لاحظت خلال أكثر من 20 عاماً في الصحافة، ما بين الكتابة اليومية وبين الإدارة الصحفية، أن كثيراً من ردود فعل المسؤولين والجهات التي تمارس «حق الرد» على مقالات أو أخبار أو تحقيقات، تأتي أكثرها بنبرة فيها «تشنج» و«عصبية» واضحتين.
كنت ومازلت أتفهم «رد الفعل» هذا، والذي له مبرراته طبعاً، لكن مع أهمية التوضيح بأن بعض «بواعث» الردود ليست مبنية على منطلق معني بالمصلحة العامة، بقدر ما هي «فزعة شخصية» لبعض المسؤولين.
لنوضح بداية بشأن «حق الرد»، إذ بناء على كون الصحافة تستمد معلوماتها من مصادر مختلفة، يفترض بأن المصدر الرئيس والأكثر وثوقاً هي الجهات الرسمية، فإن عملية «المراوغة» أو «المماطلة» أو «التسويف» أو «رفض التصريح» أو «عدم إجابة التساؤلات» أو «التجاهل» أو «حجب المعلومات»، كلها تجعل الصحافة تتجه إلى مصادرها الخاصة والتي تتمثل بالناس من موظفين أو متعاملين ليكونوا بمثابة «مصدر خاص»، وذلك لبحث قضية معينة، وبهدف انتقاد وضع معين، وكشف حقائق مغيبة، وبهدف التحصل على إجابات حاسمة على قضايا تمثل اهتماماً للمجتمع، باختلاف شرائحه.
هذا فقط توضيح مبسط لكيفية الوصول للمعلومات ونشرها، وهي ليست «بيت القصيد»، فالصحافة أو الكتاب يؤدون دورهم، لكن ما نتحدث عنه هو «ردات فعل» المسؤولين والجهات التي يمثلونها، ما نتحدث عنه هو رد الفعل «المتشنج» و«الغاضب» و«المتهور» الذي يصدر بطريقة وكأنها «انتقام» من الكاتب أو الصحيفة أو الناس.
لماذا ترد الجهات على الصحافة؟! ببساطة، ترد لتضع النقاط على الحروف بشأن موضوع ما، أو لتصحح معلومات مغلوطة، أو لتضيف معلومات إيضاحية، أو لتتعامل مع حالات نشرتها الصحافة، بحيث تتخذ فيها إجراءات لحلها أو متابعتها، ولكل هذه الأمور «لابد» من رد الجهات المسؤولة، لأن سكوتها يعني قبولها بما نشر حتى لو كان خاطئاً تماماً، أو يعني «تجاهلها» للصحافة وما تنشره عن الناس، وبالتالي هذه الجهات المسؤولة تخالف توجهات الدولة العليا بشأن التعامل بشفافية وانفتاح، وضرورة التواصل مع الناس.
بعد بيان دور الصحافة، والدور المقابل للجهات المسؤولة، تأتي هنا الظاهرة السيئة التي نلاحظها تبرز بين الفينة والأخرى، وأعني بها الردود المنفعلة المتهورة المتشنجة، والتي بتحليلها تجد أنها دائما لا تعترف بحصول الخطأ، تحاول دائماً رمي اللوم على الصحيفة أو الكاتب أو الناس، تلاحظ فيها بشكل جلي «استماتة» في الدفاع عن المسئول وسياساته في القطاع، وتجد بأنه لو أجمعت البحرين كلها على وجود الأخطاء في هذا القطاع أو ذاك، تصر ردود هذه الجهات على تنصيب المسؤول فلان أو علان واستراتيجياته وقراراته على أنها «الصواب المطلق».
نصيحة لوجه الله لأجل هذا الوطن، نصيحة لبعض المسؤولين والقطاعات الذين مازالوا يمارسون هذا الأسلوب غير المجدي، والذي يعود لعصور ظلامية حجرية في مسيرة الصحافة وممارسة حرية الرأي، النصيحة تتمثل بأن الاعتراف بالأخطاء بحد ذاتها «شجاعة»، والتصدي لها وتغييرها لإيجابيات «شجاعة أكبر»، بالتالي الطاقة التي ستبذل في صياغة ردود هنا وهناك ترد على الصحافة والناس بأسلوب هجومي تسقيطي مستهزئ بالآخرين «وصدقوني رأينا أمثلة حية على ذلك»، هذه الطاقة لو وفرت في التصحيح، وفي صياغة ردود راقية محترمة و«مهنية»، من منطلق أننا كلنا في خندق وطني واحد، ولسنا في ساحة حرب، لو تم ذلك، فإن كثيراً من الأمور ستحل وستتحسن في ظل علاقة مهنية محترمة بين الصحافة والناس من جهة وبين القطاعات والمسؤولين من جهة أخرى.
