موسكو- عمار علي

شهد عام 2018، حالة غير مسبوقة من التوتر بين موسكو، والعواصم الغربية، بدأت فيما عرف بقضية الجاسوس سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وختمت قبل نهاية العام بأيام بقضية السفن الأوكرانية التي عبرت المياه الإقليمية الروسية.

قضية "سكريبال" بدأت حين اتهم الغرب موسكو، بمحاولتها قتل جاسوس سابق والتخلص منه في بريطانيا، باستخدام غاز الأعصاب، حادثة خلفت عملية طرد دبلوماسي متبادل وأغلقت عدداً من القنصليات، فيما وصل عدد الدبلوماسيين الروس الذين طردوا نحو 126 دبلوماسياً حتى نهاية مارس الماضي.

قضية "سكريبال" استمرت حتى أغسطس بعدما فرضت واشنطن عقوبات جديدة على موسكو، مرتبطة بالقضية، الأمر الذي اعتبره الجهاز الدبلوماسي الروسي بأنه منافٍ للمنطق، وفيما يرى سياسيون غربيون أن موسكو متورطة بالفعل، اعتبر خبراء روس أن القضية تأتي ضمن المسلسل الغربي للضغط على موسكو المنفتحة على الشرق الأوسط.

التوتر الدبلوماسي امتد ليشمل العسكري بعد أن هددت الولايات المتحدة، بالانسحاب من "اتفاقية الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا"، الأمر الذي أثار المخاوف، بشأن تسارع سباق التسلح النووي.

وإذا كان هذا العام هو عام التوتر الروسي الغربي، فإن أوكرانيا، هي أرض هذه التوترات وأحدث ما جرى في المسلسل الروسي الأوكراني، قيام السلطات الروسية، في نوفمبر باحتجاز ثلاث سفن حربية أوكرانية مع أفراد طواقمها، في مضيق كيرتش الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، وردت كييف بإعلان حالة الحرب والعمل بقانون الأحكام العرفية، ما جعل الخبراء يتوقعون أن العام القادم 2019، قد يشهد حرباً حقيقية بين الجارتين.

ومن الملفات التي مازالت حاضرة إلى الآن، قضية الجاسوسة "بوتينا"، التي يتقارب اسمها مع اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قامت الولايات المتحدة، بالقبض على المواطنة الروسية والتي تدعى "ماريا بوتينا" بتهمة التجسس لصالح موسكو.

وعلى الرغم من تعقد الملفات مع الغرب، إلا أن هذا العام كان الانفتاح الروسي، على الشرق الأوسط متميزاً، خاصة بعد الزيارة الهامة التي قام بها، ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصف الخبراء هذه الزيارة بالفارقة في تاريخ العلاقات بين موسكو والرياض، مع انتظار المملكة زيارة مقررة للرئيس الروسي في العام المقبل.

وفي الشرق الأوسط أيضاً استطاعت روسيا أن تطبق خطتها في سوريا، عن طريق اتفاق أستانا، فيما استطاعت روسيا تثبيت أركان نظام الرئيس السوري بشار الأسد على حساب المعارضة السورية.

وشهد عام 2018، تصاعد التوتر بين إسرائيل وروسيا على خلفية قصف إسرائيل لمواقع عسكرية تابعة لإيران و"حزب الله" اللبناني في سوريا، الأمر الذي أدى إلى إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20" وعلى متنها ما يقرب من 15 عسكرياً روسياً في سبتمبر الماضي، أثناء عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية بسوريا، وهو الحادث الذي فجر توتراً كبيراً بين موسكو وتل أبيب، واتهمت الأولى الثانية بشكل مباشر بارتكاب الحادث، لتحاول الأخيرة تجاوز الموقف وعودة العلاقات من جديد مع الدب الروسي.