هنا مثال للتخلف الذي يعيشه البعض الذي يعتبر نفسه «مناضلاً» و»ثائراً»، وتحديداً ذاك الهارب من أحكام ثقيلة صدرت ضده في بلاده ولم يجد غير طاغية يحتمي به، حيث كتب في «تويتر» تعليقاً على فيديو قصير يظهر إعلامياً كويتياً لا تعجبه آراؤه ومواقفه وهو يرقص بالسيف في مناسبة تبدو خاصة «إنه يتراقص بعد أن قبض بالدرهم والريال»، فهذا المتخلف يعتقد أن كل من لا يقول بما يقول به وتختلف مواقفه عن مواقفه ولا يمارس فعل الخيانة والهروب مثله من الذين يحصلون على إكراميات ومن «القبيضة». يقول ذلك حتى وهو يعلم ومتيقن من أن ما يقوله غريمه هو الصواب وأن ما يقوله هو ليس إلا نفاقاً وانحيازاً إلى السوء وأهله. للأسف الشديد فقد صار هكذا مستوى بعض من يعتبر نفسه رافعاً لراية الحق ومدافعاً عن حقوق الإنسان. ورغم أنه يسيء بمثل ذلك القول إلى نفسه ويهين مبادئ حقوق الإنسان التي يدعي إنه مدافع عنها إلا أنه يستمر في هذا الأسلوب ويعمل جاهداً على الترويج إلى أنه هو الأسلوب الأمثل وأنه الصح وأنه.. مثال الأخلاق الرفيعة! عندما يهاجم من يعتبر نفسه مدافعاً عن حقوق الإنسان الآخرين الذين يختلفون معه ويسعى جاهدا إلى الإساءة إليهم والتشكيك في أخلاقهم ويستخدم لغة أقل ما يقال عنها بأنها سوقية فإن هذا يؤكد أنه هو الذي يفتقر إلى الأخلاق، فليس من الأخلاق اتهام الآخرين بأنهم يقبضون مقابل التعبير عن آرائهم ومواقفهم، وليس من العدل اعتبار من يتوافق موقفه مع قيادته خائنا وبائعا للمبادئ وساعيا إلى الحصول على المال، فهذا الاتهام وحده اعتداء على حقوق الإنسان، حيث الإنسان ليس فقط ذاك الذي يقف مع مثل هذا المتخلف في خندق واحد.
لكن هذا الشخص ليس الوحيد الذي يتصف بهذه الصفات، وليس الوحيد الذي يعتقد بأن كل خليجي أو عربي أو أجنبي يقول بأن الحق مع السعودية والبحرين والإمارات ومصر يحصل مقابل اعتقاده وتعبيره عن آرائه ومواقفه على مكافأة مالية، فهناك الكثيرون من الذين يعانون مثله، ما يعني أن الأمر يدخل في باب الظاهرة التي تستوجب الدراسة والبحث، خصوصا وأنها تشكل خطرا على النسيج الاجتماعي في دول مجلس التعاون. فأن تتهم بأنك تحصل على المال مقابل تعبيرك عن آرائك ومواقفك وأنك منحاز إلى الحكومة، فقط لأنك لم تختلف معها في هذا الشأن أو ذاك، فهذا يعني أن الموضوع بحاجة بالفعل إلى بحث ودراسة.
من الأمور التي لا ينتبه لها هذا المتخلف ومن يقف في خندقه أن ذاك الإعلامي الكويتي والإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب الذين يتهمون بالوقوف إلى جانب الدول الأربع لا يترددون عن التعبير عن آرائهم ومواقفهم لو أن هذه الدول ارتكبت خطأ أو تجاوزت أو اعتدت على حقوق الإنسان أو ظلمت فيقولون ما ينبغي قوله في مثل هذه الحالات، والأكيد أنه لا يتم تصنيفهم بهذا القول في خانة الأعداء أو الخونة.
مؤلم أن يكون تفكير مثل ذلك المتخلف ومن يقف في خانته هكذا، ولو أن حكومات مجلس التعاون تعطي المال كل من يقول كلمة ترتاح منها وتعزز من موقفها لأفلست منذ زمن، فالذين يقفون معها ويقولون بقولها ويدافعون عنها وعن مواقفها كونها تقف مع الحق كثيرون، ولو أنها أعطت البعض ولم تعط البعض الآخر لانفض من لا يحصل على شيء من حولها ولتحولوا – كونهم قبيضة وهدفهم المال – إلى المعسكر الآخر!
هذا مثال على مستوى ذاك المتخلف ومن يقتدي به ويعتمد أسلوبه، والواضح أنهم يرون كل مدافع عن الحق قبيضاً يتراقص.
لكن هذا الشخص ليس الوحيد الذي يتصف بهذه الصفات، وليس الوحيد الذي يعتقد بأن كل خليجي أو عربي أو أجنبي يقول بأن الحق مع السعودية والبحرين والإمارات ومصر يحصل مقابل اعتقاده وتعبيره عن آرائه ومواقفه على مكافأة مالية، فهناك الكثيرون من الذين يعانون مثله، ما يعني أن الأمر يدخل في باب الظاهرة التي تستوجب الدراسة والبحث، خصوصا وأنها تشكل خطرا على النسيج الاجتماعي في دول مجلس التعاون. فأن تتهم بأنك تحصل على المال مقابل تعبيرك عن آرائك ومواقفك وأنك منحاز إلى الحكومة، فقط لأنك لم تختلف معها في هذا الشأن أو ذاك، فهذا يعني أن الموضوع بحاجة بالفعل إلى بحث ودراسة.
من الأمور التي لا ينتبه لها هذا المتخلف ومن يقف في خندقه أن ذاك الإعلامي الكويتي والإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب الذين يتهمون بالوقوف إلى جانب الدول الأربع لا يترددون عن التعبير عن آرائهم ومواقفهم لو أن هذه الدول ارتكبت خطأ أو تجاوزت أو اعتدت على حقوق الإنسان أو ظلمت فيقولون ما ينبغي قوله في مثل هذه الحالات، والأكيد أنه لا يتم تصنيفهم بهذا القول في خانة الأعداء أو الخونة.
مؤلم أن يكون تفكير مثل ذلك المتخلف ومن يقف في خانته هكذا، ولو أن حكومات مجلس التعاون تعطي المال كل من يقول كلمة ترتاح منها وتعزز من موقفها لأفلست منذ زمن، فالذين يقفون معها ويقولون بقولها ويدافعون عنها وعن مواقفها كونها تقف مع الحق كثيرون، ولو أنها أعطت البعض ولم تعط البعض الآخر لانفض من لا يحصل على شيء من حولها ولتحولوا – كونهم قبيضة وهدفهم المال – إلى المعسكر الآخر!
هذا مثال على مستوى ذاك المتخلف ومن يقتدي به ويعتمد أسلوبه، والواضح أنهم يرون كل مدافع عن الحق قبيضاً يتراقص.