من الشخصيات القيادية والإدارية الملهمة في عالمنا الخليجي والعربي، رجل يشار له بالبنان، ونفتخر به كخليجيين وعرب ومسلمين قبل أن يفتخر به أشقاؤنا الإماراتيون «أبناء زايد» رحمة الله عليه. نعم أتحدث عن «الملهم» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الوزراء، حاكم دبي.

ليس الإماراتيون الكرام هم وحدهم من يحتفي بهذا الرجل رفيع القامة، بل جميع من يحب التغيير والتحدي والتطوير ومقارعة المستحيل والتغلب عليه. فمحمد بن راشد رجل من طراز نادر، قلما يتكرر، فكره المتجدد يمثل إلهاماً لكثيرين يبحثون عن الإدارة الصالحة الحكيمة الذكية، في زمن باتت فيه المنظومات تعاني إدارياً.

دروس عديدة في القيادة والتطوير قدمها لنا سمو الشيخ محمد بن راشد، كنا ومازلنا نتفاعل معها بقوة، ونستلهم منها أساليب وطرائق جديدة للتغيير والتجديد.

سمو الشيخ محمد يهتف الشباب باسمه بقوة اليوم، لأنه سند وعضيد وداعم لهم، هو من قام بثورة إدارية قوية حينما أعطى الشباب الفرصة، ومنحهم الثقة، وأوصلهم لمناصب قيادية على مستوى الوزراء، فأصبحت الإمارات مضرباً للمثل اليوم في عمليات الهندسة الإدارية، إذ قد لا نجد في الدول الخليجية والعربية ولربما العالمية توزيراً لشباب في العشرينات ومنحهم الثقة لقيادة حقائب وزارية هامة.

شخصياً لمست هذه التغييرات عبر الزيارات والاجتماعات في الإمارات وفي إمارة دبي، كيف أن شباباً صغاراً مؤهلين وقادرين، ومدربين على أعلى المستويات، يقودون قطاعات هامة، كيف أن أكبر فعالية عالمية ستستقبلها دبي «إكسبو دبي 2020» تقودها وزيرة شابة في مقتبل العمر، كيف أن الشباب والشابات يقدمون لك صورة إيجابية بشأن قيادة المستقبل، ومقارعة الخبراء في العلم والمعرفة والقيادة، كيف أن لسان حالهم يلهج بالشكر للشيخ محمد بن راشد على ثقته، وأنهم يعملون بجد واجتهاد ليكونوا عند حسن ظنه، وليكونوا على قدر رهانه على «أبناء الإمارات»، في صناعة المستقبل الأجمل والأروع للغالية الإمارات.

لو جئنا لنتحدث عن إنجازات هذا الرجل العظيم، وعن ثورات التطوير الإداري والعملي، وعن مخرجات استراتيجياته وأساليبه الذكية، فإن مجرد ذكر اسم «دبي» يكفي لنختصر كل ذلك. فحاكم دبي الذكي، العبقري في عمله، جعل أعناق العالم كلها تلتوي فتتجه الأنظار لهذه الإمارة الخليجية التي تحولت لمدينة من كوكب وعالم آخر. إمارة شعارها التجديد الذي لا تتوقف حدوده وملامحه، ديدنها التغلب على المستحيل، بل أصبح المستحيل كلمة «منقرضة» في دبي والإمارات.

حينما ينزل سمو الشيخ محمد بن راشد إلى الشارع، ويقوم بزياراته الميدانية، ويجلس مع مختلف طبقات المجتمع، بل يخص كبار السن والبسطاء بجلسة يصعب أن تجدها تحصل بشكل دائم مع حاكم وقائد، فإن العالم المتابع يتفاعل مع سمو الشيخ محمد، يدرس كلامه، وينبهر بأفعاله، ويعتبر تعاملاته مع الناس أساليب عمل تدرس وتتبع إن كنت تنشد التطوير والإصلاح.

من غيره قال بأنه يجب «خلع» أبواب الوزراء من على مكاتبهم حتى يكون وصول الناس لهم أسهل، بل وفعلها؟! من غيره الذي يعلن دائماً تحديات العمل والأهداف للوزراء، ويضع لهم سقوفاً زمنية، إن لم يحققوا الأهداف التي تخدم الإمارات، فإن رسائل الشكر وإنهاء الخدمة جاهزة؟! فالبقاء للأفضل في خدمة الوطن. ومن غيره وضع «السعادة» ورفع مؤشرها لأقصاه هدفاً رئيساً لكل العمليات في الإمارات؟!

لو أردنا الحديث عن رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد، وعن أفعاله وعن إنجازاته لما كفانا الوقت والورق، أنت تتحدث عن خمسين عاماً من القيادة الحكيمة والذكية والمتجددة، والتي فيها عشرات آلاف الدروس الإدارية والمواقف التاريخية.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أنت بالفعل فخر لخليجنا وأمتينا العربية والإسلامية، قائد بمعنى الكلمة، وملهم يستمد الإلهام اسمه منك، إداري لو استنسخنا منك المئات لكنا دائماً وأبداً أمة لا تقهرها الأمم، ولكنا نحن من يصنع المستحيل ويحطمه.

حفظ الله الإمارات حكاماً وشعباً، وأبقاكم لنا ذخراً وسنداً وأخوة دين ودم.