«وحدهم الموتى والحمقى الذين لا يغيرون أفكارهم». تجري هذه المقولة بصيغ متعددة، وتنسب لكثير من القادة والكتاب. وهذا التعدد يؤكد قناعة ثقافية وتاريخية أن التغيير سمة حيوية وإيجابية في حياة البشر وفي طبيعتهم. إننا لو نتأمل في أنفسنا سنجد أننا، في الغالب، بعد كل عشر سنوات قد صرنا أشخاصاً جدداً، ذوي علاقات محدودة مع تاريخنا السابق. ولكن.. ماذا عن الذين يرفضون التغيير، ويصرون على البقاء كما هم عليه، حتى وإن جرت عليهم وحولهم كل سنن الكون القادرة على تغيير البشر والحجر؟!!
لماذا نتغير؟ أسباب عديدة، نشعر بها أو لا نشعر، هي التي تجعلنا نتغير. حكمة السنين والنضج العقلي والعاطفي، تغيير البيئة والأماكن بالسفر أو التنقل المحدود، تعرفنا على أشخاص مؤثرين سلبا أو إيجابا، أو تغير الجماعة والمجتمع تبعاً لتغييرنا للبيئة والمكان. الاطلاع والقراءة التي قد تُحدث عندنا انقلاباً فكرياً يغير رؤانا وسلوكنا. الصدمات النفسية والاجتماعية أو الانتكاسات الصحية والمالية، أو خسارتنا لأشخاص مهمين في حياتنا وداعمين لنا. إنها بعض الأسباب وليست كلها. مجموعة ظروف تجعل من الواجب علينا حماية توازننا وضبط ترتيبات حياتنا بمختلف أساليب «التغيير والتكيف والتأقلم». وبذلك يمنحنا التغيير الراحة والسلام والشعور بالأمان والقدرة على مواصلة الحياة وفق مستجداتها. فالمرونة التي تتمثلها الشخصيات القادرة على التكيف والتأقلم مع متطلبات التغيير هي التي تساعدهم على الانتقال من ضفة إلى ضفة ثانية في هذه الحياة أو «من بلد لآخر - من وظيفة لأخرى - من صداقة لأخرى» بأقل الجهود والخسائر وأحياناً مع تحقيق مكاسب.
أما الذين يقاومون التغيير فإنهم يتعاملون «بقدسية» مع قناعاتهم الشخصية وتركيباتهم الذاتية والرؤية التي اعتادوا عليها. ويعتبرون أن أي خروج عن تلك المعطيات هو اختلال أو اعتلال يعتري الآخرين. إنهم لا يميزون بين المبادئ الثابتة والأفكار المتغيرة. فأحياناً ستجدهم يغيرون بلدانهم ولا يغيرون عاداتها وتقاليدها وأفكارها وخصوصاً ما ارتبط منها بالقبيلة أو العائلة. وتجدهم يشبون ويكبرون وهم يحملون معهم متاع أجدادهم الذين عاشوا قبل عشرات السنوات في ظروف اجتماعية وسياقات ثقافية غاية في الاختلاف على ما نحن عليه اليوم. هم يفسرون «تكلسهم» على أوضاع سابقيهم بأنها أصالة وعراقة وثبات على القيم. ويصفون مخالفيهم من بني جلدتهم بالمتحولين والمتلونين والمنقلبين دائماً على الثوابت. دون فهم ووعي ما هي الثوابت وما هي النسبيات والمتحولات في هذه الحياة.
وكثير من الذين يرفضون التغيير يعانون من مشكلة «التنافر المعرفي»، وهو إجهاد يصيب عقل ونفس الأشخاص الذين يحملون قيماً ومعتقدات وأفكاراً تناقض الواقع الذي يعيشونه. إذ يعاني هؤلاء من صعوبة اتساق عالمهم الداخلي مع الواقع الاجتماعي ويبذلون جهداً مضاعفاً لمواصلة الحياة وسط هذه التناقضات مقارنة مع الذين يؤمنون بالتغيير. وأزمات التنافر المعرفي تخلق مشكلات اجتماعية ونفسية لمقاومي التغيير، مثل الانتحار أو جرائم القتل، أو الفرار والهجرة إلى مجتمعات تتناسب مع طبيعتهم وتركيبتهم وأفكارهم.
وغالباً لا توجد مشكلة في أن يتبنى أي منا منهج الحياة الذي يختار. فالتنوع سمة أخرى من سمة الحياة الطبيعية. ولكن تبدأ مشاكلنا التي قد تنتهي بكوارث، حين يفرض أحدهم علينا أن نعيش كما يرغب هو، وأن نتصرف كما يفكر هو، سواء بالتحجر أو التغيير. وأن يمارس أحدهم علينا وصاية شخصية ورقابة ومحاسبة لعدم التزامنا بالمنهج الذي يراه سديداً لإكمال حياتنا.
