لا يختلف اثنان ممن تابعوا نهائي كأس جلالة الملك المفدى لكرة القدم الخميس الماضي بين الرفاع والحد سواء الذين ملؤوا مدرجات إستاد البحرين الوطني أو أولئك الذين تابعوا الحدث عبر شاشة قناة البحرين الرياضية، على أن هذا النهائي جاء مميزاً كما وعدت اللجنة المنظمة العليا التي أوفت بوعدها بتقديم نهائي مميز مقارنة بالنهائيات السابقة.

مشاهد رائعة تلك التي تجمل بها إستاد البحرين الوطني لعل أبرزها تشريف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ليشمل برعايته الكريمة هذا النهائي الغالي الذي شهد حضوراً جماهيرياً غفيراً أضفى على اللقاء أجواء حماسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ هذه البطولة الغالية، كما أن العروض الفنية المبهرة التي تم تقديمها خلال فترة الاستراحة بين الشوطين زادت من توهج هذا النهائي الذي ستظل صورته راسخة في ذاكرتنا..

حتى التنافس الميداني بين فريقي الرفاع والحد تميز بالإثارة التي بلغت ذروتها في الدقائق الخمس المحتسبة بدلاً من الوقت الضائع والتي شهدت ضغطاً رفاعياً أثمر عن هدف التعادل الذي قاد المباراة لوقت إضافي خطف الرفاعيون خلاله هدف البطولة وسط حسرة الحداويين..

المشهد الوحيد الذي لم يكن لائقاً بهذا النهائي الملكي والذي حدث على مرأى من راعي المباراة جلالة الملك المفدى تمثل في لحظة حماس زائد من لاعب نادي الحد سعد العامر صاحب هدف السبق الذي اندفع بقوة نحو مقاعد البدلاء ليواصل احتفاله بالهدف ويقوم بارتداء قناع ليعبر عن فرحته بالهدف مما عرضه لنيل البطاقة الصفراء الثانية ليحرم من مواصلة المباراة ويبعثر أوراق فريقه ويضع الفريق تحت ضغط دفع ثمنه غالياً فيما بعد!

هذا التصرف كان بالإمكان تجنب حدوثه لو أن إداريي الفريق منعوا اللاعب من الخروج من الملعب لارتداء القناع على اعتبار أنهم على علم بأن اللاعب لديه بطاقة صفراء وأن تعرضه لبطاقة ثانية يعني حرمانه من تكملة المباراة وهو ما حدث بالفعل..

هذه الحادثة أتمنى أن تكون درساً مستفاداً ليس فقط للاعب سعد العامر أو لإدارة فريق الحد بل ولجميع اللاعبين والإداريين لكي يتفادوا الوقوع في المحظور الذي وقع فيه الحداوية وكلفهم فرصة الفوز باللقب الملكي للمرة الثانية..

بقي أن نهنئ نادي الرفاع إدارة ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية وجماهير على هذا الإنجاز المستحق الذي جاء ثمرة أداء متطور للفريق تحت قيادة المدرب الوطني علي عاشور الذي وفق إلى حد كبير في التعامل مع مجريات المباراة ونجح في تحقيق مبتغاه، كما نشد على يد اللجنة المنظمة العليا للبطولة برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على ما طالعتنا به من عمل احترافي متميز جعلت من هذا النهائي حديث الوسط الرياضي البحريني.