استمرار تركيا أردوغان في استغلال ملف جمال خاشقجي لتحقيق مآرب لم تعد خافية يخسرها العلاقة مع مستقبل المنطقة الذي يؤكد الجميع بأن عنوانه الدائم هو المملكة العربية السعودية، فالمستقبل للرياض ولمن يقف في دائرتها، وليس من قادر على قراءة الساحة ومعطياتها وتطورات الأحداث فيها يمكنه أن يقول بغير هذا. لهذا فإن الخطأ الاستراتيجي الكبير الذي ارتكبه الرئيس التركي هو أنه توجه إلى الدوحة معتقداً أنها الطريق الذي يمكن أن يحقق عبره أحلامه التي لا تتناسب مع العصر، ولا المستقبل.
أردوغان لم يفوت فرصة دعوة الدوحة له لاحتلالها، لكنه أخسر نفسه ما هو أهم وأعظم باستمراره في المناورة بملف خاشقجي الذي لن يوصله إلى ما يأمل وما يرجو، فالسعودية تجاوزت هذه القصة ووفرت ما يكفي من أدلة على أن لتركيا منها مآرب أخرى وأنها لن تتمكن من الوصول إلى ما تريد مهما فعلت وأياً كان حجم الفائدة التي تحصل عليها من فضائية مشبوهة اسمها قناة «الجزيرة» تمارس منذ تأسيسها دوراً ينبغي من العالم كله مقاضاتها ومقاضاة قطر التي أعطتها «الخيط والمخيط» بسببه.
لاعب الشطرنج المحترف لا يحرك قطعة إلا بعد تفكير عميق، لهذا فإنه لا تغريه حركة معينة يقوم بها الخصم فيسارع بأكل قطعة يعتقد أنها ثمينة، فقد يكون وراء تلك الأكلة الخسارة الكبرى، فلا يلتفت إليها ويظل محافظاً على النظر إلى البعيد، وهذه هي المقاربة المناسبة لمعنى التفكير الاستراتيجي وخطأ أردوغان.
أردوغان أغرته القطعة التي وفرتها قطر فسارع إلى أكلها معتقداً أنها المكسب الأكبر، لكنه لم ينظر إلى ما وراء ذلك، فتلك القطعة الطيبة التي أكلها أخسرته السعودية التي هي «الدست كله» وهي ما ينبغي أن يسعى إليه. هذه المقاربة تكشف محدودية أردوغان وقصر نظره ونظر حكومته وإلا ما سارع إلى ما سارع إليه فكسب الدوحة وخسر الرياض.
لو عاد أردوغان إلى رشده لحظة وفكر في الذي فعله لتبين له حجم الخطأ الذي ارتكبه ولفهم مقدار الضرر الذي تسبب به على بلاده. المؤسف أنه لن يعود إلى رشده، وإن عاد فمتأخراً وحيث لا ينفع الندم، فخسارة الرياض لا تعوض، تماماً مثلما أن كسب الدوحة لا يضيف إليه مفيداً.
عشر سنوات فقط تفصل بين اليوم وبين التاريخ الذي حددته السعودية لتحقق رؤية 2030 وهي مدة لا يعتد بها في عمر الزمان مقدارها إغماضة عين وفتحها ليس أكثر. في ذلك التاريخ ستكتشف تركيا الخطأ الذي ارتكبه رئيسها الذي جعل كل السلطات في يده وأخضع كل قدراتها لتحقيق حلمه الشخصي المتمثل في استعادة الدولة العثمانية البائدة، وحينها ستجد صعوبة في تصحيح الخطأ حيث سيكون قد مر عليه أكثر من عشر سنوات وتكون السعودية قد قطعت شوطاً في تقدمها الذي لن يقف في طريقه شيء.
الرياض هي عاصمة المستقبل وليس الدوحة وليس طهران وليس أنقرة. والرياض لن تنتظر المستقبل ليأتيها وإنما هي من ستأخذ الجميع معها إلى المستقبل، وهو ما يعمل عليه الآن ولي عهد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن يتابع فعله لا يتردد عن القول بأنه يعمل على الإتيان بالمستقبل وليس الذهاب إليه.
