أعشق العمل مع الشباب، وأقتنص الفرص لكي أتواجد في الأوساط الشبابية، فما يميز الشباب هو الحيوية، والنشاط، بالإضافة إلى الأفكار الإبداعية غير المنمطة، بالإضافة إلى الحماسة، والمبادرة، والانطلاق.

ولعل هذا هو أحد الأسباب التي جعلتني أقبل على تحدي تدريب الشباب في مركز المحرق النموذجي بالرغم من مشاغلي الكثيرة.

وبالفعل كان تحدياً رائعاً، فخلال الدورة التدريبية التقيت بطاقات شبابية في غاية الروعة، وعلى الرغم من تفاوت أعمارهم، إلا أن ما جمعهم هو الرغبة في تعلم شيء جديد، ليس هذا وحسب، بل رغبتهم الصادقة في توظيف ما تعلموه في خدمة هذا الوطن.

فريق متحمس من الشباب، الواعي والمثقف، والمتلهف لتلقي المعلومة، فخلال عملية التدريب كنت ألحظ نظرات الذكاء، وكنت أسمع منهم سؤال مفاده، كيف أستطيع أن أوظف ما تعلمته لخدمة الوطن وإعلاء شأنه؟ كيف أستطيع أن أمارس ما تعلمته؟

لربما لا يعلم هؤلاء الشباب بأنني «أغبطهم»، فعندما كنت في عمرهم لم أكن أحظى بالرعاية التي يحظون بها الآن.. فالمركز النموذجي في المحرق فكرة يجب أن تتكرر في جميع محافظات البحرين، فهذا المركز ليس مجرد مركز عادي يتجمع فيه الشباب، بل إنه مركز متكامل ومتنوع ويناسب احتياجات الشباب في وقتنا الحالي، فهو مجهز بملاعب مفتوحة ومغلقة، وبرامج مختلفة يستطيع الشباب أن يستغلوا أوقاتهم فيها بشكل ممتع، فمن التقنية إلى الابتكار مروراً إلى التصميم والجرافيكس والأعمال اليدوية والبرامج الرياضية واحتضان المواهب بكل أشكالها تحت سقف واحد، ووصولاً عند مقاهي تتناسب مع عصرنا الراهن لكي يجتمع فيها الشباب ويستذكرون فيها دروسهم، أو حتى يتحدثون فيها بما يشغل فكرهم وبالهم.. يتجسد اسم «المركز الشبابي النموذجي».

* رأيي المتواضع:

في رأيي المتواضع، إن شباب البحرين هم رهان كاسب، فهم قديرون بتحمل المسؤولية لرفعة هذا الوطن المعطاء، وأنهم مهما أسند لهم من مهام سيكونون على قدر عال من المسؤولية.

فكرة مركز المحرق النموذجي فكرة رائدة، لا أعني بالطبع من حيث المرافق فقط، إلا أنني أقصد أيضاً من حيث البرامج المقدمة للشباب.

وكم أتمنى أن أرى نسخاً من هذا المركز ليس في كل محافظة وحسب، بل أتمنى أن تكون موجودة في معظم المدن والقرى، فالعزلة لا تولد إلا جهل.. والانفتاح يعلمنا الكثير.. وكم أتمنى أن يشارك القطاع الخاص في تبنى مشاريع تشبه المراكز النموذجية تخدم الشباب في مختلف المناطق، وتؤهلهم لكي يكونوا شركاء حقيقيين في التنمية، فهذا هو نوع من أنواع المسؤولية الاجتماعية المستدامة في تنمية المجتمع، فعندما نصنع مواطناً صالحاً، وشاباً مؤهلاً لتولي المسؤولية فإننا نبني غداً أفضل.