أدركت اليوم أنك تعلم بأنك أثمن شيء لدي.
أدركت اليوم أنك تعرف أنني أفنيت عمري لأراك شاباً ناجحاً متألقاً.
أدركت اليوم أنك تعرف أنني أحببتك حتى أنكرت ذاتي.
أدركت كل ذلك لأنني أجدك تنتقم مني وتعاقبني في أعز شيء لدي.. تعاقبني في نفسك.
ها قد كبرت يا ولدي، فلم تعد ذلك الصغير الذي يتخذ من ذراعي وسادة.
ها قد خلت سيارتي من حركاتك ومشاغباتك التي كانت تغضبني وتبهجني.. فسيارتك الخاصة تغنيك عني...
ها قد كبرت.. فخلت أرجاء بيتنا من صوتك، وخلت زواياه من كراساتك المتبعثرة وملابسك الملقاه على مقاعد الصالة، وألعابك التي طالما أطربتني بأنغام الطفولة.. فأنت اليوم في رفقة أصدقائك.
أنت اليوم مشغول ببرامج وفسح أغنتك عن الجلوس في هذا البيت.
ها قد كبرت يا ولدي.. وبدأت تُقيم تجربتي في تربيتك، تنتقدني وتحاسبني ولربما تسخط علي.
أنت اليوم تُقَيّم مواقفي.. ولربما تضعني في قفص الاتهام. وتصدر في حقي الأحكام.
نعم.. أنا سعيد بهذا الحساب والعقاب، فحسابك يعني أنك لا زلت تتوقع مني الكمال، وتستنكر أن أكون مثل باقي البشر.. أخطأ وأقصر.
نعم قد أكون أخطأت في بعض القرارات التي تخصك.
وربما شاركتك في بعض القرارات التي أجدها مصيرية في حياتك.
فأبى قلبي الأبوي إلا أن يمد يد العون لك ويحسم بعض الأمور.
أبى قلبي الأبوي إلا أن يمدك بخبراتي التي استعصرتها من هَم السنين.
فأسقيك إياها عسلاً ليكون لك زاداً في درب الحياة الشاق.
قد أكون شاركتك بعض القرارات.
في اختيار الجامعة.
في اختيار التخصص.
في اختيار أصدقائك.
أو غيرها من القرارات.
تدخلات رجوت أن تختصر طريقك للنجاح.
فما بالي أجدك تسخط على تلك المشاركة؟!!!
فما بالي أجدك تكسر قدح العسل الذي أسقيك منه.
فتنقم مني في نفسك.. فتترك الدراسة وتختار طريق الشوك والعناء، تبدأ مشواراً شاقاً قبل أن يقوى عودك..
ما بالك تهجر مقعد الدراسة الجامعية لتعاقبني في نفسك.
تسعى للفشل وتصنعه لنفسك وتضعه بين يدي.
ما بالك تقتل حلمي في نجاحك وتضعه جثة هامة بين يدي.
أتتحداني في نفسك فتصادر حلمي في أن تكون متميزاً متألقاً.
أتنتقم مني في نفسك فتضع بين عيني شقاءك وعناءك؟!!
ما بالك تستعجل طريق الشقاء فتبدأ مشوار البحث عن الرزق وأنت غض العود طرياً، وتبدأ مشوار حياتك العملية باكراً حتى يأتي اليوم الذي تكتشف أن الدراسة الجامعية أمر لا غنى عنه، فتصر حينها أن تعود للمربع الأول، فتمضي سنوات من عمرك بين مقعد الموظف، وتنتقل آخر النهار إلى مقعد الطالب لتعود إلى بيتك وقد أضناك التعب والنصب فتباشر مسؤولياتك الأسرية. ما بالك يا بني، تتكبد أعباء الدراسة المالية من رزق أبنائك بعدما كانت يدي ممدودة لك لتحمل هذا العبء.
يا ولدي.. سأجلس على كرسي الاعتراف أمامك، وسأفصح لك عن أخطائي علك تنجو منها فلا تكررها مع أبنائك.
نعم أسرفت في حبك حتى جعلتك متكلاً علي، فأقوم بكل الأعمال بدلاً عنك.
أسرفت في حبك حتى أنني أصبحت أحلم بمستقبلك بدلاً عنك، فصنعت منك إنساناً بلا هدف ولا أمل.
أسرفت في حبك فأعطيتك كل شيء فلم يعد لك حاجة تسعى لها.
أشبعتك حتى أنك فقدت إحساسك بلذة ما بيدك، فمن لا يعرف الحرمان من احتياجاته لا يعرف قيمتها ولا يعرف كيف يحققها.
رحمتك حتى أنك أصبحت لا تقوى على قهر الزمان، ولا لطمات السنون.
فأحبب ابناءك باعتدال، اقسوا عليهم باعتدال فقد قال الأولون: إن كنت رحيما فلا تقسو على من تحب. وعلمهم السباحة في بحر الحياة فلا تسبح بهم وهم متعلقين في رقبتك. وأخيرا تعلم فنون الأبوة فالأبوة غريزة وفطرة لكنها فن يجب أن تتقنه.