ليس هذا كلام مجاملة للسعودية ولكنه واقع يتوفر عليه ما يكفي من مؤشرات، لهذا فإن على أردوغان أن يسارع إلى تصحيح خطئه الكبير ويتخذ قرارات فورية للتراجع عن قراراته الطائشة، فالدوحة ليست إلا بيدقاً لا يسمن ولا يغني من جوع وأكله سهل، أما الرياض فهي الوزير وهي الملك.
أردوغان لم يفوت فرصة دعوة الدوحة له لاحتلالها، لكنه أخسر نفسه ما هو أهم وأعظم باستمراره في المناورة بملف خاشقجي الذي لن يوصله إلى ما يأمل وما يرجو، فالسعودية تجاوزت هذه القصة ووفرت ما يكفي من أدلة على أن لتركيا منها مآرب أخرى وأنها لن تتمكن من الوصول إلى ما تريد مهما فعلت وأياً كان حجم الفائدة التي تحصل عليها من فضائية مشبوهة اسمها قناة «الجزيرة» تمارس منذ تأسيسها دوراً ينبغي من العالم كله مقاضاتها ومقاضاة قطر التي أعطتها «الخيط والمخيط» بسببه.
لاعب الشطرنج المحترف لا يحرك قطعة إلا بعد تفكير عميق، لهذا فإنه لا تغريه حركة معينة يقوم بها الخصم فيسارع بأكل قطعة يعتقد أنها ثمينة، فقد يكون وراء تلك الأكلة الخسارة الكبرى، فلا يلتفت إليها ويظل محافظاً على النظر إلى البعيد، وهذه هي المقاربة المناسبة لمعنى التفكير الاستراتيجي وخطأ أردوغان.
أردوغان أغرته القطعة التي وفرتها قطر فسارع إلى أكلها معتقداً أنها المكسب الأكبر، لكنه لم ينظر إلى ما وراء ذلك، فتلك القطعة الطيبة التي أكلها أخسرته السعودية التي هي «الدست كله» وهي ما ينبغي أن يسعى إليه. هذه المقاربة تكشف محدودية أردوغان وقصر نظره ونظر حكومته وإلا ما سارع إلى ما سارع إليه فكسب الدوحة وخسر الرياض.
لو عاد أردوغان إلى رشده لحظة وفكر في الذي فعله لتبين له حجم الخطأ الذي ارتكبه ولفهم مقدار الضرر الذي تسبب به على بلاده. المؤسف أنه لن يعود إلى رشده، وإن عاد فمتأخراً وحيث لا ينفع الندم، فخسارة الرياض لا تعوض، تماماً مثلما أن كسب الدوحة لا يضيف إليه مفيداً.
عشر سنوات فقط تفصل بين اليوم وبين التاريخ الذي حددته السعودية لتحقق رؤية 2030 وهي مدة لا يعتد بها في عمر الزمان مقدارها إغماضة عين وفتحها ليس أكثر. في ذلك التاريخ ستكتشف تركيا الخطأ الذي ارتكبه رئيسها الذي جعل كل السلطات في يده وأخضع كل قدراتها لتحقيق حلمه الشخصي المتمثل في استعادة الدولة العثمانية البائدة، وحينها ستجد صعوبة في تصحيح الخطأ حيث سيكون قد مر عليه أكثر من عشر سنوات وتكون السعودية قد قطعت شوطاً في تقدمها الذي لن يقف في طريقه شيء.
الرياض هي عاصمة المستقبل وليس الدوحة وليس طهران وليس أنقرة. والرياض لن تنتظر المستقبل ليأتيها وإنما هي من ستأخذ الجميع معها إلى المستقبل، وهو ما يعمل عليه الآن ولي عهد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن يتابع فعله لا يتردد عن القول بأنه يعمل على الإتيان بالمستقبل وليس الذهاب إليه.
ليس هذا كلام مجاملة للسعودية ولكنه واقع يتوفر عليه ما يكفي من مؤشرات، لهذا فإن على أردوغان أن يسارع إلى تصحيح خطئه الكبير ويتخذ قرارات فورية للتراجع عن قراراته الطائشة، فالدوحة ليست إلا بيدقاً لا يسمن ولا يغني من جوع وأكله سهل، أما الرياض فهي الوزير وهي الملك.