شهدت النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس آسيا 2019 التي اختتمت منافساتها مؤخراً في العاصمة الإماراتية أبوظبي نجاحاً غير مسبوق على مختلف الأصعدة أهمها القرار الصائب للاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمتمثل بمشاركة 24 منتخباً في الحدث الكروي القاري.

وعلى مدار 28 يوماً من التنافس الرياضي المثير بين منتخبات القارة الصفراء، عبرت كأس آسيا في "حلتها" الجديدة الكثير من المحطات المضيئة، أبرزها الاهتمام الواسع التي حازت عليه من عشاق اللعبة بالإضافة إلى الزخم الإعلامي والجماهيري والنجاح التسويقي مما جعل نسخة "الإمارات" هي الأنجح في تاريخ البطولة.

وأعرب الشيخ سلمان بن إبراهيم ال خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن سعادته بنجاح النسخة السابعة عشر من البطولة، مشيداً بكافة الجهود التي ساهمت في ترجمة أهداف الاتحاد وعكس الصورة المشرقة عن اللعبة في القارة الآسيوية.

وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم في تصرح لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ":" لمسنا من خلال البطولة أن القارة الآسيوية اصبحت اليوم موحدة بشكل أكبر وأعمق وأن المسافات تقترب بين كل الاتحادات الوطنية، وهذا يؤكد ترجمة الرؤى والخطط إلى واقع ملموس يخدم مصالح اللعبة في كافة أنحاء آسيا".

وأضاف "رفعنا شعار "آسيا موحدة" لنضيء مستقبلاً حقيقياً للكرة الآسيوية، عملنا منذ اللحظة الأولى على بناء قاعدة أساسية وصلبة ترتكز على الشراكة الحقيقية مع كافة الاتحادات الوطنية، وحاولنا مد جسور الثقة والتفاهم انطلاقاً من وحدة الهدف والمصير المشترك فتجسد ذلك من خلال النجاح المميز للبطولة التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة".

وعن التجربة الناجحة لرفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخباً قال رئيس الاتحاد الآسيوي: "كان الإصرار على زيادة عدد المنتخبات من منطلق الإيمان بأن الفوارق لم تعد شاسعة بين الدول المنضوية تحت عضوية الاتحاد، وهذا ما تجسد بالفعل من خلال المستويات التي شاهدناها في البطولة، نأمل أن نبدأ على تطوير الفكرة أكثر ودراسة كافة النقاط الإيجابية التي تدعم نجاحها في المستقبل".

وأوضح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة "اتخذنا قراراً حاسماً بزيادة عدد المنتخبات ومنح الفرصة والدعم والمساندة لمواطن آسيوية كروية جديدة للدخول في معترك الاحتكاك، فاليوم تجد أن حوالي نصف الاتحادات المنضوية تحت لواء الاتحاد القاري تشارك بالبطولة وهو ما يسلط الضوء أكثر على بقع جغرافية متعددة وأثر ذلك الكبير على عدة جوانب فنية وتسويقية وغيرها من الأهداف المهمة التي تحققت".

وأشار إلى أهمية القرار المتمثل بتخصيص مبالغ مالية للمنتخبات، مؤكداً أن ذلك يعزز من النجاح الملحوظ للبطولة لا سيما أنها المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يتم فيها تخصيص جوائز قيمة للمشاركين.

700 ألف متفرج حضروا المباريات

وأقيمت مباريات المجموعات الستة والأدوار الإقصائية على 8 ملاعب توزعت في 4 مناطق جغرافية وهي العاصمة أبوظبي وإمارتي دبي والشارقة والعين، حيث اقترب عدد الحضور الجماهيري من حاجز الـ 700 ألف متفرج في 51 مباراة بمعدل 12 ألف متفرج للمباراة الواحدة.

كما كانت نسبة إشغال الفنادق هي الأعلى في تاريخ البطولات الآسيوية حيث وصلت النسبة إلى 95% بحسب اللجنة المحلية المنظمة للحدث.

وأوضحت اللجنة المنظمة، أن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تداولت اسم البطولة منذ انطلاقتها في الخامس من يناير الماضي سبع مليارات مرة شملت الفيديوهات والتعليقات والانطباعات والصور.

وشهدت البطولة تسجيل مهاجم المنتخب القطري المعزعلي رقماً قياسياً بإحرازه تسعة اهداف في نسخة واحدة متجاوزاً رقم المهاجم الإيراني علي دائي الذي سجل ثمانية أهداف عام 1996 في البطولة التي استضافتها الإمارات أيضاً.

وبعد قرار الاتحاد الآسيوي للعبة فيما يتعلق بتخصيص جوائز مالية كبيرة للمنتخبات المشاركة، فقد نال المنتخب القطري بطل المسابقة مبلغ خمسة ملايين دولار، فيما حصل الياباني الوصيف على 3 ملايين دولار كما حاز منتخبا الإمارات وإيران على مليوني دولار بواقع مليون لكل منتخب، بينما نالت بقية المنتخبات مبلغ 200 ألف دولار لكل منتخب.

وظهرت تقنية الفيديو (VAR) للمرة الأولى في تاريخ كأس آسيا حيث أقر الاتحاد الآسيوي للعبة استخدامها مع بداية الدور ربع النهائي.