موزة فريد

نظمت أسرة الأدباء والكتاب الأحد، بمقرها في منطقة الزنج -ضمن فعاليات احتفائها بيوبيلها الذهبي- محاضرة بعنوان"توظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل" ألقتها د.أنيسة فخرو وبإدارة أ.إبراهيم سند.

ورأت فخرو، أن موضوع الأدب الشعبي وعلاقته بأدب الطفل شائك وعميق، داعية الباحثين إلى الاستمرار بالغوص فيه والبحث في أعماقه لأهميته وتنوعه وشموليته، حيث بدأت المحاضرة بالتعريف لكل من مفهومي الأدب الشعبي وأدب الطفل والعلاقة الوثيقة فيما بينهما لتحديد كيفية توظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل.

وأوضحت، أن الأدب الشعبي هو الذي يستغرق مظاهر الحياة الشعبية القديمة منها والحديثة، فهو كل من العبارات والجمل والحكايات والأساطير والإشعار الشفهي منها والمكتوب والتي تخرج من ضمير الشعب وقلبه وعقله وتنعكس بشكل مطبوع لا مصنوع لتجعل منه مجتمعاً له خصائصه المتميزة وطابعه الخاص التي تعتبر حصيلة لمعاناة الشعب وجد الباحثين.

ورأت أنيسة فخرو، أن المنطق يقضي بسبق الأدب الشعبي على الأدب التقليدي المعروف الذي تحكمه القواعد والقوانين ومجالس الملوك والأمراء.

وأكدت، أن مفهوم أدب الطفل هو الذي يتوجه إلى فئة الأطفال من الأشهر الأولى وحتى مرحلة المراهقة حيث يشمل 3 فئات عمرية وهي الطفولة المبكرة من عمر شهر وحتى 8 سنوات، والطفولة المتوسطة من عمر 8 سنوات إلى 12 سنة، والفئة الأخيرة من 12 سنة وحتى السادسة عشرة. ويتكون هذا الأدب من أعمال شفهية ومكتوبة ومرئية ورقمية لديها القدرة على تنمية النواحي الذهنية والعاطفية لدى الأطفال.

وتطرقت أنيسة فخرو، في محاضرتها، إلى معايير وخصائص كتب الأطفال، حيث ترى بأنها يجب أن تكون سهلة وبسيطة التصنيع وأن تناسب المرحلة العمرية للطفل بشمولية لإرشاد الطفل وأخذ المتعة منه كالطفل تماماً.

ونوهت بأن أدب الطفل يساعد الأطفال على تحسين الذائقة الأدبية والفنية في مرحلة مبكرة ويساهم في اتساع المساحة المعرفية وزيادة المفردات اللغوية وتنمية الجوانب المعرفية والعقلية والإبداعية والتهذيب الخلقي والاجتماعي وتقوية الشعور النفسي والوجداني.

وأشارت فخرو، إلى أن العلاقة بين الأدب الشعبي وأدب الطفل قد تتصل من خلال أنواع من الأبيات الشعرية التي لها علاقة بأدب الطفل كأغاني البيت وأغاني الأعراس وأغاني السمر والشعر القصصي المغنى الذي يروى في المناسبات وخاصة الدينية منها، بجانب أشعار السير الشعبية التي يتم ترديدها في جلسات الاستماع سواء في رواياتها النثرية أو في صياغاتها الشعرية.

وأكدت وجود قصص وحكايات لها علاقة بأدب الطفل كالتي ترويها الأمهات والأجداد والسير والنوادر الشعبية بجانب القصص المسرحية الشعرية والقصص والحكايات الشعبية.

وتناولت كيفية توظيف الأدب الشعبي في خدمة أدب الطفل، عن طريق رواد أدب الطفل البحرينيين، وممن قاموا بتوظيف التراث الأدبي في خدمة أدب الطفل في القصة والشعر والمسرح والتلفزيون والصحف أمثال علي الشرقاوي وإبراهيم سند، وإبراهيم بشمي، وعبدالقادر عقيل، وخلف أحمد خلف، وراشد الجودر وغيرهم.

وذكرت أن مجلات الطفل في مملكة البحرين تعتبر شبه معدومة في المشهد الثقافي البحريني، حيث قامت بالبحرين في السابق بإصدار مجلة للأطفال بعنوان "مصطفى" في يناير 1995 وتوقفت التجربة للأسف في سبتمبر من نفس العام. كما كانت هناك تجربة ملحق براعم الأيام الأسبوعية التي تعدها شيخة الخاجة وأيضاً توقفت، في حين أن الدول المجاورة وبالأخص الإمارات العربية المتحدة تعطينا نموذجاً ناصعاً على الاهتمام بالتراث وأدب الطفل بكل صوره ومجالاته.

وأكدت فخرو، بروز العديد من الفنانين الذين أحبوا المسرح، ووهبوا أنفسهم له مثل الفنان المرحوم إبراهيم بحر، وخليفة العريفي، وحمزة محمد، وحمد الشهابي بجانب الكثير منهم ولكن توقف عدد كبير منهم أيضاً عن إنتاج مسرحيات الطفل لأسباب عدة منها كلفتها الباهظة والحاجة إلى فريق العمل المتميز والوقت والجهد الكبيرين الذي يحتاج إلى الدعم المادي والأدبي من قبل الجهات الرسمية، حيث ترى من وجهة نظرها، أن الفرسان الثلاث المتمرسين والذين قاموا بتوظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل هم كل من إبراهيم بشمي، وعلي الشرقاوي، وإبراهيم سند.

وأشارت، إلى أن مصطلح أدب الطفل يثير الكثير من التساؤلات وبخاصة بالنسبة للباحثين في هذا المجال نظراً لأن أدب الأطفال ذو دلالة مستحدثة حيث إن ذلك يتبلور في أدبنا العربي الحديث إلا في العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين على الرغم من الإرهاصات الأولى لهذا اللون الأدبي الذي يعود إلى بداية القرن الحالي.

وختمت د.فخرو محاضرتها: "إن أدب الطفل عمل إبداعي بطبيعته وهو في الوقت نفسه اختزال للثقافات والمفاهيم والقيم والطموحات إلا أنه يحتاج إلى تسليط الضوء عليه بدرجة كبيرة بحيث يواكب ما يعيشه أطفال اليوم".

الجدير بالذكر أن أنيسة فخرو حائزة على جائزة ضيف شرف في ملتقى الشارقة للراوي بمركز الشارقة للتراث، بتكريم شخصي من صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي في 2018 بحكم كونها من أكثر الكتاب التي جمعت الموروث الشعبي في مملكة البحرين.