أكد مسؤولون رسميون وشخصيات أكاديمية وعلمية بارزة، أن المرأة البحرينية جديرة بقيادة توجه المملكة نحو علوم المستقبل.

وشددوا، على أهمية مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لتخصيص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بمساهمات المرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل، وتسليط المزيد من الضوء على ما حققته المرأة البحرينية من إنجازات كبيرة في هذا المجال النوعي، وإسهاماتها الواضحة في المجال التربوي والتعليمي، وتوثيق مسيرتها في هذا المجال لتعريف الأجيال القادمة بهذا الدور الرائد.

وخصَّوا بالذكر أهمية تركيز فعاليات يوم المرأة البحرينية هذا العام على المرأة في مجال "علوم المستقبل"، مشيدين بمبادرة المجلس الأعلى للمرأة إلى تنظيم أول هاكثون نسائي في البحرين بهدف تنمية الابتكار ومهارات الاختراع في مجال البرمجيات التقنية ذات العلاقة بعلوم المستقبل التي تتجه المملكة نحوها وفي العديد من القطاعات الواعدة كالعمل المصرفي والنفطي والطبي والفضائي، مؤكدين أن المرأة البحرينية التي برزت في قطاع التعليم منذ عشرينات القرن الماضي جديرة بقيادة توجه مملكة البحرين نحو علوم المستقبل.

وأعربوا عن استعدادهم للمشاركة النوعية في مختلف الفعاليات المصاحبة ليوم المرأة البحرينية التي يزمع المجلس الأعلى للمرأة تنظيمها خلال العام الجاري، من اجتماعات ولقاءات ومؤتمرات ومعارض وورش عمل، إضافة إلى تقديم الاقتراحات والتصورات الرامية إلى تعزيز نجاح تلك الفعاليات.

الاستفادة من المخرجات

وثمن وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، مبادرة صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بتخصيص يوم المرأة البحرينية للمرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل.

وقال: "اعتقد أن هذا الاختيار متميز جداً، ويمثل تكريماً نوعياً للمرأة وللعائلة التي انبثقت منها هذه المرأة، والتي أسهمت ووفرت لها كافة المجالات حتى تواصل تعليمها.. للمرأة البحرينية اليوم في مراحل التعليم العالي إسهامات كبيرة جداً، وهذا اليوم تقدير لها وإبراز لجهودها".

وأكد الوزير أن وزارة التربية والتعليم على أتم الاستعداد لمواصلة التنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة من أجل ضمان النجاح الأمثل لمختلف فعاليات يوم المرأة البحرينية هذا العام.

وأشار إلى أن الاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال التعليم العالي يسهم إلى حد كبير في إبراز تاريخ وتطور التعليم ككل في مملكة البحرين، خاصة وأن هذه المناسبة تتزامن مع مرور مئة عام على بدء التعليم النظامي في البحرين .

وأشار إلى أن الوزارة ستستفيد من مخرجات يوم المرأة البحرينية هذا العام من أجل التعرف أكثر عن كيفية تعزيز حضورها في مجالات تعليم واعدة مثل التعليم الفني والمهني وعلوم المستقبل، وتطوير القوانين والمنشآت التعليمية والبرامج التدريبية والأكاديمية في ضوء تلك المخرجات.

تقلد المناصب الرفيعة

من جانبه، قال رئيس مجلس التعليم العالي د.عبدالغني الشويخ: "أعتقد أن تخصيص يوم للمرأة يتناول محور التعلم العالي هو أمر في غاية في الأهمية، وذلك لما للمرأة البحرينية من إنجازات مشهودة على كافة المستويات في هذا المجال، خاصة وأن المرأة البحرينية دخلت في حقل التعليم منذ عشرينات القرن الماضي، وتمكنت من تحقيق إنجازات رائدة على مستوى المنطقة ككل".

وأضاف أن "المرأة في مجال التعليم تولت العديد من المناصب القيادية، فقد كانت مديرة للتعليم العالي بوزارة التربية والتعليم، ورئيسة لجامعة البحرين، وأمين عام مساعد لمجلس التعليم العالي، ووكيل مساعد في وزارة التربية والتعليم، ومدير عام في الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، وغير ذلك من المناصب".

مواصلة التعاون

بدروه أكد رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، أن الجامعة حاضرة دائماً في كثير من الفعاليات التي يقيمها المجلس الأعلى للمرأة، وقال "تعاونا سابقاً في مناسبة يوم المرأة البحرينية في المجال القانوني والعدلي، والآن نحن على موعد مع تعاون أوسع وأشمل بمناسبة يوم المرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل".

