عندما نضع «إيران 40 عاماً» في محرك البحث نسمع أنيناً واحتجاجات وصوت قنابل وتفجيرات، وعويلاً وخطباً، وشعارات ورائحة الجوع والبارود والموت. فمنذ قيام الثورة الخمينية قبل 40 عاماً ورجال طهران يجربون كل الطرق الخاطئة للوصول إلى مفهوم الدولة، لكنهم يبقون رغماً عنهم في خانة الثورة، فالأربعون عاماً الماضية كان المشهد الافتتاحي لها أنين شرطة طهران وهم ينزفون في الشوارع بعد سحلهم وركلهم من قبل أتباع الخميني قبل تواريهم في الظلام والأزقة الضيقة بطهران، كما تخلل هذا المشهد موجات من الناس في احتجاجات تجوب شوارع طهران والمدن الإيرانية الكبرى تطالب بسقوط الشاه، وكان الرد عليها صوت القنابل والرشاشات من جنود الشاه وزبانيته يقتلون المتظاهرين الذين لم يكونوا سلميين أبداً. تلاها سقوط الشاه ووصول الخميني من فرنسا، ثم عويل أهالي القتلى تخللها خطب نارية ضد أمريكا وإسرائيل ممزوجة بسب وقذف وتهديد لدول الخليج بتصدير الدمار الذي أحدثوه في بلدهم إلى بلداننا. ثم ارتفعت الشعارات الحزبية والطائفية فسلط الله عليهم الطاغية صدام، فارتفعت رائحة البارود 8 سنوات تخللها الجوع والموت والأسلحة الكيماوية وفناء الموجات البشرية. ثم توقف الجنون على الحدود كما بدأ لكنه لم يتوقف داخل إيران نفسها..!!
أربعون عاماً والجنون مازال كما هو، فإيران محكومة من قبل نفس العقليات، والفقر والحرمان والبطش لم يتغير بل تحول تصدير الثورة من شعار إلى أحزاب وميليشيات فعلية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكان العرب هم الصدر الذي يتلقى طعنات هذه الثورة المجنونة دون أن يطال أمريكا أو إسرائيل شيء منها. أربعون عاماً ولم ينضج صاحب القرار في طهران، ما ولّد ردة فعل دولية تقودها واشنطن ضد طهران كما قادتها قبل أربعين عاماً حين احتجز الإيرانيون طاقم السفارة الأمريكية. لم يتغير شيء ولم ينضج رجال طهران لا في عين شعبهم ولا جيرانهم ولا المجتمع الدولي، فقد اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن العقود الأربعة من حكم الثورة في إيران كانت «أربعين عاماً من الفشل»، والأمر يعود إلى النظام الإيراني لتغيير سلوكه، وفي النهاية إلى الشعب الإيراني لتحديد المسار الذي يجب أن تسير عليه بلاده. فهل في التقييم الأمريكي للثورة الإيرانية تجنٍّ على الإيرانيين؟ لا يمكن القول إن إيران اتجهت للعقلانية طوال الـ40 عاماً الماضية. فكيف نقول ذلك والرد على جون بولتون يأتي مزلزلاً من نائب وزير الدفاع الإيراني قائلاً «جميع القواعد الأمريكية تقع في مدى أسلحتنا العابرة للحدود. فالـ40 عاماً من العقوبات جعلت إيران «المحرك الأول» للمنطقة، وقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط.
* اختلاج النبض:
يقال إن من علامات الجنون العزلة، الوسوسة، فقدان الشعور بالمسؤولية، فقدان القدرة على التركيز وفهم الآخرين، الشعور بالخوف والاضطهاد، الظلم، الغرور، الانتساب للشخصيات العظيمة، الصراخ بانفعال، والعدوانية.. ألا تلاحظون أن طهران قد تلبسها ذلك طوال الـ40 عاماً الماضية؟!
أربعون عاماً والجنون مازال كما هو، فإيران محكومة من قبل نفس العقليات، والفقر والحرمان والبطش لم يتغير بل تحول تصدير الثورة من شعار إلى أحزاب وميليشيات فعلية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكان العرب هم الصدر الذي يتلقى طعنات هذه الثورة المجنونة دون أن يطال أمريكا أو إسرائيل شيء منها. أربعون عاماً ولم ينضج صاحب القرار في طهران، ما ولّد ردة فعل دولية تقودها واشنطن ضد طهران كما قادتها قبل أربعين عاماً حين احتجز الإيرانيون طاقم السفارة الأمريكية. لم يتغير شيء ولم ينضج رجال طهران لا في عين شعبهم ولا جيرانهم ولا المجتمع الدولي، فقد اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن العقود الأربعة من حكم الثورة في إيران كانت «أربعين عاماً من الفشل»، والأمر يعود إلى النظام الإيراني لتغيير سلوكه، وفي النهاية إلى الشعب الإيراني لتحديد المسار الذي يجب أن تسير عليه بلاده. فهل في التقييم الأمريكي للثورة الإيرانية تجنٍّ على الإيرانيين؟ لا يمكن القول إن إيران اتجهت للعقلانية طوال الـ40 عاماً الماضية. فكيف نقول ذلك والرد على جون بولتون يأتي مزلزلاً من نائب وزير الدفاع الإيراني قائلاً «جميع القواعد الأمريكية تقع في مدى أسلحتنا العابرة للحدود. فالـ40 عاماً من العقوبات جعلت إيران «المحرك الأول» للمنطقة، وقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط.
* اختلاج النبض:
يقال إن من علامات الجنون العزلة، الوسوسة، فقدان الشعور بالمسؤولية، فقدان القدرة على التركيز وفهم الآخرين، الشعور بالخوف والاضطهاد، الظلم، الغرور، الانتساب للشخصيات العظيمة، الصراخ بانفعال، والعدوانية.. ألا تلاحظون أن طهران قد تلبسها ذلك طوال الـ40 عاماً الماضية؟!