على مدار نصف قرن، استطاعت الدبلوماسية البحرينية أن تحظى باحترام العالم، عبر نجاحات إقليمية ودولية، تكللت عبر عمل دؤوب، تميزت خلالها بالاستقلالية والحيادية والانتصار للشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى سواء الشقيقة أو الصديقة أو الحليفة. وكان هدف الدبلوماسية البحرينية، الأول، والأبرز، الدفاع عن استقلالية وسيادة المملكة، وحماية مصالح البلاد الاستراتيجية، عبر اعتدال النهج، وثبات الموقف، واتزان رد الفعل، على المستوى الخليجي والعربي والدولي.
ولعل أبرز ما يميز الدبلوماسية البحرينية عبر نحو 50 عاماً، وجعلها متفردة فيما يتعلق بالعمل السياسي والدبلوماسي، والعلاقات الخارجية مع الدول الأخرى، هي النهج الذي اختطته المملكة باحترام سيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، ولذلك فإنه من البديهي أن يقابل ذلك النهج البحريني المثالي والمتميز بمثله، لاسيما من الدول المصنفة على أنها من «الدول الصديقة والحليفة».
لكن بين فترة وأخرى، تنهج بعض تلك الدول «الصديقة أو الحليفة»، نهجاً معاكساً بمحاولتها التدخل في الشأن الداخلي البحريني، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مدى حق البحرين في ردة الفعل، وهل يحق للبحرين أن تتعامل مع تلك الدول بالمثل؟ لاسيما وأن المملكة ارتضت لنفسها عبر عشرات السنين أن تتعامل بمثالية ورقي فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع الدول الأخرى.
وبين فترة وأخرى، نجد دولاً صديقة وحليفة للبحرين، تتدخل في الشأن الداخلي البحريني، عبر انتقادات توجه إلى قرارات تتخذها إحدى السلطات الثلاث، التنفيذية، أو التشريعية، أو القضائية، في انتهاك واضح من تلك الدول، لمفهوم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يعد مخالفة صريحة للاعراف الدبلوماسية العالمية.
وكانت أحدث تلك المخالفات غير المفهومة، التصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، والذي وجه من خلالها انتقادات لحكم قضائي أصدرته محكمة التمييز البحرينية، بحق «مدانين بالتخابر وإفشاء وتسليم أسرار عسكرية ودفاعية ومعلومات تتعلق بالأوضاع الداخلية بالبلاد مقابل مبالغ مالية من دولة أجنبية».
ما سبق يقودنا إلى أسئلة جوهرية، لعل أبرزها، متى ينفد صبر البحرين حول تدخلات دول «صديقة أو حليفة»؟ والى متى تصر البحرين على التمسك بمثاليتها الدبلوماسية؟ ولماذا لا تتدخل المنامة في الشأن الداخلي الأمريكي؟ وهل من حق البحرينيين أن يتساءلوا حول زيادة معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في أمريكا؟ وما حقيقة قمع الشرطة الأمريكية وعنصريتها تجاه السود؟ وماذا عن فضيحة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ ومتى ستقرر واشنطن إغلاق معتقل غوانتنامو الذي شهد انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان؟ وهل استطاعت واشنطن القضاء على التطرف بعدما تكبدت نحو 6 تريليونات دولار في إطار حربها على الإرهاب على مدار نحو 18 عاماً، وفقاً لتقرير جامعة براون الأمريكية؟ وهل ستقدم واشنطن تعويضات لذوي نحو نصف مليون شخص على الأقل، في العراق وأفغانستان وباكستان، منذ أن شنت الولايات المتحدة «الحرب على الإرهاب» بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وفقا لتقرير «معهد واتسون» للعلاقات الدولية؟ وهل ستقدم واشنطن تعويضات للعراقيين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الأمريكية لاسيما في معتقل أبوغريب وغيره، خاصة ما ارتكبته واشنطن من انتهاكات في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين وتسليم البلاد لإيران على طبق من ذهب؟
* وقفة:
القناعة الراسخة بأن «أمريكا صديق دائماً ما يخون» لا تعني غض الطرف عن انتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان.. ولابد أن يدرك الأمريكيون أن «من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة» لأنه ربما يكون أوهن من بيت عنكبوت!!
