بيروت - بديع قرحاني
يتصاعد السجال في لبنان حول عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، حيث بلغ ذروته بين الفرقاء السياسيين في لبنان، وداخل حكومة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي سبق وان اكد اكثر من مرة تأييده للمبادرة الروسية حول هذا الملف، في حين ان المزايدة في هذا الخصوص أصبحت هي سيدة الموقف وبصورة خاصة بعد زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى سوريا قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأولى بعد ان حظيت بثقة المجلس النيابي.
ملف النازحين وإعادة التطبيع مع النظام السوري محل خلاف كبير، بالرغم من أن معظم القوى السياسية تناقض نفسها في هذا الخصوص، فالعلاقة الدبلوماسية لم تنقطع ولا يوم من الأيام بين دمشق وبيروت، إضافة إلى التنسيق الأمني الدائم بين الأجهزة الأمنية والسورية.
والأهم أن "حزب الله" لم يستشر الحكومة اللبنانية ولا رئيس الجمهورية ولا قيادة الجيش عندما قرر المشاركة في الحرب السورية كما انه لن يستئذنها عندما يقرر الانسحاب من سوريا والعودة إلى لبنان. وقد يكون هذا الملف هو الأكثر جدية والأكثر خطورة على مستقبل لبنان، عوضاً من النقاش حول كيفية التعاطي مع النظام السوري كمن يريد نقاش جنس الملائكة، فالعمل الجدي لاحترام سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة، والعمل على الاستراتيجية الدفاعية لوضع حد لسلاح "حزب الله"، المهيمن والمهدد لسلامة لبنان أهم بكثير من النقاش حول موضوع عودة النازحين والعلاقة مع سوريا الذي تفرضه التطورات السياسية في المنطقة ولن يكون لبنان إلا ضمن القرارات التي ستتخذها الجامعة العربية كما أكد مصدر رفيع لـ"الوطن".
لكن مواقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، التي أطلقها من منطقة تنورين، لم تمر مرور الكرام على مسامع "القوات اللبنانية"، وقد خرجت ردود حادّة عليه من عدد من نواب الحزب، فعضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب ماجد ادي أبي اللمع غرّد على حسابه الشخصي عبر "تويتر"، قائلاً "قال الوزير جبران باسيل إن بعض اللبنانيين تأثرا ببعض السفارات لا يريدون عودة النازحين، فإذا صح افتراضه، وهو غير صحيح على الإطلاق، لماذا لا يعيدهم طالما أن أكثرية السلطة معه؟ ولماذا لم ينظم أساساً عملية دخولهم إلى لبنان بين عامي 2011 و2016 عندما كانت القوات اللبنانية خارج السلطة وكان الوزير باسيل في صميم السلطة؟".
بدوره، دعا عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبه قاطيشه إلى "عودة النازحين الى بلادهم اليوم قبل الغد".
وقال في تصريح "نحن جزء من العالم العربي والجامعة العربية، ولا يمكن إقامة علاقات مع سوريا او النظام السوري قبل عودتها إلى الجامعة، فتفتح هي العلاقات".
واعتبر أن "من يركض لعلاقات مع النظام يبحث عن شعبوية لا توصله إلى مكان على حساب الوضع اللبناني".
ورداً على مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في عشاء "التيار الوطني الحر" في البترون، قال قاطيشه "التفكير الصغير هو لمن يبيع مصالح شعبه ويعمل شعبويات على حساب المصلحة الوطنية العليا، نحن نظرتنا شمولية أكثر من أي فريق، خصوصا من يتهمنا بهذا الشكل. ولا مرة بعنا واشترينا من اجل مناصب سياسية وموقفنا من النظام السوري لا يزال كما هو منذ 40 عاماً، فهذا نظام يُدمّر شعبه ويحاول من جديد تفجير لبنان".
وفي السياق عينه، ردّ أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم على باسيل فغرّد عبر حسابه على "تويتر" قائلاً، "أدْخَلَ سياج النازحين إلى الداخل بدل إبقائهم على الحدود تماماً كما يريد إدخال الأسد الآن إلى الداخل بدل إرسال النازحين إلى سوريا، عبقرية حسابية من واجبه أن يعلّمها للأمريكيين والإنجليز طالما أعطاهم دروساً بالموازنات".
يذكر أن باسيل صرّح قائلاً، "يقولون نحن التيار الوطني الحر نريد التطبيع مع سوريا، هؤلاء الشباب الذين انجزوا التغيير في تنورين عام 2018 هم وحدهم الذين وقفوا في الأعوام 90 و95 و2000 و2005، فالمرجلة يوم كان السوري في لبنان وليس يوم عاد إلى سوريا".
وختم باسيل "قدركم مواجهة بسياسات كبيرة وفكر كبير، السياسات الصغيرة والفكر الصغير ولينجي الله لبنان من هذه الأفكار الصغيرة، عانيتم في تنورين وعانينا جميعا من السياسات الصغيرة واليوم أدعوكم جميعاً للتوجه نحو سياسة كبيرة لكل أهل تنورين والبترون وكل اللبنانيين لأن نجمع بعضنا البعض من دون أن نفكر من كان ضدنا أو معنا في الانتخابات، بل لنفكر جميعاً كيف نريد أن نجعل تنورين أفضل لكل أهلها، فالطريق والسد والإنارة لكل أهلها، ونحن لا ندخل في الزواريب بل نسير على الطرق الواسعة من اجل كل اللبنانيين لكي يعيشوا معنا على الأفق والمدى الكبير، وعندما تأتي الانتخابات نكون أهلاً لها ونخوضها كما يجب، وعندما تنتهي نفكر بكل اللبنانيين. حان الوقت للخروج من الانتخابات لأننا دفعنا الثمن كبيراً من توقيف مشاريع على مستوى الوطن في الكهرباء والنفايات وغيرها، والآن نأمل أن يفكر الجميع أن لا انتخابات قبل العام 2022 ولنتكل على الله لنعرف كيف سننهض بالاقتصاد، بسياسة اقتصادية كبيرة تنهض بالبلد وبسياسة استقلالية كبيرة تحافظ على استقلال هذا الوطن كي نجمع بين ميثاقية وإنتاجية وهكذا نخلص لبنان ونخلص جميعاً".
يتصاعد السجال في لبنان حول عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، حيث بلغ ذروته بين الفرقاء السياسيين في لبنان، وداخل حكومة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي سبق وان اكد اكثر من مرة تأييده للمبادرة الروسية حول هذا الملف، في حين ان المزايدة في هذا الخصوص أصبحت هي سيدة الموقف وبصورة خاصة بعد زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى سوريا قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأولى بعد ان حظيت بثقة المجلس النيابي.
ملف النازحين وإعادة التطبيع مع النظام السوري محل خلاف كبير، بالرغم من أن معظم القوى السياسية تناقض نفسها في هذا الخصوص، فالعلاقة الدبلوماسية لم تنقطع ولا يوم من الأيام بين دمشق وبيروت، إضافة إلى التنسيق الأمني الدائم بين الأجهزة الأمنية والسورية.
والأهم أن "حزب الله" لم يستشر الحكومة اللبنانية ولا رئيس الجمهورية ولا قيادة الجيش عندما قرر المشاركة في الحرب السورية كما انه لن يستئذنها عندما يقرر الانسحاب من سوريا والعودة إلى لبنان. وقد يكون هذا الملف هو الأكثر جدية والأكثر خطورة على مستقبل لبنان، عوضاً من النقاش حول كيفية التعاطي مع النظام السوري كمن يريد نقاش جنس الملائكة، فالعمل الجدي لاحترام سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة، والعمل على الاستراتيجية الدفاعية لوضع حد لسلاح "حزب الله"، المهيمن والمهدد لسلامة لبنان أهم بكثير من النقاش حول موضوع عودة النازحين والعلاقة مع سوريا الذي تفرضه التطورات السياسية في المنطقة ولن يكون لبنان إلا ضمن القرارات التي ستتخذها الجامعة العربية كما أكد مصدر رفيع لـ"الوطن".
