سخر قادة المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية في هونغ كونغ الاثنين من تصريحات لرئيس الحكومة المحلية قال فيها ان "قوى خارجية" تقوم باشعال التظاهرات الحاشدة، قبيل محادثات تهدف الى انهاء الازمة السياسية المستمرة منذ ثلاثة اسابيع.ويأتي موقف المتظاهرين بالتزامن مع نفي الولايات المتحدة -الهدف الظاهر لاتهامات سابقة من بكين بالتدخل- اي ضلوع لها في تأجيج التوتر في المنطقة التي تعد مركزا ماليا مهما.وفي حديث تلفزيوني مساء الاحد، القى رئيس الحكومة المحلية ليونغ شون-ينغ بالمسؤولية على قوى خارجية في الاحتجاجات المستمرة لكنه رفض تحديد تلك القوى.واثارت تصريحاته استهجان قادة المتظاهرين في هذه المنطقة الصينية ذات الحكم شبه الذاتي، والذين يصرون على ان حركتهم تدفعها المطالب المحلية بمزيد من الحريات الديموقراطية والاستياء المتنامي من عدم المساواة.وكتب احد قادة الطلاب الشاب جوشوا ونغ في تعليق ساخر على صفحته على فيسبوك "ارتباطاتي بالدول الخارجية محصورة بهاتفي الكوري الصنع وحاسوبي الاميركي وسلسلة غندام اليابانية (رسوم متحركة عن الروبوتات). وطبعا كل هذه +صنعت في الصين+".واتهمت كلاوديا مو، المشرعة المؤيدة لحركة المطالبة بالديموقراطية، حكومة هونغ كونغ باعتماد اساليب قذرة.وقالت لوكالة فرانس برس "الا يمكنهم الخضوع للمتظاهرين والقول +ربما علينا القيام بتنازلات+؟ بدلا من ذلك يشوهون ويلطخون هذه الحملة. المسألة قذرة جدا".ورفضت القنصلية الاميركية في المدينة الاتهامات، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.ونقلت الصحيفة عن القنصل سكوت روبنسون قوله "الذي يحصل في هونغ كونغ يتعلق باهالي هونغ كونغ، واي تأكيد غير ذلك محاولة لصرف الانتباه عن القضية".وتعطلت الاعمال في اجزاء من هونغ كونغ بسبب التظاهرات الحاشدة وقطع الطرق للمطالبة بانتخابات حرة في المدينة، وهو ما يمثل احد اكبر التحديات لسلطات بكين منذ تظاهرات ساحة تيان انمين المطالبة بالديموقراطية في 1989.وعرضت بكين على اهالي هونغ كونغ فرصة لانتخاب زعيمهم المقبل في 2017. غير انه لا يسمح سوى للاشخاص الذين توافق عليهم لجنة موالية لبكين بالترشح، وهو ما وصفه المتظاهرون ب"الديموقراطية الزائفة".ومن المقرر اجراء محادثات للخروج من الازمة بين قادة الطلاب ومسؤولين حكوميين كبار في ساعة متأخرة الثلاثاء. غير انه هناك مخاوف من اشتباكات جديدة بين الشرطة والمتظاهرين قد تحول دون عقد تلك المحادثات.وبعد اكثر من اسبوعين على تظاهرات حاشدة سلمية في معظمها، عاد التوتر بعد ان اشتبك متظاهرون مع الشرطة التي كانت تحاول فتح بعض التقاطعات الرئيسية التي يسيطر عليها المتظاهرون.ولم تقع اعمال عنف ليلا في المراكز الثلاثة الرئيسية التي يسيطر عليا المتظاهرون، في اول فترة لم تسجل فيها اعمال عنف منذ اربعة ايام.وكان حي مونغ كوك المكتظ الذي شهد اسوأ اعمال العنف، هادئا الى حد كبير بفضل تواجد مشرعين اثنين من المطالبين بالديموقراطية -احدهما كلاوديا مو - وضعا نفسيهما بين الشرطة وخطوط المتظاهرين.ورغم هدوء اعمال العنف، انتقدت الشرطة مجددا ما بدأت بوصفهم مجموعة من المتظاهرين "المتطرفين" في مونغ كونغ، يهاجمون خطوطها ويستفزون الضباط.وانتقدت الشرطة ايضا الاهالي لاحضارهم اطفالهم الى مركز التظاهر، ووصفتهم ب"غير المسؤولين والانانيين والمتهورين".وينفي المتظاهرون في مونغ كونغ، والذي بدأ كثيرون منهم يضعون الخوذات والسترات الواقية اليدوية الصنع، ان يكونوا السبب في تفاقم اعمال العنف.وقالوا انهم اجبروا على اتخاذ تدابير حماية دفاعية لان الشرطة بدأت باستخدام العصي ضدهم.وفي مقابلته التلفزيونية قال ليونغ ان المتظاهرين "خرجوا عن السيطرة" ودعا الى "نهاية سلمية وذات معنى لهذه المشكلة". لكنه اتهم ايضا حركة التظاهر باخذ تعليمات من جهات خارجية.وقال "لن اخوض في التفاصيل، لكن التحرك ليس داخليا تماما".وتلتقي تصريحاته مع وسائل الاعلام الحكومية الصينية التي تقول باستمرار ان "قوى معادية للصين" تتلاعب بالمحتجين.والتعليقات في البر الرئيسي في الصين تصف بشكل متزايد الاحتجاجات في هونغ كونغ "بالثورة الملونة" وهي العبارة التي تستخدمها بكين للحركات السياسية الممولة من قوى دولية.ونفى اليكس شو، رئيس اتحاد الطلاب في هونغ كونغ، تلك الاتهامات ودعا ليونغ لتقديم ادلة فعلية حول سبب اعتقاده بان الاحتجاجات ليست نابعة محليا.وقال للصحافيين في ساعة متأخرة الاحد "من الواضح انه يريد مهاجمة الحركة بوصفها بالثورة الملونة. لكن بصفته رئيس حكومة خاضع للمساءلة من قبل الشعب، آمل ان يبرز الادلة التي تثبت مثل تلك الاتهامات".