ولفت إلى أن أول يوم للمرأة البحرينية كمناسبة وطنية في العام 2008 كان حول المرأة في مجال التعليم أيضاً، وذلك في تجسيد متواصل لشعار يوم المرأة البحرينية: "قرأت .. تعلمت .. شاركت".

وأعرب حمزة عن فخره بالمرأة الأكاديمية في جامعة البحرين، مبيناً أن المرأة تشغل أكثر من 50% من المناصب القيادية في الجامعة.

وقال إن المرأة البحرينية تتقلد عن جدارة واستحقاق مناصب قيادية رفيعة في جامعة البحرين، وحصلت على درجات علمية رفيعة في مجال التدريس الجامعي، والبحث الأكاديمي.

وأضاف أن نسبة الطالبات في مجال التعليم العالي في جامعة البحرين والجامعات الخاصة وصلت إلى ما يقارب 59% من إجمالي عدد الطلاب، وأكثر ممن يعملون في حقل التعليم العالي هن من الكفاءات النسائية المشهود لها.

المرأة قيادية في التعليم العالي

إلى ذلك، نوهت عميدة كلية العلوم الصحية د.آمال عاقلة، بأهمية الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة من أجل تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص في مختلف المجالات، ومن ضمنها مجالات التعليم العالي.

وأشارت إلى أن هذا مكَّن المرأة البحرينية من الوصول إلى أعلى المناصب بناء على كفاءتها وجدارتها ودون الحاجة إلى برامج دعم وحماية خاصة تمييزية مثل "الكوتا".

في المقابل، أكدت الأستاذ المساعد بكلية الحقوق في جامعة البحرين د.أميرة القيم، أن مجالات التطور والارتقاء في مجال التعليم العالي مفتوحة أمام المرأة البحرينية دون أية عوائق، يضمنها ميثاق العمل الوطني والدستور، ويكرسها المجلس الأعلى للمرأة بما يبذله من جهود مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في هذا المجال.

وأكدت أهمية مناسبة يوم المرأة البحرينية هذا العام في تسليط الضوء على الفرص المتاحة لتحفيز واستقطاب المرأة واستدامة مشاركتها في قطاع التعليم العالي وتعزيز تنافسيتها.

ثقة الرجل بالمرأة

رئيس مجلس أمناء ورئيس مجلس إدارة الجامعة الخليجية د.منى الزياني، أكدت أن المرأة البحرينية تحمل على عاتقها جميلاً كبيراً تجاه بلدها.

وقالت: "بلدنا علمنا وفتح لنا جميع مجالات الارتقاء، وعزز ثقتنا بأنفسنا، ومنذ نعومة أظفارنا كان لنا كياننا ووجودنا وخيارنا المستقل"، معربة عن تقديرها لدور الرجل البحريني في دعم وتشجيع المرأة البحرينية لمواصلة تحصيلها العلمي والأكاديمي، وثقتها بقدرة الفتيات البحرينيات على مواصلة مسيرة العطاء والإنجاز في مجال التعليم العالي وعلوم الفضاء، خاصة وأنهن يحصلن على تعليم نوعي، وجميع مجالات البحث والتطور متاحة أمامهن.

حضور إقليمي بارز

رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد العوهلي، أعرب عن إعجابه بما تسجله المرأة البحرينية من نجاحات في مجال التعليم العالي والتخصصات العلمية الدقيقة في مجال الطب والبيئة وغيرها، مبيناً أن هذه النجاحات تأتي ثمرة انفتاح وتحضر المجتمع البحريني منذ عقود طويلة.

وأضاف، أن الطالبات في الجامعة يشكلن أكثر من 60% من إجمالي عدد الطلاب في جامعة الخليج العربي، وكثير منهن يثبتن حضوراً بارزاً في مجال البحث العلمي والأداء الإداري أيضاً.

في حين أشارت نائب عميد الشؤون الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي د.منى عريقات، إلى أن المرأة البحرينية استطاعت دخول أصعب التخصصات العلمية وأكثرها دقة، وسجلت باسمها إنجازات بارزة في مجال البحث العلمي، بناء على مسيرة دعم كبيرة من الدولة والمجتمع، وبجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة .

وأوضحت أن المرأة البحرينية بدأت مسيرتها مبكراً في مجال التعليم على مستوى المنطقة العربية ككل، ودعمها في ذلك الرجل البحريني الذي أثبت على الدوام تحضراً ووعياً لافتين، حيث أرسل ابنته للدراسة في الخارج، ودعمها كزوج أيضاً، لذلك لا غرابة في وصول المرأة البحرينية لهذه الدرجات العلمية الرفيعة.