ولعل أبرز ما يميز الدبلوماسية البحرينية عبر نحو 50 عاماً، وجعلها متفردة فيما يتعلق بالعمل السياسي والدبلوماسي، والعلاقات الخارجية مع الدول الأخرى، هي النهج الذي اختطته المملكة باحترام سيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، ولذلك فإنه من البديهي أن يقابل ذلك النهج البحريني المثالي والمتميز بمثله، لاسيما من الدول المصنفة على أنها من «الدول الصديقة والحليفة».
لكن بين فترة وأخرى، تنهج بعض تلك الدول «الصديقة أو الحليفة»، نهجاً معاكساً بمحاولتها التدخل في الشأن الداخلي البحريني، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مدى حق البحرين في ردة الفعل، وهل يحق للبحرين أن تتعامل مع تلك الدول بالمثل؟ لاسيما وأن المملكة ارتضت لنفسها عبر عشرات السنين أن تتعامل بمثالية ورقي فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع الدول الأخرى.
وبين فترة وأخرى، نجد دولاً صديقة وحليفة للبحرين، تتدخل في الشأن الداخلي البحريني، عبر انتقادات توجه إلى قرارات تتخذها إحدى السلطات الثلاث، التنفيذية، أو التشريعية، أو القضائية، في انتهاك واضح من تلك الدول، لمفهوم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يعد مخالفة صريحة للاعراف الدبلوماسية العالمية.
وكانت أحدث تلك المخالفات غير المفهومة، التصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، والذي وجه من خلالها انتقادات لحكم قضائي أصدرته محكمة التمييز البحرينية، بحق «مدانين بالتخابر وإفشاء وتسليم أسرار عسكرية ودفاعية ومعلومات تتعلق بالأوضاع الداخلية بالبلاد مقابل مبالغ مالية من دولة أجنبية».
ما سبق يقودنا إلى أسئلة جوهرية، لعل أبرزها، متى ينفد صبر البحرين حول تدخلات دول «صديقة أو حليفة»؟ والى متى تصر البحرين على التمسك بمثاليتها الدبلوماسية؟ ولماذا لا تتدخل المنامة في الشأن الداخلي الأمريكي؟ وهل من حق البحرينيين أن يتساءلوا حول زيادة معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في أمريكا؟ وما حقيقة قمع الشرطة الأمريكية وعنصريتها تجاه السود؟ وماذا عن فضيحة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ ومتى ستقرر واشنطن إغلاق معتقل غوانتنامو الذي شهد انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان؟ وهل استطاعت واشنطن القضاء على التطرف بعدما تكبدت نحو 6 تريليونات دولار في إطار حربها على الإرهاب على مدار نحو 18 عاماً، وفقاً لتقرير جامعة براون الأمريكية؟ وهل ستقدم واشنطن تعويضات لذوي نحو نصف مليون شخص على الأقل، في العراق وأفغانستان وباكستان، منذ أن شنت الولايات المتحدة «الحرب على الإرهاب» بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وفقا لتقرير «معهد واتسون» للعلاقات الدولية؟ وهل ستقدم واشنطن تعويضات للعراقيين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الأمريكية لاسيما في معتقل أبوغريب وغيره، خاصة ما ارتكبته واشنطن من انتهاكات في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين وتسليم البلاد لإيران على طبق من ذهب؟
* وقفة:
القناعة الراسخة بأن «أمريكا صديق دائماً ما يخون» لا تعني غض الطرف عن انتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان.. ولابد أن يدرك الأمريكيون أن «من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة» لأنه ربما يكون أوهن من بيت عنكبوت!!