وثقافياً، واقتصادياً، وبالثقافة تبنى قلاع الأمم ويحكم رتاجها.
كل عام وجميع المبدعين في بلدي بخير.. كل عام ووطني البحرين بلد الحضارة والثقافة مصدراً لإلهام المبدعين.