يرن هاتفه فيقطع الاتصال، ثم يعاود المتصل الاتصال به مرة أخرى وهو على المنصة يلقي كلمته في قمة شرم الشيخ، فيتململ من الهاتف في بادئ الأمر فيهم بالقول: «لا أعرف من اخترع هذا الشيء، لكنه اختراع سيئ»، ويستطرد «سأتوقف هنا لأن الهاتف لا يتوقف.. شكراً»، يتنحى عن المنصة قليلاً للرد على المكالمة بينما تغمر الجمهور الدهشة ضاحكاً. ثوانٍ معدودات ويعود إلى المنصة قائلاً: «كان ذلك المشتبه به المعتاد.. زوجتي». كان هذا الموقف لأحد المسؤولين الأوروبيين الكبار، ورغم ما بلغه من مناصب ودرجات لم يتورع أبداً من الاعتذار للرد على زوجته، وهنا تبرز قيمة الأسرة في حياة كبار المسؤولين والمشاهير عامة.
كثير من يفاجئ الناس عندما يتحدث مسؤول أو أحد المشاهير عن حياته الأسرية في لقاء ما، أو عندما يظهر أحد أفراد عائلته معه في صورة تتداولها وسائل الإعلام، لا سيما إن كان ممن لا يعرض حياته الأسرية للإعلام بالأساس. يفاجئ الجمهور وكأنه للتو اكتشف جانباً خفياً من حياة ذاك المشهور، ويفاجئ كأن ذاك ليس إنساناً ومن أبناء المجتمعات التي نعرفها وننتمي إليها، وكأن الجمهور قد عاش حالة صدمة في نوع العلاقة التي تجمع ذلك الفرد بأبناء أسرته، فقط لأن ذلك مغيب عن الإعلام في أغلب الأوقات.
تتداول وسائل إعلامية ذات مرة صورة قائد عسكري على سبيل المثال وهو يلاطف أحفاده ويلاعبهم، بما يخرجه من الشخصية التي عرفه بها الناس في الخارج، أو يشاهد الناس أحياناً امرأة مسؤولة في أحد المجمعات التجارية يرافقها زوجها وأبناؤها، تشتري مؤونة البيت أو تقف في مدن الملاهي تتابع أطفالهم وهم يلعبون وربما تشاركهم اللعب أحياناً، فيعيش العالم صدمة أن كيف لذلك القائد صعب المراس أن يمازج الأطفال ويلاعبهم، وكيف لتلك المرأة أن تتجرد من منصبها لتشتري الخضروات من إحدى البقالات أو تشارك أطفالها اللعب، متناسين الأدوار الأساسية في الحياة لهؤلاء كأرباب أسر وباعتبارهم آباء وأمهات، أو في تعاملاتهم الأخرى مع إخوانهم ووالديهم وأصدقائهم. يتناسى البعض أن هذا الإنسان مهما بلغ من الشدة والقوة يبقى إنساناً له من المشاعر ما للجميع من المتابعين، وأنه يحب ويكره ويمارس كل أدواره الطبيعية مثله مثل الجميع.
لطالما أدهشتنا قصص في بر الوالدين عندما نسمعها، لكن دهشتنا أكبر عندما نعرف أن ذاك الشخص المهم أو المشهور يبر بوالدته حتى تقبيل قدمها مثلاً، فكيف لمثل هذا أن يقوم بما فعل وهو صاحب المنصب الفلاني أو هو القائد الذي يأتمر بأمره هذا العدد من الأفراد. ولكنهم بشر، لهم وعليهم، ويتمتعون بالحياة الطبيعية التي نعيشها جميعاً مهما بلغوا من درجات.
* اختلاج النبض:
فلنتخلَّ عن صدمتنا أمام الممارسات الطبيعية للمشاهير والمسؤولين، فقد كانوا ومازالوا أبناء مجتمعاتهم، لهم وعليهم من الواجبات والحقوق والمشاعر ما لنا جميعاً.
كثير من يفاجئ الناس عندما يتحدث مسؤول أو أحد المشاهير عن حياته الأسرية في لقاء ما، أو عندما يظهر أحد أفراد عائلته معه في صورة تتداولها وسائل الإعلام، لا سيما إن كان ممن لا يعرض حياته الأسرية للإعلام بالأساس. يفاجئ الجمهور وكأنه للتو اكتشف جانباً خفياً من حياة ذاك المشهور، ويفاجئ كأن ذاك ليس إنساناً ومن أبناء المجتمعات التي نعرفها وننتمي إليها، وكأن الجمهور قد عاش حالة صدمة في نوع العلاقة التي تجمع ذلك الفرد بأبناء أسرته، فقط لأن ذلك مغيب عن الإعلام في أغلب الأوقات.
تتداول وسائل إعلامية ذات مرة صورة قائد عسكري على سبيل المثال وهو يلاطف أحفاده ويلاعبهم، بما يخرجه من الشخصية التي عرفه بها الناس في الخارج، أو يشاهد الناس أحياناً امرأة مسؤولة في أحد المجمعات التجارية يرافقها زوجها وأبناؤها، تشتري مؤونة البيت أو تقف في مدن الملاهي تتابع أطفالهم وهم يلعبون وربما تشاركهم اللعب أحياناً، فيعيش العالم صدمة أن كيف لذلك القائد صعب المراس أن يمازج الأطفال ويلاعبهم، وكيف لتلك المرأة أن تتجرد من منصبها لتشتري الخضروات من إحدى البقالات أو تشارك أطفالها اللعب، متناسين الأدوار الأساسية في الحياة لهؤلاء كأرباب أسر وباعتبارهم آباء وأمهات، أو في تعاملاتهم الأخرى مع إخوانهم ووالديهم وأصدقائهم. يتناسى البعض أن هذا الإنسان مهما بلغ من الشدة والقوة يبقى إنساناً له من المشاعر ما للجميع من المتابعين، وأنه يحب ويكره ويمارس كل أدواره الطبيعية مثله مثل الجميع.
لطالما أدهشتنا قصص في بر الوالدين عندما نسمعها، لكن دهشتنا أكبر عندما نعرف أن ذاك الشخص المهم أو المشهور يبر بوالدته حتى تقبيل قدمها مثلاً، فكيف لمثل هذا أن يقوم بما فعل وهو صاحب المنصب الفلاني أو هو القائد الذي يأتمر بأمره هذا العدد من الأفراد. ولكنهم بشر، لهم وعليهم، ويتمتعون بالحياة الطبيعية التي نعيشها جميعاً مهما بلغوا من درجات.
* اختلاج النبض:
فلنتخلَّ عن صدمتنا أمام الممارسات الطبيعية للمشاهير والمسؤولين، فقد كانوا ومازالوا أبناء مجتمعاتهم، لهم وعليهم من الواجبات والحقوق والمشاعر ما لنا جميعاً.