محرر "تدوين"

قال أستاذ الأدب والدراسات النقدية الحديثة بكلية الآداب جامعة البحرين أ.د عبدالفتاح يوسف، إن اللحظة التي تزامنت مع ظهور الأدب العربي الحديث بوصفه أدبا مقاوما للاستعمار، تعد ميدانا خصبا لإنتاج الشكل الكولونيالي (الاستعماري)، لافتا إلى ان التوتر القائم بين الوعي العربي مع القوى الامبريالية، يعد مجالا رحبا لجدل الذات مع الآخر (الهامش مع المركز).

وأضاف د.يوسف -خلال محاضرته "النقد الحضاري لأدب ما بعد الاستعمار"- ألقاها مؤخرا في أسرة الأدباء والكتاب - لقد تطوَّر الأدب العربي في سياق معرفي ايديولوجي اتخذ فيه الأدب موقعا مركزيا لمقاومة مشروع الامبريالية الثقافي، فأضحى أنموذجا لأدب ما بعد الكولونيالي؛ لأنه أكد نفسه عن طريق إبراز التوتر القائم مع القوى الإمبريالية، أو عن طريق اختلافه مع إيديولوجيا المركز (المتروبول) وهو ما يجعلنا نسمه بأدب ما بعد الاستعمار. إذ يهدف الفكر الاستعماري إلى تزكية المركزية الغربية بوصفها المصدر الأوحد للمعرفة والعلم والإبداع، وإبراز الصراع الثقافي والفكري مع الأمم المستعمرة بوصفها هامشا.

وأوضح المحاضر من جانب آخر، أن مفهوم ما بعد الاستعمار أو (ما بعد الكولونيالية)، يشتغل في الخطاب الإبداعي والثقافي للشعوب، أو الثقافات التي تأثرت بالعمليات الإمبريالية وقادها المركز الأوربي، وذلك عبر عدد من المفاهيم المركزية مثل مفهوم (الميتروبول) وهو مفهوم من المفاهيم المهمة للإشارة إلى الدول الرأسمالية المستعمرة أو المركزية الأوربية، وكذا مفهوم (التابع) كما تمسيه الناقدة الهندية (جي سي سبيفاك) ويدل على جميع المستويات المتدنية من المجتمع المستعمر، أي العاطلين عن العمل، والمشردين.

وتتساءل سبيفاك: هل يمكن للتابع أن يتكلم؟ وتتساءل أيضا لماذا لم يسمح المستعمر البريطاني للمرأة الهندية بالتعبير عن رأيها قبل حرق النساء الأرامل على محارق أزواجهن الجنائزية؟ وتساءلت عن دور الاستعمار في صناعة هذا التابع؟ وهل يستطيع التابع أن يتحدث بصوت نقي خالص من الشوائب الاستعمارية؟