في حياتك الاجتماعية والمهنية، هل صادفتك نوعيات من الأشخاص، كلما سألتهم عن أسباب إخفاقهم في مسألة ما، في مشروع ما، في مهمة موكلة إليه، عن أسباب فشلهم في تحقيق وعودهم، أو واجباتهم، سردوا لك قائمة طويلة من الأعذار؟!
هناك نوعيات من البشر وصلت لمستوى متقدم من «مهارة» صناعة الأعذار، بل وابتكارها، هي نوعيات تصور لك نفسها بأنها لا تخطئ أبداً، بل لا يمكن أن تخطئ، فهم من نوعية «المعصومين» سواء اجتماعياً، مهنياً وإدارياً.
عند هذه النوعية من البشر لن تجد إلا الكلام، وربما تجد قليلاً من الأفعال، لكنهم بالمقارنة، ماهرون في الحديث، بارعون في عمليات «الخداع الذهنية»، ماكرون في «قلب الحقائق» وتصوير البشع جميلاً، وعند فشلهم وافتضاح أمرهم، تجد طوابير طويلة من الأعذار، والتي قد تصل إلى لوم «جميع البشر» وتلبيس الأخطاء، باستثنائهم هم.
هذه النوعية موجودة، تجدونها في كل مكان، هم أصحاب الأعذار الجاهزة، والتبريرات المعلبة، الذين لن تجدهم إطلاقاً يعترفون بوقوعهم في «أخطاء»، ويستحيل طبعاً أن تجدهم يقدمون أي «اعتذار».
حال هؤلاء يذكرني بحادثة طريفة تقول بأن فتاة حصلت على رخصة السياقة تواً، وصادف في أول عملية قيادة للسيارة أن ارتكبت حادثاً سخيفاً جداً، إذ وجدت نفسها ترتطم بحائط على جانب الطريق، وبكل ذعر وخوف اتصلت بوالدها لتبشره بأول حادث ترتكبه. سألها والدها: كيف حصل الحادث؟! فأجابت فوراً: «ما آدري، الطوفة طلعت علي»؟!
عملية «التنصل» من المسؤوليات بالأخص حين وقوع الفشل، كارثة إدارية ابتليت بها مجتمعاتنا. هذه المجتمعات التي تنظر يومياً بشأن «الإدارة الصالحة» ومبادئها وأسسها، وكيف أن هناك ثقافة تسمى «ثقافة الاعتذار»، لكن الممارسات للأسف، والتي قد تجدها تبدأ من مواقع المسؤولية في مختلف القطاعات كلها تتركز في عمليات «التبرير» و»خلق الأعذار» في محاولة للتنصل من المحاسبة أو المسائل، أو أقلها الاعتراف بالمسؤولية ولو كانت أدبية لا مباشرة، حينما تسأل الجهات ذات المسؤولية الأكبر.
لذلك نجد لسان حال المجتمع والناس يقول دائماً وبتذمر له أسبابه، ما مفاده «بسنا أعذار»، إذ المطلوب اعتراف بالأخطاء، المطلوب «اعتذار» عن هذه الأخطاء، والتمثل بالشجاعة عبر الاعتراف بالمسؤولية.
المشكلة التي تحصل في كثير من القطاعات، في كثير من المسائل حتى في الحياة الاجتماعية، تتمثل بعمليات «التعقيد» في حل الأمور، إذ بدلاً من الاعتراف بالخطأ، بدلاً من شجاعة الاعتذار، تجد المكابرة في العملية، تجد أعذاراً ترمى هناك وهناك، ولا أحد يقف ليضع اليد على المشكلة، والبحث في أسبابها، ومن تسبب بها، ومحاسبته، والعمل بعدها على حلها وإبدال الأخطاء بمعالجات تنهيها.
والمشكلة الأكبر تكون حينما نقبل بهذه الأعذار المتكررة، ونسلم بها، بل ونصدق من يدعي أنها السبب في فشله، أو وراء إخفاقه، بالتالي نمنحه فرصة تلو الأخرى، وتكون النتيجة مزيداً من التخبط ومزيداً من الفشل.
المجتمعات التي لا تؤسس لثقافة «الاعتذار» بالأخص في مواقع المسؤولية، وتقرنها بعملية «تحمل المسؤولية»، هي مجتمعات تكتب على نفسها المعاناة والاستمرار بتجرع ويلات تكرار الفشل، لأن الفاشلين فيها لا يستبدلون، أو أقلها لا يحاسبون.
