خالد الطيب - أبوظبي

أكدت أستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث بكلية الآداب بجامعة البحرين د.ضياء الكعبي "إن الورقة النقدية والتي كانت تحت عنوان الأنا والآخر وتحولاتهما المعرفية وهي ورقة تأتي في سياق الحديث بندوة الأنا والآخر ومفهوم التسامح وهو المحور الأساسي للندوة الرئيسة لمؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب السابع والعشرين".

وأوضحت "أن الهدف من هذه الورقة التعريج وبيان مفهومي الأنا والآخر في الدراسات الثقافية ومابعد الكولونيالية لبيان التطورات الكبرى التي طرأت على هذين المفهومين عند تودوروف وبيل أشكروفت وتوني موريسون والنسوية ومابعد النسوية جياتري سبيفاك وبينت اننا لسنا امام هذه الثنائية المنمطة بل نحن أمام مصطلحات جديدة".

وأضافت أن "من أمثلة هذه المصطلحات الجديدة جغرافية الفكر ومصطلحات تحتفي بالخروج عن طريق المركزيات الكبرى والاحتفاء بالتواريخ المتعددة والتعدديات الثقافية من باب تبيان أن هذه التطورات الثقافية تحاول تعميق مفهوم التسامح الحقيقي بعيداً عن الكراهيات الثقافية والتي تؤدي للحروب ونحن لسنا ازاء وضع قولبات منمطة بين أنا وآخر بل نحتاج لتعميق مفهوم التسامح".

واستعرضت الكعبي عضو أسرة الأدباء الكتاب البحرينية في الجلسة النقاشية "إن ثمّة مفاهيم ومصطلحات ثقافية جديدة آخذة في التبلور نتجاوز بها ثنائيات ثقافية كبرى مثل " الأنا والآخر)؛ فعلى سبيل المثال اشتغل عالم النفس الثقافي ريتشارد نيسبت على "جغرافية الفكر"، وهو مصطلح جديد اجترحه للحديث عن التباينات المختلفة بين مختلف الشعوب الشرقية والغربية متجاوزا ثنائية الأنا/ الآخر. يذكر نسبت في كتابه"جغرافية الفكر، كيف يفكر الغربيون والآسيويون على نحو مختلف ولماذا" الحادثة الآتية إذ يقول:" منذ بضع سنوات بدأ طالب صينيّ نابه يعمل معي في بحث قضايا عن علم النفس الاجتماعي والاستدلال العقلي، وذات يوم، ونحن لانزال في بداية "تعارفنا"، قال لي: هل تعرف أن الفارق بيني وبينك أنني أرى العالم دائرة وأنت تراه خطًا مستقيمًا". وأردف الطالب الصينيّ موضِّحًا فكرته: يؤمن الصينيون بالتغير المطرد أبدً، لكن مع إيمان بأنَّ الأشياء دائمًا وأبداً تتحرك مرتدة إلى حالة ما كانت في البدء. إنهم يولون اهتمامهم لنطاق واسع من الأحداث، يبحثون عن العلاقات بين الأشياء، ويظنون أن لاسبيل أمامهم إلى فهم الجزء دون فهم الكل. هذا بينما يعيش الغربيون في عالم أبسط حالاً وأقل خضوعًا للحتمية، إنهم يركزون انتباههم على مواضيع أو أناس لهم وجودهم الفردي البارز دون الصورة الأكبر. ويظنون أن في وسعهم التحكم في الأحداث لأنهم يعرفون القواعد والقوانين الحاكمة لسلوك الأشياء".