كنت ومازلت أتفهم «رد الفعل» هذا، والذي له مبرراته طبعاً، لكن مع أهمية التوضيح بأن بعض «بواعث» الردود ليست مبنية على منطلق معني بالمصلحة العامة، بقدر ما هي «فزعة شخصية» لبعض المسؤولين.
لنوضح بداية بشأن «حق الرد»، إذ بناء على كون الصحافة تستمد معلوماتها من مصادر مختلفة، يفترض بأن المصدر الرئيس والأكثر وثوقاً هي الجهات الرسمية، فإن عملية «المراوغة» أو «المماطلة» أو «التسويف» أو «رفض التصريح» أو «عدم إجابة التساؤلات» أو «التجاهل» أو «حجب المعلومات»، كلها تجعل الصحافة تتجه إلى مصادرها الخاصة والتي تتمثل بالناس من موظفين أو متعاملين ليكونوا بمثابة «مصدر خاص»، وذلك لبحث قضية معينة، وبهدف انتقاد وضع معين، وكشف حقائق مغيبة، وبهدف التحصل على إجابات حاسمة على قضايا تمثل اهتماماً للمجتمع، باختلاف شرائحه.
هذا فقط توضيح مبسط لكيفية الوصول للمعلومات ونشرها، وهي ليست «بيت القصيد»، فالصحافة أو الكتاب يؤدون دورهم، لكن ما نتحدث عنه هو «ردات فعل» المسؤولين والجهات التي يمثلونها، ما نتحدث عنه هو رد الفعل «المتشنج» و«الغاضب» و«المتهور» الذي يصدر بطريقة وكأنها «انتقام» من الكاتب أو الصحيفة أو الناس.
لماذا ترد الجهات على الصحافة؟! ببساطة، ترد لتضع النقاط على الحروف بشأن موضوع ما، أو لتصحح معلومات مغلوطة، أو لتضيف معلومات إيضاحية، أو لتتعامل مع حالات نشرتها الصحافة، بحيث تتخذ فيها إجراءات لحلها أو متابعتها، ولكل هذه الأمور «لابد» من رد الجهات المسؤولة، لأن سكوتها يعني قبولها بما نشر حتى لو كان خاطئاً تماماً، أو يعني «تجاهلها» للصحافة وما تنشره عن الناس، وبالتالي هذه الجهات المسؤولة تخالف توجهات الدولة العليا بشأن التعامل بشفافية وانفتاح، وضرورة التواصل مع الناس.
بعد بيان دور الصحافة، والدور المقابل للجهات المسؤولة، تأتي هنا الظاهرة السيئة التي نلاحظها تبرز بين الفينة والأخرى، وأعني بها الردود المنفعلة المتهورة المتشنجة، والتي بتحليلها تجد أنها دائما لا تعترف بحصول الخطأ، تحاول دائماً رمي اللوم على الصحيفة أو الكاتب أو الناس، تلاحظ فيها بشكل جلي «استماتة» في الدفاع عن المسئول وسياساته في القطاع، وتجد بأنه لو أجمعت البحرين كلها على وجود الأخطاء في هذا القطاع أو ذاك، تصر ردود هذه الجهات على تنصيب المسؤول فلان أو علان واستراتيجياته وقراراته على أنها «الصواب المطلق».
نصيحة لوجه الله لأجل هذا الوطن، نصيحة لبعض المسؤولين والقطاعات الذين مازالوا يمارسون هذا الأسلوب غير المجدي، والذي يعود لعصور ظلامية حجرية في مسيرة الصحافة وممارسة حرية الرأي، النصيحة تتمثل بأن الاعتراف بالأخطاء بحد ذاتها «شجاعة»، والتصدي لها وتغييرها لإيجابيات «شجاعة أكبر»، بالتالي الطاقة التي ستبذل في صياغة ردود هنا وهناك ترد على الصحافة والناس بأسلوب هجومي تسقيطي مستهزئ بالآخرين «وصدقوني رأينا أمثلة حية على ذلك»، هذه الطاقة لو وفرت في التصحيح، وفي صياغة ردود راقية محترمة و«مهنية»، من منطلق أننا كلنا في خندق وطني واحد، ولسنا في ساحة حرب، لو تم ذلك، فإن كثيراً من الأمور ستحل وستتحسن في ظل علاقة مهنية محترمة بين الصحافة والناس من جهة وبين القطاعات والمسؤولين من جهة أخرى.