أسفرت الندوة التخصصية التي نظمتها "اليونسكو" نهاية شهر سبتمبر الماضي بمبادرة من الوفدين الفرنسي والعراقي لدى المنظمة عن إطلاق نداء عالمي لأن تكون "حماية التراث الثقافي العراقي جزءاً لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى إحلال السلام وتعزيزه".ودعت المنظمة جميع الدول الموقعة على اتفاقيات "اليونسكو"، ولاسيما اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح لعام 1954، واتفاقية تحريم ومنع الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية لعام 1970، واتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972، إلى "مكافحة الإرهاب والتغلب عليه ومساعدة العراق فيما يخص ترميم تراثه الثقافي".وافتتحت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لـ"اليونسكو"، الندوة مع السفير فيليب لاليوت، المندوب الدائم لفرنسا لدى "اليونسكو"، والسفير محمود الملا خلف، المندوب الدائم للعراق لدى المنظمة، أعمال هذه الندوة التي حملت عنوان "التراث الثقافي العراقي في خطر: كيف يمكن حمايته؟" بتقييم وضع التراث الثقافي في العراق قبل دراسة شتى الوسائل الكفيلة بإنقاذه.ورسمت بوكوفا صورة قاتمة لحالة الآثار في العراق، ودعت المجموعة الدولية لحماية التراث العراقي باعتباره إرثا إنسانيا عالميا، واصفة استهداف "داعش" لتلك المواقع بالتطهير الثقافي.وأكد المشاركون أن مواقع ثقافية مهمة دمّرت أو نهبت، مثل مقام النبي يونس في الموصل والقصور الأشورية والكنائس وغيرها من المعالم. كما خشي أن تتعرض الممتلكات الثقافية التي تم الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية للاتجار غير المشروع. وشدّد المشاركون على أن "حماية هذا التراث، حتى في حالة الحرب، إنما تُعتبر ضرورة أساسية لا غنى عنها".وتحدث مدير المعهد العراقي لصيانة الآثار والتراث، خورشيد قادر، عما ألحقه "داعش" بالمواقع الأثرية في بلاده، خاصة بعد أن سيطر التنظيم على مناطق شاسعة في البلاد، ومنها الموصل التي تحتضن ثاني أكبر متحف عراقي.