بقلم: النقيب محمد الحبال

كتاب «الضوء الأول» لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه الكتاب الذي يحكي للأجيال المتعاقبة تفاصيل مرحلة تأسيس قوة دفاع البحرين، والذي ذكر جلالته أيده الله في صفحاته قائلاً: «كان الهدف من إنشاء قوة للدفاع عن البلاد واضحة المعالم لدى صاحب السمو القائد الأعلى ولدي شخصياً وكان التصميم على إنجاز هذا العمل الوطني الكبير أملاً عزيزاً وملازماً يراودني في جميع الأوقات، وكانت العناصر الأساسية لتحقيق هذا الهدف والنابعة من ماضينا وحاضرنا وأملنا بالمستقبل المشرق ماثلة أمامي، أفكر بها وأستخلص أنسبها ملاءمة لواقعنا وهكذا تم لي تجمع العوامل الهامة والمؤثرة لعملية البناء».

وفي الاحتفال بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين الخمسون صرح جلالته أيده الله «أن ذكرى يوم تأسيس قوة دفاع البحرين علامة مضيئة في مسيرتنا الوطنية المباركة ومبعث فخرنا واعتزازنا جميعاً، حيث تحيي في نفوسنا مآثر البطولة والفداء التي سطرها الآباء والأجداد في صفحات تاريخنا الوطني المشرف، مؤكدين ثقتنا برجال قوة دفاع البحرين البواسل، حيث أضافوا صفحات ناصعة جديدة من البطولات إلى سجل تاريخنا الوطني المجيد، فهم بحق فخر الوطن، ومصدر اعتزازنا الدائم».

هاتان الكلمتان المضيئتان لسيدي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، جمعت في مضمونها فكر التأسيس، وفكر التكامل، لتؤكد على رجاحة الفكر، وصلابة النهج الذي رسمه جلالته حفظه الله ورعاه منذ أن كانت قوة دفاع البحرين فكرة تراود فكر جلالته أيده الله وحتى غدت اليوم قوة عصرية يشار إليها بالبنان، تتوالى في ميادينا الإنجازات، وتتلألأ فيها النجاحات المتتالية، فأصبحت اليوم فخراً للوطن ومصدراً للاعتزاز، وعنواناً للوطنية المخلصة المسؤولة، المحبة لوطنها والانتماء إليه.

تلك الكلمات أكدت بين سطورها إصرار الربان الماهر والقائد العسكري المحنك وإستراتيجيتة المبنية على الأسس القويمة، التي ساهمت في بناء قاعدة قوية راسخة تدرجت عليها لبنات البناء لتشيد قلعة الوطن المضيئة، لتسطر صفحات مضيئة من تاريخ الوطن العريق وحاضره المجيد ومستقبله المشرق بعون الله تحمي ثرى الوطن الغالي بكل ما أوتيت من قوة، وعتاد متطور ومنظومات حديثة وعلوم متخصصة تسابق منسوبيها للنهل من أحدثها وأكثرها تقدماً، يحققها رجال صدقوا العهد فأبدعوا في حب الوطن والمحافظة على منجزاته وإنجازاته، فكان الدور المخلص لسيدي صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين وتوجهات معاليه السديدة في رقي وثبات تقدم هذا الصرح المنيع.

ولم تكتف قوة دفاع البحرين بذلك بل تجاوز عطاءها ميادين صرحها، وساهمت في التنمية الوطنية الشاملة بشعار «يد تبني .. ويد تذود عن وطنها» فكانت خير بلسم وشفاء للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة بمنظومات طبية متكاملة يكتمل عقدها هذا العام بافتتاح مركز البحرين للأورام ومركز محمد بن خليفة للقلب، والعديد من الإنجازات الاقتصادية والرياضية والاجتماعية التي كان عنوانها «حب الوطن ورفع رايته خفاقة في جميع المحافل والمجالات».

واحد وخمسون عاماً .. عمر المؤسسة الوطنية العسكرية «قوة دفاع البحرين» أعوام معدودة في أرقامها، عظيمة في إنجازاتها ومعطياتها، تمضي بكل ثبات بمسيرة العطاء محافظةً على إسسها وأهدافها النبيلة تذود عن حياض الوطن.