د.عبدالقادر المرزوقي
إن احتفال أسرة الأدباء والكتاب بخمسينية التأسيس، احتفال له دلالات فكرية، فهو احتفاء بالعقل المبدع، وليس احتفال بالزمن فحسب، هـو احتفاء بالمنجز، بالألق الإبداعي الذي راهن على ديموم العطاء وخلق فضاء دالا تهافتت عليه ملكات العطاء التنويري في مرحلة كانت حبلى بالوهج الثقافي في مده وجزره.
إن سردية التأسيس وما تلاه من جيل حمل على عاتقه الاستمرار حتى اكتمل عقد الخمسين، يرسم حركة المشهد الإبداعي بتقاطعه مع حركة النهضة المجتمعية في ستينيات القرن الماضي. إن فيض الإنتاج المعرفي بما يحمله من هواجس وهموم إنسانية قد حفر في أخاديد اللغة صورا فنية أضحت نهجاً في تشكيل هذا المنجز المتجدد بخطابه المتداول في نسق يروي الواقع ويستشرف المستقبل.
لقد احتل نشاط الجيل الخمسيني مكاناً بارزاً في المشهد الثقافي والأدبي محلياً وخليجياً وعربياً، وقد تلمس طريقه في الإسهام في الحركة الحداثية شعراً وسرداً، فاتحاً فضاء الانبهار بالكلمة من أجل الانسان، هذا الشعار الذي ظل محافظا على مدلوله متداولاً عبر الخمسين عاماً.
ولعل المتتبع لكتابات الجيل الخمسيني يرى الموهـبة الأدبية التي تملكته لبناء بنية تتسم بالوعي القيمي والجمالي لما ينتجه من نصوص لامست شغف المتلقي في متاهة الحياة، واسـتمراراً لهذا النهج فان أسرة الأدباء والكتاب قررت تبني طبع الرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه التي تنهض بدراسة الأدب البحريني بكل صنوفه شعراً وسرداً وتراثاً شعبياً بغية خلق روافد ثقافية تصب في نهر الإبداع والوعي المعرفي من أجل بناء الإنسان.
وتأمل أسرة الأدباء والكتاب في مشروعها الرائد، وفي دعوتها هذه إلى توسيع رقعة الإسهام بالنهوض بالحراك الأدبي وتجديد رحلة المسـيرة الثقافية في نهجها الإبداعي والنقدي.