أنهى الحجاج أمس (الاثنين) مناسك الحج، والذي يعد التجمع السنوي الأكبر للمسلمين في العالم، والذي أكد خلاله القادة السعوديون التزامهم مكافحة التطرف الديني. وتدفق مئات الآلاف من الحجاج منذ ساعات الصباح الأولى إلى منى لرمي الجمرات. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق طواف الوداع، آخر واجبات الحاج قبيل سفره مباشرة. وجرى موسم الحج هذه السنة بلا حوادث كبيرة.وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن 14 حاجاً جرحوا الأحد في سقوط حجارة عندما حاولوا تسلق تلة في منى.وقال رئيس مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج اللواء عبدالله الزهراني إن أكثر من سبعين ألف شخص نشروا لضمان أمن الحج. وأضاف أنه لم يحدث أي خلل في الأمن خلال الحج. وقد استخدم مركزه أكثر من خمسة آلاف كاميرا للمراقبة في الحرم المكي.وأضاف أن 380 ألف شخص طردوا لأنهم لم يكونوا يملكون تصاريح للحج.وسمح هذا القرار بتخفيف الضغط على الطرق المحيطة التي يسدها عادة حجاج غير شرعيين يتمركزون فيها.وقال مكتب الإحصاء السعودي إن مليونين و85 ألفاً و238 شخصاً شاركوا في الحج هذه السنة بينهم مليون و389 ألفاً و53 قدموا من الخارج، وهي أرقام قريبة من تلك التي سجلت في 2013. وأدت شخصيات سياسية بينها الرئيس السوداني عمر البشير فريضة الحج هذه السنة في أجواء من التوتر في الشرق الأوسط الذي يشهد حرباً ضد جهاديي تنظيم «داعش».وقد تعهد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة أمام رؤساء الوفود المشاركة في الحج الأحد بـ «القضاء على الإرهاب وعلى الفئة الضالة»، في إشارة بشكل خاص إلى تنظيم «داعش» الذي وسع انتشاره في كل من سوريا والعراق.وقال العاهل السعودي في كلمة القاها بالنيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز «نعلن كما نعلن على الدوام أن المملكة لا تزال ماضية في حصار الإرهاب ومحاصرة التطرف والغلو، ولن تهدأ نفوسنا حتى نقضي عليه وعلى الفئة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسراً تعبر به نحو أهدافها الشخصية وتصم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم».أما مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ فقد دعا إلى «ضرب أعداء الإسلام (...) بيد من حديد». وإلى جانب الإجراءات الأمنية المشددة، تواكب موسم الحج هذا العام تدابير مشددة لحماية الحجيج من فيروسين مميتين: فيروس آيبولا الذي يفتك في غرب أفريقيا، وفيروس كورونا الذي أودى بحياة 300 شخص في السعودية.