عودنا الرئيس الأمريكي ترامب على الخروج على الأنماط المعتادة في التفكير، ومن ذلك فكرة إنشاء تحالف أمني من ست دول خليجية، إضافة لمصر والأردن، ويعرف هذا التحالف بشكل غير رسمي باسم، «الناتو العربي»، كما يحمل أيضاً أسماء مثل «ميسا»، و»تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، وكالعادة تضم لائحة أعداء ترامب. التهديدات على الخليج، والمخاوف السيبرانية وإدارة النزاعات في سوريا واليمن، دون أن ينسى أن يضيف إيران على هذه اللائحة. «الناتو العربي» يسوق لبناء درع صلب نظرياً لكن عملياً هو تسويق للدرع الصاروخي الخليجي الذي سيكون عماده أسلحة أمريكية. الشامتون بنا في الخليج يرونها عملية ابتزاز جديدة وكأننا مازلنا تحت سن الرشد العسكري، بل وتحت سن الرشد السياسي لنتبين أين تقع مصلحتنا في باقة التحالفات التي تعرض علينا، مرة عن طريق الحرير وأخرى طريق الناتو ثم طريق ترامب!
بل إن هناك من ذهب إلى القول إن الحلف ذريعته مواجهة إيران، إلا أن الهدف أن يكون ضد تركيا، لكون انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو للمزيد من الأموال الخليجية لإنشاء هذا الحلف الذي سيحل محل الأمريكان! فالخيارات بعد الانسحاب لن تخرج عن تسليم مناطق الانسحاب للناتو العربي بموافقة الأسد. أو ترك المسرح السوري لروسيا أو التعاون مع تركيا مما يجعل الخيار الأول هو بقاء الأمريكان بوجوه عربية وأسلحة أمريكية. ولا شك في أن موضوع قيام الناتو العربي ليس بجديد، لكن ما دفعنا لتجديد طرحه قبل القمة المزمع عقدها في الأردن، هو تجدد موقف الرئيس ترامب من حلف الناتو الأصلي، فالرئيس ترامب لا يخفي كراهيته للتحالفات الدولية والالتزامات المترتبة على بلاده منها حيث تساهم بـ 80% من ميزانية الحلف، وفي ذلك «استنزاف» للخزانة الأمريكية. كما أن القسوة على الناتو كانت من وعود حملته الانتخابية. كما أن فتح هذا الموضوع يحرف مسار مواضيع داخلية تضيق عليه الخناق. ولعل ما شجع ترامب على المضي في هذا المنحى توجه الدول الأوروبية لإنشاء «جيش أوروبي موحد»، للدفاع عن قيم الاتحاد الأوروبي وليس لمصلحة أمريكية. وعلى من اتهم دول الخليج بقابلية الابتزاز النظر ملياً في خطاب ترامب خلال إعلانه في البنتاغون عن استراتيجية الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة، 17 يناير 2019، حين حذر الناتو قائلاً: «عليكم أن تخطوا للأمام وتدفعوا مستحقاتكم المالية لميزانية الحلف، ولا يمكن أن نكون الأحمق الذي يستغله الآخرون». أليس هذا هو الابتزاز!!
* بالعجمي الفصيح:
لا يمكننا القول عن الناتو العربي إلا أنه يُقلق بمقدار ما يطمئن فشراكة الناتو مع واشنطن لم تشفع له 70 عاماً من تهديدات ترامب للانسحاب منه.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
بل إن هناك من ذهب إلى القول إن الحلف ذريعته مواجهة إيران، إلا أن الهدف أن يكون ضد تركيا، لكون انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو للمزيد من الأموال الخليجية لإنشاء هذا الحلف الذي سيحل محل الأمريكان! فالخيارات بعد الانسحاب لن تخرج عن تسليم مناطق الانسحاب للناتو العربي بموافقة الأسد. أو ترك المسرح السوري لروسيا أو التعاون مع تركيا مما يجعل الخيار الأول هو بقاء الأمريكان بوجوه عربية وأسلحة أمريكية. ولا شك في أن موضوع قيام الناتو العربي ليس بجديد، لكن ما دفعنا لتجديد طرحه قبل القمة المزمع عقدها في الأردن، هو تجدد موقف الرئيس ترامب من حلف الناتو الأصلي، فالرئيس ترامب لا يخفي كراهيته للتحالفات الدولية والالتزامات المترتبة على بلاده منها حيث تساهم بـ 80% من ميزانية الحلف، وفي ذلك «استنزاف» للخزانة الأمريكية. كما أن القسوة على الناتو كانت من وعود حملته الانتخابية. كما أن فتح هذا الموضوع يحرف مسار مواضيع داخلية تضيق عليه الخناق. ولعل ما شجع ترامب على المضي في هذا المنحى توجه الدول الأوروبية لإنشاء «جيش أوروبي موحد»، للدفاع عن قيم الاتحاد الأوروبي وليس لمصلحة أمريكية. وعلى من اتهم دول الخليج بقابلية الابتزاز النظر ملياً في خطاب ترامب خلال إعلانه في البنتاغون عن استراتيجية الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة، 17 يناير 2019، حين حذر الناتو قائلاً: «عليكم أن تخطوا للأمام وتدفعوا مستحقاتكم المالية لميزانية الحلف، ولا يمكن أن نكون الأحمق الذي يستغله الآخرون». أليس هذا هو الابتزاز!!
* بالعجمي الفصيح:
لا يمكننا القول عن الناتو العربي إلا أنه يُقلق بمقدار ما يطمئن فشراكة الناتو مع واشنطن لم تشفع له 70 عاماً من تهديدات ترامب للانسحاب منه.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج