فتحت دولابها لتختار هدية لقريبتها بمناسبة استقبال مولود جديد، الدولاب مليء بالهدايا التي حصلت عليها من الأهل والأقارب في مناسبات مختلفة، عيد ميلادها، ولادة ابنتها، وبقايا هدايا زواجها، قررت أن تختار علبة مغلفة تغليفاً جميلاً توقعت أن تكون عطراً، ذهبت لحفل الاستقبال، ووضعت الهدية على طاولة رصت عليها الهدايا المستلمة، بدأت تتجاذب أطراف الحديث مع الزوار، وفجأة جمد نظرها على نقطة محددة، وحبست الكلمات في فمها، وأخذت تحدق في إحدى الهدايا، حتى ظنت صاحبة المناسبة أنها تشتهي شيئاً من هذه الهدايا. لكنها كانت تحدق في إحدى الهدايا التي تعرفها جيداً، إنها هدية أهدتها لإحدى صديقاتها من قبل، اشترتها لها وغلفتها لدى إحدى المحلات واهتمت باللمسات الفنية الناعمة. هنا أدركت أن صديقتها لم تستخدم الهدية بل إنها لم تفتحها على الرغم من أنها اشترتها بعد أن تأكدت أنها تتفق وذوق صديقتها، وحلمت بفرحتها بها. حزنت، وتألمت لكنها تجاهلت، فهي تفعل الشيء نفسه.
عزيزتي القارئة.. أنا لم أبالغ في تصوير هذا المشهد، ولعل هذا مشهد يتكرر في كل يوم، فالهدية التي تهدينها لصاحبتك لا تستخدمها بل تعيد إهدائها، وتأخذ تلك الهدية جولتها بين الأيادي من واحدة إلى أخرى، فلا تستغربي إن انتهى بها المطاف في يدك ثانية، وأعتقد أنت أعلم بالسبب أن معظم الهدايا التي تهدى لا تستخدم إما لأنها لا تناسب ذوق من أهدى إليها أو لأنها لا تحتاجها. وتلك ظاهرة جميعنا نتحدث عنها ونعلق عليها ساخرات، ولكن لم نتخذ موقفاً ولم نوجد الحل.
إن فكرة هدايا المناسبات منطلقة من مبدأ التكافل الاجتماعي، فعندما يكون لدى الأسرة مناسبة اجتماعية يتطلب الوضع توفير حاجيات جديدة ومشتريات كثيرة، فيتكافل الأهل في توفير هذه المتطلبات وتقدم على شكل هدايا، ومن هذه المناسبات استقبال مولود جديد، أو السكن في مسكن جديد، أو الزواج، وغيرها من المناسبات. في الماضي، كان الناس يختارون هدايا تسد احتياجات الأسرة، أما الآن فمعيار اختيار الهدية هي الأناقة والتميز، كما أننا ننفق مبلغاً من المال على تغليفها، ومن الأولى إضافة هذا المبلغ إلى الهدية لتستفيد منها الأسرة. حتى تحول التهادي إلى عبء على المهدي، والمهدى له، وأصبحت تشكل هدراً للأموال مقابل «برستيج» وتفاخر فقط، وليس لسد حاجة عند صاحبة المناسبة، ولا هي تأتي من باب مبدأ التكافل. والأدهى والأمر أننا عندما أضعنا معنى التهادي في المناسبات أضفنا حفلاً آخر وهو «الشاور»، والهدف منه تقديم هدية تحتاجها صاحبة المناسبة، مهما قلت قيمتها المالية. ماذا داهانا نضيع المعاني الاجتماعي الأصيلة في مجتمعنا ونفسدها ثم نبحث عن بديل، في حين أنه من الأولى أن نصحح ما أفسدناه.
عزيزتي القارئة.. ما رأيك أن نضع حداً لهذا المسلسل، ونتخذ قراراً جريئاً لوقف تدوير الهدايا، دعونا نتخذ مبادرة إيجابية ونغير تلك العادة، فبدل أن نهدي أشياء لا تحتاجها الأسرة، دعونا نطلق مبادرة، وهي أن نروج لفكرة بأن تكون هدايانا نقوداً مهما قلت قيمة تلك النقود، وببساطة تضع صاحبة المناسبة صندوقاً «حصالة» أنيقة في المدخل وتودع الزائرة مبلغاً من المال وضع في ظرف تكتب عليها عبارات الإهداءات الجميلة،... مهلاً عزيزتي.. لا تقولي أنني سأحرج وسأضطر لدفع مبلغ أكبر من قيمة الهدية، فصاحبتك تعرف جيداً قيمة الهدية التي تقدمينها مهما قل ثمنها ومهما اجتهدت في تغليفها تغليفاً جميلاً. كما أنها ستوفر علينا وقت الذهاب لشراء الهدايا وتغليفها وستوفر مساحة في الدولاب لحفظ الهدايا التي لا نحتاجها.