لكن مواقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، التي أطلقها من منطقة تنورين، لم تمر مرور الكرام على مسامع "القوات اللبنانية"، وقد خرجت ردود حادّة عليه من عدد من نواب الحزب، فعضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب ماجد ادي أبي اللمع غرّد على حسابه الشخصي عبر "تويتر"، قائلاً "قال الوزير جبران باسيل إن بعض اللبنانيين تأثرا ببعض السفارات لا يريدون عودة النازحين، فإذا صح افتراضه، وهو غير صحيح على الإطلاق، لماذا لا يعيدهم طالما أن أكثرية السلطة معه؟ ولماذا لم ينظم أساساً عملية دخولهم إلى لبنان بين عامي 2011 و2016 عندما كانت القوات اللبنانية خارج السلطة وكان الوزير باسيل في صميم السلطة؟".
بدوره، دعا عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبه قاطيشه إلى "عودة النازحين الى بلادهم اليوم قبل الغد".
وقال في تصريح "نحن جزء من العالم العربي والجامعة العربية، ولا يمكن إقامة علاقات مع سوريا او النظام السوري قبل عودتها إلى الجامعة، فتفتح هي العلاقات".
واعتبر أن "من يركض لعلاقات مع النظام يبحث عن شعبوية لا توصله إلى مكان على حساب الوضع اللبناني".
ورداً على مواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في عشاء "التيار الوطني الحر" في البترون، قال قاطيشه "التفكير الصغير هو لمن يبيع مصالح شعبه ويعمل شعبويات على حساب المصلحة الوطنية العليا، نحن نظرتنا شمولية أكثر من أي فريق، خصوصا من يتهمنا بهذا الشكل. ولا مرة بعنا واشترينا من اجل مناصب سياسية وموقفنا من النظام السوري لا يزال كما هو منذ 40 عاماً، فهذا نظام يُدمّر شعبه ويحاول من جديد تفجير لبنان".
وفي السياق عينه، ردّ أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم على باسيل فغرّد عبر حسابه على "تويتر" قائلاً، "أدْخَلَ سياج النازحين إلى الداخل بدل إبقائهم على الحدود تماماً كما يريد إدخال الأسد الآن إلى الداخل بدل إرسال النازحين إلى سوريا، عبقرية حسابية من واجبه أن يعلّمها للأمريكيين والإنجليز طالما أعطاهم دروساً بالموازنات".
يذكر أن باسيل صرّح قائلاً، "يقولون نحن التيار الوطني الحر نريد التطبيع مع سوريا، هؤلاء الشباب الذين انجزوا التغيير في تنورين عام 2018 هم وحدهم الذين وقفوا في الأعوام 90 و95 و2000 و2005، فالمرجلة يوم كان السوري في لبنان وليس يوم عاد إلى سوريا".
وختم باسيل "قدركم مواجهة بسياسات كبيرة وفكر كبير، السياسات الصغيرة والفكر الصغير ولينجي الله لبنان من هذه الأفكار الصغيرة، عانيتم في تنورين وعانينا جميعا من السياسات الصغيرة واليوم أدعوكم جميعاً للتوجه نحو سياسة كبيرة لكل أهل تنورين والبترون وكل اللبنانيين لأن نجمع بعضنا البعض من دون أن نفكر من كان ضدنا أو معنا في الانتخابات، بل لنفكر جميعاً كيف نريد أن نجعل تنورين أفضل لكل أهلها، فالطريق والسد والإنارة لكل أهلها، ونحن لا ندخل في الزواريب بل نسير على الطرق الواسعة من اجل كل اللبنانيين لكي يعيشوا معنا على الأفق والمدى الكبير، وعندما تأتي الانتخابات نكون أهلاً لها ونخوضها كما يجب، وعندما تنتهي نفكر بكل اللبنانيين. حان الوقت للخروج من الانتخابات لأننا دفعنا الثمن كبيراً من توقيف مشاريع على مستوى الوطن في الكهرباء والنفايات وغيرها، والآن نأمل أن يفكر الجميع أن لا انتخابات قبل العام 2022 ولنتكل على الله لنعرف كيف سننهض بالاقتصاد، بسياسة اقتصادية كبيرة تنهض بالبلد وبسياسة استقلالية كبيرة تحافظ على استقلال هذا الوطن كي نجمع بين ميثاقية وإنتاجية وهكذا نخلص لبنان ونخلص جميعاً".