أبوظبي - (وكالات): أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن «بلاده مصممة على مكافحة التطرف ودعم قوى الاعتدال والاستقرار والانفتاح»، معتبراً أن «الاضطرابات الراهنة في المنطقة هي وليدة عوامل عدة أبرزها الطائفية ورؤية للدين رجعية وعفا عليها الزمن»، فيما حذر قرقاش من أن «سياسة إيران الخارجية التي وصفها بأنها «طائفية بطبيعتها» تجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالاً، مؤكداً أن «النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الإيراني في العالم العربي تشكل تهديداً للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الإيرانية بوجه عام».وأضاف قرقاش في كلمة افتتح بها الدورة الأولى من ملتقى أبوظبي للحوار الاستراتيجي أن «سياستنا الخارجية في هذه الفترة الصعبة ستواصل دعم قوى الاعتدال والاستقرار والانفتاح. وهي، أي سياستنا، سترفض محاولات إعادة تشكيل عالمنا وفق خطوط متطرفة وطائفية».وتابع أنه «لا بد لنا من نبذ انعدام الاستقرار المولود من الطائفية ومن رؤية للدين رجعية وعفا عليها الزمن».وشدد الوزير على أن «الإمارات العربية المتحدة تدرك مسؤولياتها الإقليمية وهي مستعدة للتصرف في سياق جهد جماعي».واعتبر قرقاش أن «محاربة التطرف تتطلب مجموعة واسعة من الأدوات وجهداً مستداماً من المجتمع الدولي. فرغم أن العمليات العسكرية والتعاون الاستخباراتي سيشكلان جزءاً مهماً من هذه الجهود فإن من المهم جداً أن يمتد تعاوننا إلى مجالات أخرى أيضاً».وأوضح أنه في طليعة هذه المجالات «تأتي قدرتنا على توحيد الظروف السياسية على الأرض من أجل تعزيز المكاسب العسكرية. وبالطبع ستشتمل الإجراءات الأخرى على الضوابط المالية والهجرة والإجراءات التعليمية والثقافية. وإن الإمارات العربية المتحدة مستعدة للتعاون مع شركائها في كل جوانب هذه الجهود».وأضاف «إن كنا قد تعلمنا شيئاً في السنوات القليلة الماضية فقد تعلمنا أن الوظائف والنمو يشكلان الوقاية الأكثر فعالية من الأيديولوجيات الراديكالية والكراهية الطائفية».وندد الوزير الإماراتي بـ»السياسات الطائفية» لإيران وتدخلها في شؤون المنطقة، كما انتقد هجوم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على اعتذار نائب الرئيس الأمريكي للإمارات وبعض الدول عن اتهامات وجهها له مؤخراً، ورفض الوزير الإماراتي التفريق بين «إسلاميين معتدلين» و»متطرفين معتبراً أن الجماعات الأولى توفر بيئة مناسبة للثانية.وقال إن عدد التحديات في المنطقة «غير مسبوق» وهي تتمثل بالحرب الطائفية في العراق وسوريا التي «أشعلها الحكم القمعي» إلى جانب الصعود السريع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وعنف الميلشيات وإخفاق الدولة في ليبيا والهجمات على «سيادة اليمن من المتمردين الحوثيين» والعنف بغزة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي.وأكد الوزير الإماراتي أن بلاده كانت تحذر على الدوام من المتطرفين ولكن بعض الحلفاء كان يعتقدون أن الإمارات «مذعورة أكثر من اللازم» مضيفاً «صعود داعش يؤكد ضخامة التهديد، فبدلاً من تحولهم إلى معتدلين من خلال التفاعل ينجذب من يسمون بـ «الإسلاميين المعتدلين» إلى صفوف المجموعات الراديكالية».وحول الوضع في سوريا والعراق، دعا قرقاش إلى مراجعة «الدوافع المسببة لانعدام الاستقرار» في البلدين، معتبراً أن جذور المشكلة تكمن في «السياسات الإقصائية والطائفية التي تتباناها الحكومة في كل من البلدين».ورد قرقاش على رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي استغرب اعتذار نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن اتهامه لدول بينها الإمارات بدعم الإرهاب قائلاً إن تعليق المسؤول العراقي «لا مبرر له» مضيفاً «من المؤسف أن تعليقه «أي العبادي» أدى إلى تقويض رغبة كثير من بلدان الخليج في طي صفحة الماضي بعد حكومة نوري المالكي الطائفية والإقصائية».وحول الموقف من إيران قال قرقاش «أتفق تماما مع تعليقات سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي التي ميزت ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية. ونحن نرحب بالأولى ونعتبرها جارة جغرافية وتاريخية ذات أهمية كبيرة نرى تعاوناً مشتركاً مستمراً معها».وشدد الوزير الإماراتي على أن استقرار مصر و»اعتدالها» حجر زاوية للاستقرار الإقليمي وحذر من خطورة ترك الوضع الاقتصاد في ذلك البلد قائلاً «إذا بقي اقتصاد مصر هشا فمن المهم أن يقدم المجتمع الدولي كل وسائل الدعم الممكنة إلى الحكومة المصرية للحيلولة دون انزلاق البلد إلى الفوضى».