تدور معارك بين تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد في مكان غير بعيد عن الحدود التركية السورية الاثنين قرب كوباني، في حين نفت انقرة الموافقة على استخدام الولايات المتحدة قواعدها الجوية بعد ان اكد مسؤول اميركي ذلك الاحد.وبعد الظهر ، انفجرت سيارة مفخخة يقودها مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال عين العرب (كوباني بالكردية)، من دون ان يعرف ما اذا كانت تسببت باصابات وقتلى.وافاد مراسل لفرانس برس على الحدود التركية ان دوي الطلقات النارية وقذائف الهاون يسمع في اطراف كوباني، او عين العرب، على مسافة اقل من كيلومتر واحد من الاسلاك الشائكة التي تفصل تركيا عن سوريا.ويعبر مدنيون اكراد كل يوم منفذ مرشدبينار الحدودي التركي فرارا من المعارك كما ينتقل عبره مقاتلون اكرادا اصيبوا في الاشتباكات لكي يتلقوا العلاج في مستشفيات بلدة سوروج التركية.ولاحظ مراسل فرانس برس انتشار تعزيزات عسكرية تركية على طول الحدود.في غضون ذلك، نجح المقاتلون الاكراد في الليلة الماضية في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم "الدولة الاسلامية" في جنوب عين العرب.فاذا كان مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الكردية نجحوا في كسب بضعة امتار بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، فالواقع ان التنظيم المعروف باسم "داعش" لا يزال يسيطر على مساحة تقارب الاربعين في المئة من المدينة الصغيرة المحاصرة من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة وتقفل معبرها الحدودي على الاسلحة والمتطوعين الاكراد الراغبين بدخولها لقتال الى جانب المدافعين عنها.وقال المرصد في بريد الكتروني صباح الاثنين "نفذت وحدات حماية الشعب هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم الدولة الإسلامية".وبدأ الهجوم في اتجاه عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وتسبب، بحسب المرصد، بمقتل نحو 600 شخص معظمهم من المقاتلين من الطرفين.واستقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الاحد الى كوباني في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الاكراد الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.من جهته، شن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات ليلا على مواقع وتجمعات "الدولة الاسلامية" في جنوب المدينة وشرقها. كما شملت الغارات محافظة الرقة (شمال) المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.الى ذلك، نفت تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية، وقال مصدر حكومي لفرانس برس ان بلاده لم تبرم "اتفاقا جديدا" مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي.وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته "لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك"، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا.والاحد اعلن مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته ان حكومة انقرة سمحت للجيش الاميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية.وشدد المصدر التركي على ان "موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد"، مذكرا بان الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، قرب اضنة (جنوب) الا للقيام بمهمات لوجستية او انسانية.واضاف ان "المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا".وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي لان الغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة واعادة التأكيد على ان الهدف هو قلب نظام دمشق.ويستخدم سلاح الجو الاميركي منذ زمن طويل قاعدة انجرليك حيث ينشر حوالى 1500 من عناصره.الا ان الطائرات التي تشن غارات على مواقع الدولة الاسلامية تنطلق حتى الان من قواعد الظفرة في الامارات العربية المتحدة وعلي السالم في الكويت والعديد في قطر حيث مركز العمليات الجوية الاميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة.كما تستخدم الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا وهي منطقة بريطانية في المحيط الهندي لقاذفاتها بي52 وبي1 وبي2.بدوره، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان الهجوم الذي يشنه التنظيم على عين العرب "ماساة" تستمر رغم الغارات التي يشنها الائتلاف منذ اسابيع.وحذر مسؤولون اميركيون من مخاطر وقوع مجزرة في عين العرب في حال نجح التنظيم الذي يشن هجومه منذ ثلاثة اسابيع في السيطرة عليها.واعربت واشنطن مرات عدة عن قلقها حول المدينة الا انها شددت في الوقت نفسه على ان انقاذها من السقوط ليس الاولوية في معركة الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية.وقال كيري امام صحافيين في القاهرة على هامش مؤتمر لاعادة اعمار قطاع غزة "لقد قلنا منذ البدء ان الامر سيتطلب وقتا لحشد الائتلاف".وتابع "ستشهد الايام المقبلة كرا وفرا كما هو الامر في كل نزاع... الا اننا واثقون من قدرتنا على تنفيذ هذه الاستراتيجية خصوصا وان كل دول المنطقة تعارض داعش".وقال كيري ان اكثر من 60 دولة تعهدت تقديم مساعدة لمحاربة التنظيم الاسلامي.الى ذلك، يجتمع القادة العسكريون في 21 بلدا عضوا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الثلاثاء قرب واشنطن.وسيعقد هذا الاجتماع الاستثنائي الثلاثاء في قاعدة اندروز الجوية بضاحية واشنطن. وسيضم ممثلين عن كل الشركاء الاوروبيين في التحالف بالاضافة الى خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية ضد الدولة الاسلامية وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية والامارات.