أن تتغير أو تثبت على ما نشأت عليه وتعلمت ودرجت، تلك خيارات تتيحها لك الحياة التي تقبل التحول والتنوع. وتلك قرارات تتخذها استناداً على رؤيتك للحياة. فهل ترى الحياة كجلمود صخر مصقول لا يتغير؟ أم تراها كشجرة السنديان المعمرة التي تتجدد كل عشرين عاماً؟
لماذا نتغير؟ أسباب عديدة، نشعر بها أو لا نشعر، هي التي تجعلنا نتغير. حكمة السنين والنضج العقلي والعاطفي، تغيير البيئة والأماكن بالسفر أو التنقل المحدود، تعرفنا على أشخاص مؤثرين سلبا أو إيجابا، أو تغير الجماعة والمجتمع تبعاً لتغييرنا للبيئة والمكان. الاطلاع والقراءة التي قد تُحدث عندنا انقلاباً فكرياً يغير رؤانا وسلوكنا. الصدمات النفسية والاجتماعية أو الانتكاسات الصحية والمالية، أو خسارتنا لأشخاص مهمين في حياتنا وداعمين لنا. إنها بعض الأسباب وليست كلها. مجموعة ظروف تجعل من الواجب علينا حماية توازننا وضبط ترتيبات حياتنا بمختلف أساليب «التغيير والتكيف والتأقلم». وبذلك يمنحنا التغيير الراحة والسلام والشعور بالأمان والقدرة على مواصلة الحياة وفق مستجداتها. فالمرونة التي تتمثلها الشخصيات القادرة على التكيف والتأقلم مع متطلبات التغيير هي التي تساعدهم على الانتقال من ضفة إلى ضفة ثانية في هذه الحياة أو «من بلد لآخر - من وظيفة لأخرى - من صداقة لأخرى» بأقل الجهود والخسائر وأحياناً مع تحقيق مكاسب.
أما الذين يقاومون التغيير فإنهم يتعاملون «بقدسية» مع قناعاتهم الشخصية وتركيباتهم الذاتية والرؤية التي اعتادوا عليها. ويعتبرون أن أي خروج عن تلك المعطيات هو اختلال أو اعتلال يعتري الآخرين. إنهم لا يميزون بين المبادئ الثابتة والأفكار المتغيرة. فأحياناً ستجدهم يغيرون بلدانهم ولا يغيرون عاداتها وتقاليدها وأفكارها وخصوصاً ما ارتبط منها بالقبيلة أو العائلة. وتجدهم يشبون ويكبرون وهم يحملون معهم متاع أجدادهم الذين عاشوا قبل عشرات السنوات في ظروف اجتماعية وسياقات ثقافية غاية في الاختلاف على ما نحن عليه اليوم. هم يفسرون «تكلسهم» على أوضاع سابقيهم بأنها أصالة وعراقة وثبات على القيم. ويصفون مخالفيهم من بني جلدتهم بالمتحولين والمتلونين والمنقلبين دائماً على الثوابت. دون فهم ووعي ما هي الثوابت وما هي النسبيات والمتحولات في هذه الحياة.
وكثير من الذين يرفضون التغيير يعانون من مشكلة «التنافر المعرفي»، وهو إجهاد يصيب عقل ونفس الأشخاص الذين يحملون قيماً ومعتقدات وأفكاراً تناقض الواقع الذي يعيشونه. إذ يعاني هؤلاء من صعوبة اتساق عالمهم الداخلي مع الواقع الاجتماعي ويبذلون جهداً مضاعفاً لمواصلة الحياة وسط هذه التناقضات مقارنة مع الذين يؤمنون بالتغيير. وأزمات التنافر المعرفي تخلق مشكلات اجتماعية ونفسية لمقاومي التغيير، مثل الانتحار أو جرائم القتل، أو الفرار والهجرة إلى مجتمعات تتناسب مع طبيعتهم وتركيبتهم وأفكارهم.
وغالباً لا توجد مشكلة في أن يتبنى أي منا منهج الحياة الذي يختار. فالتنوع سمة أخرى من سمة الحياة الطبيعية. ولكن تبدأ مشاكلنا التي قد تنتهي بكوارث، حين يفرض أحدهم علينا أن نعيش كما يرغب هو، وأن نتصرف كما يفكر هو، سواء بالتحجر أو التغيير. وأن يمارس أحدهم علينا وصاية شخصية ورقابة ومحاسبة لعدم التزامنا بالمنهج الذي يراه سديداً لإكمال حياتنا.
أن تتغير أو تثبت على ما نشأت عليه وتعلمت ودرجت، تلك خيارات تتيحها لك الحياة التي تقبل التحول والتنوع. وتلك قرارات تتخذها استناداً على رؤيتك للحياة. فهل ترى الحياة كجلمود صخر مصقول لا يتغير؟ أم تراها كشجرة السنديان المعمرة التي تتجدد كل عشرين عاماً؟