^ قبل أن يأخذ الحمق بعض العقول الصغيرة ويرموننا بالمولوتوف كما يرمون رجال حفظ النظام ينبغي التأكيد على أن كلمة فجور هنا هي جمع فجر ولا تعني ما يعبر عن أمور مخالفة للأخلاق كالفسق (جمع هذه الكلمة اجتهاد مني حيث لم أجد في قواميس اللغة جمعاً لكلمة الفجر الذي هو ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل واعتمدت في اجتهادي على قول تلك القواميس بأن معنى كلمة (أفجروا) هو دخلوا في الفجر) . وأما الرموز فالمقصود بهم أولئك المحكوم عليهم بالسجن من الذين يتم استغلال أسمائهم في تنفيذ تلك العمليات الغريبة على مجتمع البحرين فيبدون من خلال ذلك وكأنهم يمارسون الدور الرئيس في عملية التحريض (البعض لا يستبعد هذه الفرضية). أما منفذو تلك العمليات فيقومون بها “من غبشة الغباش” حسب التعبير الشعبي وذلك بعد أن يرتدوا الأقنعة مصطحبين معهم من يقوم بمهمة توثيق تلك الأفعال المجرمة بتصويرها بالفيديو وبالصور الفوتوغرافية من دون أن ينتبهوا أنها دليل إدانة ضدهم. ما حدث فجر الاثنين الماضي من قيام مجموعة مخربة بإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة على سيارات الشرطة المتواجدة على جانب من الطريق السريع لتوفير الأمن للناس أمر ينبغي عدم السكوت عنه لأنه ببساطة محاولة قتل واضحة حيث المقصود هو قتل رجال الأمن الذين كانوا متواجدين في المكان. إن عدم حصول خسائر بشرية لا يعني السكوت عن الأمر أو تهوينه، فما حدث جريمة يعاقب عليها القانون وهي مرفوضة اجتماعياً ولا يقبلها عقل ولا ضمير. من هنا صار على أولئك “الرموز” أن يتدخلوا بشكل إيجابي لوقف هذه العمليات التي يمكن أن يروح فيها أبرياء لا علاقة لهم بما يحدث، عدا تعريض حياة منفذي تلك العمليات أنفسهم للخطر. هذا دور ينبغي على أولئك “الرموز” القيام به لأن ما يحدث يزيد من تعقيد المشكلة بدل أن يسهم في حلها. لسنا في حرب وينبغي عدم تحميل ما قاله الشيخ عيسى قاسم ذات مرة أكثر مما يحتمل. ما حدث ويحدث هو أن هذا البعض لا يريد الخير للبحرين وناسها وهو يسعى إلى إظهار الأمر وكأن هناك حرباً بين المواطنين والسلطة، ولهذا يتم الاهتمام بشكل كبير بعملية تصوير كل الأعمال التخريبية وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الفضائيات المتخادنة وعلى رأسها السوسة الإيرانية التي سرعان ما تبرز تلك الأعمال على أنها دفاع عن النفس ودليلاً على قسوة المفعول به وليس الفاعل ! الاستمرار في مثل هذه الأعمال ليست في صالح هذه المجموعة التي تطرح مبادئ لا يتناسب العنف معها عدا أنها تؤذي الناس الأبرياء من المواطنين والمقيمين. لذلك فإنه بات مهماً قيام أولئك “ الرموز” قادة تلك المجموعة بالعمل بمنطق السياسة لا بمنطق المولوتوف وبات مهماً قيامهم بدور إيجابي يمنع من تفاقم الأمور ويمنع زيادة الشرخ في هذا المجتمع الذي ظل طويلاً يشار إليه على أنه مجتمع هادئ مسالم . ما يقوم به أولئك الشباب من أعمال في الفجور أو الأفجر باسم “الرموز” أو من أجلهم أعمال تصنف على أنها إجرامية لا تليق بأسماء أولئك الذين يعتبرونهم رموزاً لهم، فما يحدث من أعمال تخريبية مسجل بأسمائهم حتى وإن تم تنفيذها بأيدي شباب لا يعرف ما يدور من حوله.
«فجــــور الرمـــوز»!
15 أبريل 2012