دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى وقف "الاستفزازات" في الاماكن المقدسة في القدس وندد بالاستيطان الاسرائيلي متسببا بتوتر اضافي في علاقته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.وخلال اول زيارة له الى الضفة الغربية واسرائيل منذ الحرب في قطاع غزة والتي تسببت بتفاقم التوتر بين اسرائيل والامم المتحدة، ندد بان كي مون مرة جديدة "بشدة باستمرار انشطة الاستيطان الاسرائيلية".وبلهجة غير معتادة عبر ايضا عن "قلقه الشديد من الاستفزازات المتكررة في الامكان المقدسة في القدس" معتبرا انها "تؤدي فقط الى تأجيج التوترات ويجب ان تتوقف".ولم يتهم بان كي مون اسرائيل مباشرة ولا تطرق بوضوح الى المسجد الاقصى حيث اندلعت مواجهات جديدة في باحته الاثنين بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية.وكان الشبان يحتجون على زيارة يهود متطرفين ضمنهم النائب المتطرف في الكنيست موشيه فيغلين من الجناح اليميني المتشدد في حزب الليكود تزامنا مع احتفالات عيد المظلة اليهودي (سوكوت).لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي اتهم بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بعد الظهر في القدس "متطرفين فلسطينيين" بالوقوف وراء ما وصفه "باعمال العنف" في المسجد الاقصى.وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع بان كي مون "اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم تماما كما كان عليه لعدة عقود. ما نراه عبارة عن متطرفين فلسطينيين يقومون بالتحريض على العنف".كما حث نتانياهو بان كي مون على منع تحركات الفلسطينيين "الاحادية الجانب" في الامم المتحدة.وقال نتانياهو "لا يتم تحقيق سلام حقيقي الا عبر مفاوضات ثنائية مع الذين يؤمنون بالسلام". واضاف "اعتقد ان الخطوات الاحادية الجانب التي يتخذها الفلسطينيون في الامم المتحدة لا تخدم السلام".واكد انه "في حال تريد الامم المتحدة دعم مصالحة حقيقية فعليها تجنب اي خطوات قد تقوض السلام".ومن جهته انتقد بان كي مون اعلانات البناء الاستيطاني احادية الجانب التي تقوم بها اسرائيل قائلا انها "خرق واضح للقانون الدولي" و"ولا ترسل الاشارات المناسبة".واضاف "ادعو حكومة اسرائيل الى التراجع عن هذه الانشطة".ودعا الامين العام للامم المتحدة الجانبين "للعودة بسرعة الى طاولة المفاوضات مع الاستعداد للقيام بتنازلات صعبة ولكن ضرورية".وتابع "القيام باعمال احادية الجانب ليس اساسا للمستقبل" مؤكدا ان "حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لجلب السلام الى الجانبين".وفي وقت سابق الاثنين التقى بان كي مون في رام الله بالضفة الغربية رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله.وشدد الحمد الله على ضرورة تعزيز "المصالحة الوطنية" ودعا اسرائيل الى رفع حصارها المفروض على قطاع غزة منذ ثماني سنوات والسماح بادخال مواد البناء. وقال " من غير الممكن العمل على إعادة إعمار غزة دون فتح المعابر أمام حركة البضائع ومواد البناء".وجاءت زيارة بان كي مون الى رام الله غداة مؤتمر للمانحين عقد في القاهرة وتعهدت فيه الدول المانحة المشاركة تقديم 5,4 مليارات دولار للفلسطينيين.وقال الامين العام "المبلغ الذي قدمه وتعهد به المجتمع الدولي مشجع للغاية".وبحسب بان فان الاموال ستذهب الى اعادة اعمار المنازل والبنى التحتية مشيرا الى مستوى "غير مسبوق" من الدمار في قطاع غزة حيث قتل نحو 2,200 فلسطيني في الحرب الاسرائيلية الاخيرة التي استمرت لخمسين يوما في شهري تموز/يوليو واب/اغسطس الماضيين.ولكنه اوضح انه "على الرغم من اهمية اعادة الاعمار فانه يجب علينا معالجة الاسباب الجذرية لعدم الاستقرار".وقال "مرة اخرى، ادين بشدة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي المستمر" مكررا الادانات الدولية لخطط استيطانية جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.وكان البيت الابيض والاتحاد الاوروبي دانا بشدة موافقة اسرائيل في ايلول/سبتمبر الماضي على بناء 2,600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.والاستيطان سبب رئيسي في تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.من جانب اخر حث الامين العام للامم المتحدة على استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية قائلا "احث الفلسطينيين على اظهار الشجاعة ومواصلة الانخراط .. في عملية السلام (و)ان يفعل الاسرائيليون الامر نفسه" مضيفا "الوقت ليس في صالح السلام. علينا التدخل فورا لحؤول دون ان يترسخ الوضع القائم الذي لا يمكن ان يستمر".ولم تقتصر خسائر الحرب بين اسرائيل من جهة وحركة حماس والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية على مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و73 اسرائيليا معظمهم عسكريون.واصبح حوالى مئة الف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة.وتقول وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان المعارك ادت الى تدمير 80 الف منزل كليا او جزئيا والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء.ويتوقع ان ينخفض اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2014 مقارنة مع 2013 في حين لا تزال غزة تخضع لحصار اسرائيلي محكم. ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر.ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لاعادة الاعمار بقيمة اربعة مليارات دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر عدة سنوات.ويعول جزء كبير من الاسرة الدولية على مزيد من الاستقرار السياسي في غزة مع المصالحة التي جرت مؤخرا بين السلطة الفلسطينية التي يرئسها محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على القطاع الواقع بين مصر واسرائيل.واكد بان كي مون في رام الله ان "حكومة التوافق الوطني الفلسطينية ستلعب دورا رئيسيا في الاشراف على اعادة اعمار غزة بدعم من المجتمع الدولي".واوضح "نرغب في رؤية نجاح حكومة الوحدة في تحمل مسؤولياتها واعمالها في غزة". وكانت حكومة التوافق عقدت الخميس اجتماعا في غزة هو الاول من نوعه منذ تشكيلها في حزيران/يونيو الماضي بعد سنوات من الخلافات الحادة بين حركتي فتح وحماس.ووقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة وطنية في نيسان/ابريل بهدف اصلاح العلاقات بينهما والتي تدهورت عندما طردت حركة حماس فتح من غزة اثر اشتباكات دموية في 2007.ويزور بان كي مون الثلاثاء قطاع غزة.