أبوظبي – صبري محمود

استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة اجتماع مجلس إدارة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع "ألف"، بمقر في متحف اللوفر في العاصمة أبوظبي.

وتقوم دولة الإمارات وفرنسا بدور كبير في المنظمة الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، لمواجهة الدمار الكبير الذي أثر على العديد من مواقع التراث الثقافي المميزة في السنوات الأخيرة، والتي يعود أغلبها إلى عصور قديمة، وبخاصة على الساحل الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط.

وتعتبر "ألف" المنظمة الدولية الوحيدة المكرسة لإنشاء صندوق دعم المالي لحماية التراث في مناطق النزاع المسلح، وتسعى في إطار تنفيذ أهدافها إلى تمويل الإجراءات الوقائية، والتدخلات الطارئة والمشاريع التأهيلية الملموسة بعد انتهاء الصراعات، في مختلف أنحاء العالم، وتهدف أيضاً إلى تعزيز الصلح وبناء السلام والتنمية المحلية والتنوع الثقافي واستعادة التلاحم الاجتماعي من خلال جهودها لحماية التراث.

وأصبحت المؤسسة حقيقة واقعة في شهر مارس 2017، بمبادرة من فرنسا والإمارات، وتضم اليوم كل من المملكة العربية السعودية والكويت ولوكسمبورغ والمغرب والصين وسويسرا، إلى جانب عدد من المؤسسات الهامة في المجتمع المدني مثل مؤسسة أندرو وليام ميلون، وشخصيات بارزة في مجال العمل الإنساني بمن فيهم توماس س. كابلان وجان كلود غاندور.

ويتألف مجلس إدارة "ألف"، المخوّل بإتخاذ القرارات التي تسن التشريعات الاستراتيجية للمنظمة، ومبادراتها وشراكاتها، واختيار المشاريع التي يتم تمويلها، من الدكتور توماس س. كابلان، رئيس المجلس، متبرع خاص، ومحمد خليفة المبارك، نائب رئيس المجلس، من دولة الإمارات العربية المتحدة، و باريزة خياري، نائب رئيس المجلس، من جمهورية فرنسا، جمال س. عمر، من المملكة العربية السعودية، سمو الشيخة حصة صباح السالم الصباح، من دولة الكويت، مهدي قطبي، من المملكة المغربية، غاي أرندت، من لوكسمبورغ، وين دايان، من الصين، مارييت وسترمان، من مؤسسة أندرو وليام ميلون، جان كلود غاندور، متبرع خاص، والدكتور ريتشارد كورين، شخصية مؤهلة، والبروفسور دكتور ماركوس هيلغرت، شخصية مؤهلة.

تعدّ دولة الإمارات لاعباً رئيساً في المنظمة وأعمالها، حيث انطلقت فكرة إنشائها خلال المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر الذي انعقد بأبوظبي في ديسمبر 2016 ، ونتج عن المؤتمر "إعلان أبوظبي" الذي نص على إطلاق تحالف دولي جديد وإنشاء صندوق دعم للبرامج والمشاريع الرامية إلى حماية التراث الثقافي، وكذلك خلق شبكة دولية من الملاجئ لصون الممتلكات الثقافية المعرّضة للخطر.

وفي يناير الماضي، دخلت منظمة "ألف" مرحلة ثانية في مسيرة عملها من خلال إطلاق دعوة عالمية لتقديم الدعم للمنظمات العاملة على مشروعات الوقاية، والحماية، والترميم على كافة الأصعدة، من أكثر المبادرات المحلية تواضعاً إلى المشروعات الطموحة طويلة الأمد. كما تسعى "ألف" أيضاً لتأمين المساعدة الفورية حيثما تدعو الحاجة الطارئة لها.

وتلتزم المنظمة حالياً بدعم إعادة تأهيل متحف الموصل في العراق، وترميم مدفن أسكيا في غاو بمالي، وإعادة تأهيل دير مار بهنام في شمال العراق.

وقال محمد خليفة المبارك، ممثل دولة الإمارات، والعضو المؤسس والدائم في التحالف، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: إن "الحفاظ على التراث المهدد بالخطر في مناطق النزاع وحمايته، يشكّلان مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للإنسانية ككل، والتي تسترعي التدخل الحاسم وفي الوقت الملائم، خاصة في عالمٍ تهيمن عليه الانقسامات والاضطرابات بشكل متزايد بين مختلف الأطراف. وتفخر دولة الإمارات أنها تمثل جزءاً أساسياً من هذه المنظمة المرموقة لما تبذله من جهود رائدة في صون التراث وحماية الآثار الثقافية التي لا تقدر بثمن".

وأضاف أن "المرحلة الثانية من عمليات المنظمة بعد إطلاق دعوة لمختلف المؤسسات العالمية لتقديم الدعم لها، بهدف توسيع نطاق عمليات "ألف" ودفع المزيد من المشاريع الطموحة لحفظ التراث العالمي ومساندة تطورها البناء وضمان سلامة التراث في جميع أنحاء العالم".