أدركت اليوم أنك تعرف أنني أفنيت عمري لأراك شاباً ناجحاً متألقاً.
أدركت اليوم أنك تعرف أنني أحببتك حتى أنكرت ذاتي.
أدركت كل ذلك لأنني أجدك تنتقم مني وتعاقبني في أعز شيء لدي.. تعاقبني في نفسك.
ها قد كبرت يا ولدي، فلم تعد ذلك الصغير الذي يتخذ من ذراعي وسادة.
ها قد خلت سيارتي من حركاتك ومشاغباتك التي كانت تغضبني وتبهجني.. فسيارتك الخاصة تغنيك عني...
ها قد كبرت.. فخلت أرجاء بيتنا من صوتك، وخلت زواياه من كراساتك المتبعثرة وملابسك الملقاه على مقاعد الصالة، وألعابك التي طالما أطربتني بأنغام الطفولة.. فأنت اليوم في رفقة أصدقائك.
أنت اليوم مشغول ببرامج وفسح أغنتك عن الجلوس في هذا البيت.
ها قد كبرت يا ولدي.. وبدأت تُقيم تجربتي في تربيتك، تنتقدني وتحاسبني ولربما تسخط علي.
أنت اليوم تُقَيّم مواقفي.. ولربما تضعني في قفص الاتهام. وتصدر في حقي الأحكام.
نعم.. أنا سعيد بهذا الحساب والعقاب، فحسابك يعني أنك لا زلت تتوقع مني الكمال، وتستنكر أن أكون مثل باقي البشر.. أخطأ وأقصر.
نعم قد أكون أخطأت في بعض القرارات التي تخصك.
وربما شاركتك في بعض القرارات التي أجدها مصيرية في حياتك.
فأبى قلبي الأبوي إلا أن يمد يد العون لك ويحسم بعض الأمور.
أبى قلبي الأبوي إلا أن يمدك بخبراتي التي استعصرتها من هَم السنين.
فأسقيك إياها عسلاً ليكون لك زاداً في درب الحياة الشاق.
قد أكون شاركتك بعض القرارات.
في اختيار الجامعة.
في اختيار التخصص.
في اختيار أصدقائك.
أو غيرها من القرارات.
تدخلات رجوت أن تختصر طريقك للنجاح.
فما بالي أجدك تسخط على تلك المشاركة؟!!!
فما بالي أجدك تكسر قدح العسل الذي أسقيك منه.
فتنقم مني في نفسك.. فتترك الدراسة وتختار طريق الشوك والعناء، تبدأ مشواراً شاقاً قبل أن يقوى عودك..
ما بالك تهجر مقعد الدراسة الجامعية لتعاقبني في نفسك.
تسعى للفشل وتصنعه لنفسك وتضعه بين يدي.
ما بالك تقتل حلمي في نجاحك وتضعه جثة هامة بين يدي.
أتتحداني في نفسك فتصادر حلمي في أن تكون متميزاً متألقاً.
أتنتقم مني في نفسك فتضع بين عيني شقاءك وعناءك؟!!
ما بالك تستعجل طريق الشقاء فتبدأ مشوار البحث عن الرزق وأنت غض العود طرياً، وتبدأ مشوار حياتك العملية باكراً حتى يأتي اليوم الذي تكتشف أن الدراسة الجامعية أمر لا غنى عنه، فتصر حينها أن تعود للمربع الأول، فتمضي سنوات من عمرك بين مقعد الموظف، وتنتقل آخر النهار إلى مقعد الطالب لتعود إلى بيتك وقد أضناك التعب والنصب فتباشر مسؤولياتك الأسرية. ما بالك يا بني، تتكبد أعباء الدراسة المالية من رزق أبنائك بعدما كانت يدي ممدودة لك لتحمل هذا العبء.
يا ولدي.. سأجلس على كرسي الاعتراف أمامك، وسأفصح لك عن أخطائي علك تنجو منها فلا تكررها مع أبنائك.
نعم أسرفت في حبك حتى جعلتك متكلاً علي، فأقوم بكل الأعمال بدلاً عنك.
أسرفت في حبك حتى أنني أصبحت أحلم بمستقبلك بدلاً عنك، فصنعت منك إنساناً بلا هدف ولا أمل.
أسرفت في حبك فأعطيتك كل شيء فلم يعد لك حاجة تسعى لها.
أشبعتك حتى أنك فقدت إحساسك بلذة ما بيدك، فمن لا يعرف الحرمان من احتياجاته لا يعرف قيمتها ولا يعرف كيف يحققها.
رحمتك حتى أنك أصبحت لا تقوى على قهر الزمان، ولا لطمات السنون.
فأحبب ابناءك باعتدال، اقسوا عليهم باعتدال فقد قال الأولون: إن كنت رحيما فلا تقسو على من تحب. وعلمهم السباحة في بحر الحياة فلا تسبح بهم وهم متعلقين في رقبتك. وأخيرا تعلم فنون الأبوة فالأبوة غريزة وفطرة لكنها فن يجب أن تتقنه.