خلال زيارتي الأخيرة إلى الرياض صادفت الفنانة البحرينية سلوى بخيت، التي اشتهرت بخفة ظلها وحفظها لعدد كبير من الموروث الشعبي المتمثل في الأمثال الشعبية، وخلال لقائي بهذه الفنانة الرائعة طلبت منها أن توثق الأمثال الشعبية التي تحفظها وتعيدها في كل مناسبة بأسلوب شيق لتلخص لنا الحكم بطريقة لا تخلو من خفة الظل التي تتمتع بها.

ولعل أبرز مثل يدور في بالي في هذه الأيام هو المثل المشتق من اللعبة الشعبية «من دودهه من طقه»؟؟ وهذه اللعبة من التراث الشعبي تستوجب أن يكون فيها أكثر من طرف، ويقف أحد هذه الأطراف مغمض العينين ويعطي ظهره لباقي الأطراف ويمد لهم يده فيأتي أحد هؤلاء الأطراف ويقوم بضربه، ومن ثم يجب على الشخص أن يتعرف من خلال حدسه على من قام بضربه من بين كل الأطراف أو الأشخاص المشاركين في اللعبة.

وتستخدم هذه اللعبة الشعبية تكتيكاً معيناً في الضرب، حيث يتنافس الجميع إلى تشتيت تركيز اللاعب قبل ضربه، كأن يقف يميناً ويضرب من جهة اليسار مثلاً، أو أن يقوم بالركل برجله ويديه، أو يتعاون مع باقي الأطراف لضرب الشخص. وكان بعض الشباب شديدي المزاح في هذه اللعبة ولا يتحلون بالأخلاقيات. فيستغلون الوضع ويتسابقون إلى ضرب اللاعب بأقصى قوة.

أما التفسير اللغوي لجملة «من دودهه من طقه» هو من شاغبه وشتت انتباهه؟؟ ومن هو الذي ضربه؟؟ ويأتي الاسم من استراتيجية هذه اللعبة القائمة على تشتيت انتباه الشخص بينما يتم ضربه لكيلا يستطيع تمييز من ضربه.

وأصبح اسم هذه اللعبة الشعبية مثل رائج يستخدم، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يحاصر الشخص بعدد كبير من الالتزامات مثلاً، ويأتي التزام جديد يضاف على الالتزامات السابقة يتجلى هذا المثل فنستطيع أن نقول «من دودهه من طقه».

أتمنى أن تقوم الفنانة سلوى بخيت بتوثيق الأمثال التي تحفظها في كتاب يوثق هذا الموروث الشعبي الهام، ويوثق المعاني الرائعة لأمثالنا الشعبية والتي تلخص بشكل لغوي رائع عصارة خبرات الشعوب.

* في رأيي المتواضع:

عندما تتعاظم عليك الأمور، وتحيط بك الالتزامات من كل صوب، وعندما تتكالب عليك المسؤوليات، لتفاجأ بضربة موجعة والتزامات إضافية، تخيل نفسك تلعب لعبة «من دودهه من طقه»؟؟ فما الحياة إلا لعبة.