تواجه ليبيريا الاثنين اضراب العاملين في القطاع الصحي الذين يطالبون بمخصصات مالية اضافية بسبب عملهم في مجال خطر نظرا لرعايتهم مرضى وباء الايبولا الذي اودى بحياة العشرات من زملائهم. وياتي هذا التهديد في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن الى معرفة كيفية اصابة احدى موظفات الصحة في تكساس بالفيروس الاستوائي القاتل، لتكون اول اصابة بالمرض في الولايات المتحدة. ويعد ظهور هذه الحالة ضربة للجهود العالمية للقضاء على المرض الذي اودى بحياة اكثر من 4000 شخص حتى الان معظمهم في دول غرب افريقيا وهي غينيا وسيراليون وليبيريا التي تعد الاكثر تضررا بالمرض. وتاتي الدعوة الى الاضراب في ليبيريا في تحد لطلب رسمي لعدم القيام بالاضراب خلال ازمة الايبولا التي اودت بحياة ما يزيد عن 2300 شخص في ليبيريا واثقلت كاهل قطاع الصحة في البلاد. وصرح جوزيف تامبا رئيس نقابة العاملين في مجال الصحة في ليبيريا ان الاضراب سيطال "كل مستشفى وكل مركز صحي بما فيها وحدات العلاج من الايبولا". ويواجه العاملون في القطاع الصحي اسوأ انتشار للمرض في تاريخه. وينتقل المرض عبر انتقال السوائل من الشخص المصاب، بحسب منظمة الصحة العالمية. ونظرا لان معدل الرواتب الشهرية لا يتعدى نحو 250 دولارا (200 يورو)، تتزايد الدعوات الى تقديم تعويضات مالية لموظفي الصحة بسبب خطر اصابتهم بالمرض الذي لا يوجد لقاح او علاج متوفر له. واقرت رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيراليف الاسبوع الماضي خلال اجتماع ازمة للبنك الدولي بوجود ضرورة ملحة "لتعويض العاملين في القطاع الصحي الذين يرفضون او يترددون في العودة الى العمل خشية اصابتهم بالمرض". وتشهد عيادة "ايلاند كلينيك"، اكبر عيادة تديرها الحكومة لعلاج الايبولا في العاصمة مونروفيا، تباطؤا في عمل الموظفين منذ الجمعة. ومنذ ذلك الوقت توفي عشرات المرضى في العيادة، بحسب الفونسو ويسيه ممثل الموظفين. وحظرت ليبيريا دخول الصحافيين الى عيادات الايبولا ما يجعل من المستحيل التاكد من تلك المزاعم. وفي حالتي الاصابة بالمرض خارج افريقيا سواء في اسبانيا الاسبوع الماضي او في الولايات المتحدة الان، كان الضحيتان موظفين في القطاع الصحي، رغم اجراءات السلامة المشددة. والقت السلطات الاميركية اللوم على عدم احترام اجراءات السلامة، مع تاكيدها لاول حالة اصابة لممرضة التي لم يكشف عن اسمها عالجت مريضا ليبيريا مصابا بالايبولا في دالاس. وكانت المصابة تعمل في مركز "تكساس هيلث بريسبيتاريان" الذي كان يعالج فيه توماس ايريك دنكان قبل ان يتوفى من جراء المرض في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. والمصابة كانت ضمن الفريق الذي اعتنى بدنكان بعد نقله الى المستشفى في 28 ايلول/سبتمبر.واكدت المصابة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها انها احترمت اجراءات الوقاية، كما اكد المستشفى في دالاس انها كانت دائما ترتدي الملابس الواقية مع القناع والقفازات.واوضح الدكتور دان فارغا من هيئة الصحة في تكساس لصحافيين ان المريضة "التزمت بجميع الاحتياطات اللازمة" التي تشتمل على ارتداء قناع وثوب خاص وقفازات. الا ان ثوماس فريدين رئيس المراكز الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها اكد انه "تم انتهاك تلك الاجراءات في مرحلة ما". وطالب الرئيس باراك اوباما السلطات الفدرالية باتخاذ "خطوات اضافية عاجلة" لضمان استعداد المستشفيات لاتباع اجراءات الحماية من الايبولا. وتطالب "المنظمة الوطنية المتحدة للممرضات" بتوفير معدات وقائية والتدريب على التعامل مع حالات الايبولا. وفي اسبانيا قالت خلية الازمات التي أنشئت بعد اصابة ممرضة في مدريد ان "هناك املا" في شفائها. ويعتقد ان تيريسا روميرو (44 عاما) اصيبت بالفيروس اواخر ايلول/سبتمبر الماضي في المستشفى عندما كانت تعتني بمبشر اسباني اعيد الى بلاده بعد اصابته بايبولا في افريقيا.ودعي وزراء الصحة الاوروبيون للمشاركة الخميس في بروكسل في "اجتماع تقني" حول احتمال تعزيز اجراءات مراقبة المسافرين الاتين من دول افريقية مصابة بفيروس ايبولا، كما اعلنت الرئاسة الايطالية للاتحاد الاثنين.واضافت الرئاسة ان الاجتماع يهدف الى "تنسيق اعمال الدول الاعضاء" حول هذا الجانب من الملف، في غياب الاجماع في الوقت الراهن حول فرصة كشف المصابين لدى الوصول الى اوروبا.ولندن هي العاصمة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي طبقت الخميس اجراءات مراقبة لدى الوصول الى كبرى مطاراتها ومحطات القطارات لديها وحذت بذلك حذو الولايات المتحدة وكندا.وتطبيق نظام كشف المصابين بفيروس ايبولا في صفوف المسافرين الاتين من هذه المناطق لم تدع اليه حتى الان منظمة الصحة العالمية، ذلك ان المراقبة تتم حاليا عند المغادرة، ويتم القسم الاكبر من الاجراءات عبر قياس درجة حرارة الركاب.ويسبب مرض الايبولا الاصابة بالحمى والاسهال والقيء والنزيف. وينتشر عبر سوائل الجسد والتعرض لأشياء ملوثة بالفيروس.
International
ليبيريا تواجه إضراب القطاع الصحي بسبب الإيبولا
13 أكتوبر 2014