في نهاية الحفل ستجد صاحبتك بين يديها من المال ما تشتري به ما تحتاجه فعلاً، وسيبقى ما اشترته ذكرى جميلة من أموال صديقاتها.
والآن دعونا نطلق حملة لنشجع السيدات أن نجعل هدايا المناسبات نقوداً. فذلك أكثر نفعاً ودمتن سالمات.
عزيزتي القارئة.. أنا لم أبالغ في تصوير هذا المشهد، ولعل هذا مشهد يتكرر في كل يوم، فالهدية التي تهدينها لصاحبتك لا تستخدمها بل تعيد إهدائها، وتأخذ تلك الهدية جولتها بين الأيادي من واحدة إلى أخرى، فلا تستغربي إن انتهى بها المطاف في يدك ثانية، وأعتقد أنت أعلم بالسبب أن معظم الهدايا التي تهدى لا تستخدم إما لأنها لا تناسب ذوق من أهدى إليها أو لأنها لا تحتاجها. وتلك ظاهرة جميعنا نتحدث عنها ونعلق عليها ساخرات، ولكن لم نتخذ موقفاً ولم نوجد الحل.
إن فكرة هدايا المناسبات منطلقة من مبدأ التكافل الاجتماعي، فعندما يكون لدى الأسرة مناسبة اجتماعية يتطلب الوضع توفير حاجيات جديدة ومشتريات كثيرة، فيتكافل الأهل في توفير هذه المتطلبات وتقدم على شكل هدايا، ومن هذه المناسبات استقبال مولود جديد، أو السكن في مسكن جديد، أو الزواج، وغيرها من المناسبات. في الماضي، كان الناس يختارون هدايا تسد احتياجات الأسرة، أما الآن فمعيار اختيار الهدية هي الأناقة والتميز، كما أننا ننفق مبلغاً من المال على تغليفها، ومن الأولى إضافة هذا المبلغ إلى الهدية لتستفيد منها الأسرة. حتى تحول التهادي إلى عبء على المهدي، والمهدى له، وأصبحت تشكل هدراً للأموال مقابل «برستيج» وتفاخر فقط، وليس لسد حاجة عند صاحبة المناسبة، ولا هي تأتي من باب مبدأ التكافل. والأدهى والأمر أننا عندما أضعنا معنى التهادي في المناسبات أضفنا حفلاً آخر وهو «الشاور»، والهدف منه تقديم هدية تحتاجها صاحبة المناسبة، مهما قلت قيمتها المالية. ماذا داهانا نضيع المعاني الاجتماعي الأصيلة في مجتمعنا ونفسدها ثم نبحث عن بديل، في حين أنه من الأولى أن نصحح ما أفسدناه.
عزيزتي القارئة.. ما رأيك أن نضع حداً لهذا المسلسل، ونتخذ قراراً جريئاً لوقف تدوير الهدايا، دعونا نتخذ مبادرة إيجابية ونغير تلك العادة، فبدل أن نهدي أشياء لا تحتاجها الأسرة، دعونا نطلق مبادرة، وهي أن نروج لفكرة بأن تكون هدايانا نقوداً مهما قلت قيمة تلك النقود، وببساطة تضع صاحبة المناسبة صندوقاً «حصالة» أنيقة في المدخل وتودع الزائرة مبلغاً من المال وضع في ظرف تكتب عليها عبارات الإهداءات الجميلة،... مهلاً عزيزتي.. لا تقولي أنني سأحرج وسأضطر لدفع مبلغ أكبر من قيمة الهدية، فصاحبتك تعرف جيداً قيمة الهدية التي تقدمينها مهما قل ثمنها ومهما اجتهدت في تغليفها تغليفاً جميلاً. كما أنها ستوفر علينا وقت الذهاب لشراء الهدايا وتغليفها وستوفر مساحة في الدولاب لحفظ الهدايا التي لا نحتاجها.
في نهاية الحفل ستجد صاحبتك بين يديها من المال ما تشتري به ما تحتاجه فعلاً، وسيبقى ما اشترته ذكرى جميلة من أموال صديقاتها.
والآن دعونا نطلق حملة لنشجع السيدات أن نجعل هدايا المناسبات نقوداً. فذلك أكثر نفعاً ودمتن سالمات.