هناك نوعيات من البشر وصلت لمستوى متقدم من «مهارة» صناعة الأعذار، بل وابتكارها، هي نوعيات تصور لك نفسها بأنها لا تخطئ أبداً، بل لا يمكن أن تخطئ، فهم من نوعية «المعصومين» سواء اجتماعياً، مهنياً وإدارياً.
عند هذه النوعية من البشر لن تجد إلا الكلام، وربما تجد قليلاً من الأفعال، لكنهم بالمقارنة، ماهرون في الحديث، بارعون في عمليات «الخداع الذهنية»، ماكرون في «قلب الحقائق» وتصوير البشع جميلاً، وعند فشلهم وافتضاح أمرهم، تجد طوابير طويلة من الأعذار، والتي قد تصل إلى لوم «جميع البشر» وتلبيس الأخطاء، باستثنائهم هم.
هذه النوعية موجودة، تجدونها في كل مكان، هم أصحاب الأعذار الجاهزة، والتبريرات المعلبة، الذين لن تجدهم إطلاقاً يعترفون بوقوعهم في «أخطاء»، ويستحيل طبعاً أن تجدهم يقدمون أي «اعتذار».
حال هؤلاء يذكرني بحادثة طريفة تقول بأن فتاة حصلت على رخصة السياقة تواً، وصادف في أول عملية قيادة للسيارة أن ارتكبت حادثاً سخيفاً جداً، إذ وجدت نفسها ترتطم بحائط على جانب الطريق، وبكل ذعر وخوف اتصلت بوالدها لتبشره بأول حادث ترتكبه. سألها والدها: كيف حصل الحادث؟! فأجابت فوراً: «ما آدري، الطوفة طلعت علي»؟!
عملية «التنصل» من المسؤوليات بالأخص حين وقوع الفشل، كارثة إدارية ابتليت بها مجتمعاتنا. هذه المجتمعات التي تنظر يومياً بشأن «الإدارة الصالحة» ومبادئها وأسسها، وكيف أن هناك ثقافة تسمى «ثقافة الاعتذار»، لكن الممارسات للأسف، والتي قد تجدها تبدأ من مواقع المسؤولية في مختلف القطاعات كلها تتركز في عمليات «التبرير» و»خلق الأعذار» في محاولة للتنصل من المحاسبة أو المسائل، أو أقلها الاعتراف بالمسؤولية ولو كانت أدبية لا مباشرة، حينما تسأل الجهات ذات المسؤولية الأكبر.
لذلك نجد لسان حال المجتمع والناس يقول دائماً وبتذمر له أسبابه، ما مفاده «بسنا أعذار»، إذ المطلوب اعتراف بالأخطاء، المطلوب «اعتذار» عن هذه الأخطاء، والتمثل بالشجاعة عبر الاعتراف بالمسؤولية.
المشكلة التي تحصل في كثير من القطاعات، في كثير من المسائل حتى في الحياة الاجتماعية، تتمثل بعمليات «التعقيد» في حل الأمور، إذ بدلاً من الاعتراف بالخطأ، بدلاً من شجاعة الاعتذار، تجد المكابرة في العملية، تجد أعذاراً ترمى هناك وهناك، ولا أحد يقف ليضع اليد على المشكلة، والبحث في أسبابها، ومن تسبب بها، ومحاسبته، والعمل بعدها على حلها وإبدال الأخطاء بمعالجات تنهيها.
والمشكلة الأكبر تكون حينما نقبل بهذه الأعذار المتكررة، ونسلم بها، بل ونصدق من يدعي أنها السبب في فشله، أو وراء إخفاقه، بالتالي نمنحه فرصة تلو الأخرى، وتكون النتيجة مزيداً من التخبط ومزيداً من الفشل.
المجتمعات التي لا تؤسس لثقافة «الاعتذار» بالأخص في مواقع المسؤولية، وتقرنها بعملية «تحمل المسؤولية»، هي مجتمعات تكتب على نفسها المعاناة والاستمرار بتجرع ويلات تكرار الفشل، لأن الفاشلين فيها لا يستبدلون، أو أقلها لا يحاسبون.