تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى فشمل برعايته الكريمة الحفل العاشر لتسليم جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، والذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمقر المنظمة في باريس، حيث أناب جلالته، الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم لحضور هذا الاحتفال وتسليم الجائزة للفائزين بها. كما حضر الاحتفال أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، ومحمد عبدالغفار عبدالله سفير مملكة البحرين في الجمهورية الفرنسية، والشيخة وفاء بنت عبدالله آل خليفة المستشار الثقافي ونائب المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى اليونسكو في باريس، وكبار المسؤولين بالمنظمة الدولية، وممثلو السفارات، وجمع من الإعلاميين، وبحضور واسع من الباحثين والمختصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وطلبة مملكة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية.
وفي كلمتها بمناسبة تسليم الجائزة، أشادت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو بالدور المميز لهذه الجائزة، مؤكدة "أنها أصبحت من أفضل الجوائز بفضل الدعم المقدم من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والذي بفضله نجتمع اليوم احتفاءً بهذه الجائزة بكل الطموح والحماس"، موجهةً شكرها لجلالته وتحيتها بكل التقدير على الجائزة الهامة والمنفتحة على العالم لخدمة الطلبة والمعلمين في كل مكان.
وأضافت "بأننا هنا أيضاً لنحتفل مع البحرين بمرور مائة عام على نشأة التعليم النظامي، إذ تعد البحرين من الدول المميزة والرائدة في التعليم كما في التعليم العالي، حيث تستعد البحرين هذا العام لإطلاق جامعة المستقبل "جامعة الهداية" ليكون لها دور رائد في المنطقة خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي".
وهنأت المديرة العامة الفائزين، وشكرت لجنة التحكيم العالمية التي نظرت ودرست 139 مشروعاً عالمياً، بما يظهر مدى اعتراف العالم بأهمية وجدية هذه الجائزة للنهوض بقيم الإنصاف في التعليم ودعم الفئات الهشة، حيث لا يخفى أن عدد 260 مليون طفل محرومون من التعليم حالياً، وأن 65 مليوناً قد نزحوا من بلدانهم بسبب الحروب والنزاعات. ومن هنا تأتي أهمية هذه الجائزة ودورها الكبير في تشجيع المبادرات التي تخدم المهمشين في أنحاء العالم، مما يعطيها أهمية كاملة، فهي جائزة في صلب المستقبل، وفي مقدمة اهتمام اليونسكو.
وألقى الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم كلمة مملكة البحرين، نقل فيها تحيات وتهاني حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله إلى الفائزين، موضحاً بأن الجائزة تكافئ المبادرات المتميزة في توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال بشكل إبداعي في مجال التعليم، لنشر التجارب الدولية ذات الطابع الإنساني، بما يجعل هذه الجائزة في صلب خدمة أهداف اليونسكو الإنسانية، وتشهد بهذه الأهمية المتنامية للجائزة زيادة عدد المتقدمين لها سنوياً، وتعمق واتساع البعد العالمي والإنساني لها في خدمة الفئات الضعيفة والمحتاجة للتعليم، حيث تقدم هذا العام للتنافس عليها (202) مشروعاً ومبادرة من (73) دولة، وتم اختيار (139) مشروعاً مستوفياً للشروط لدخول المنافسة، وقد اختارت لجنة التحكيم المكونة من عدد من الخبراء الدوليين مشروعين فائزين بالجائزة بعد عقد سلسلة من الاجتماعات في مقر المنظمة.
ونوّه الوزير خلال كلمته بأن المملكة سوف تحتفل بذكرى تاريخية مهمة، وهي مرور 100 عام على التعليم النظامي في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن مملكة البحرين تمكنت بفضل ما يلقاه التعليم من دعم كبير من جلالة الملك المفدى، من تحقيق مستوى متقدم من الإنجازات التعليمية على الصعيدين المحلي والدولي، لتتبوأ مراكز متقدمة في مؤشرات التعليم للجميع، إضافةً إلى حصول طلبتها على أكبر نسبة تقدم في الاختبارات الدولية Timss-2015 بنسبة تقدم بلغت 45 درجة معيارية مقارنة بنتائج 2011م، وحصول طالبات البحرين على المركز الأول عربياً في الاختبارات الدولية في المهارات القرائية pirls-2016.
وأشاد الوزير بالتعاون الوثيق بين مملكة البحرين ومنظمة اليونسكو في مختلف مجالات اختصاصها، حيث تحتضن البحرين حالياً المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومركز التميّز للتعليم الفني والمهني، والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من الفئة الثانية، وجميعها تعمل بالتعاون مع المنظمة وخبرائها، حيث أن التوجيهات الملكية السامية تؤكد باستمرار على تعزيز هذا التعاون وتطويره، بما يخدم الأهداف المشتركة في نشر المعرفة، وتحقيق التقدم والتنمية والسلام للإنسانية والتواصل بين شعوبها، من أجل تطبيق هذا المبدأ عملياً على أرض الواقع، انطلاقاً من قناعة جلالته الكريم بضرورة أن تظل البحرين مركزاً عالمياً للتعايش والسلام والحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات المختلفة، ولذلك ومن منطلق أهمية نقل تجربتها في مجال الحريات الدينية من المحلية إلى العالمية، تم تدشين مركز الملك حمد العالمي لحوار الأديان في الولايات المتحدة الامريكية، والذي أصبح له نشاط بارز على الصعيد العالمي.
ثم قدم الدكتور دانيال برغوس رئيس لجنة التحكيم عرضاً موجزاً عن العملين الفائزين بالجائزة اللذين تم اختيارهما من بين عشرات المشروعات الأخرى الممتازة، مؤكداً زيادة حجم ونوع التنافس على هذه الجائزة لما أصبح لها من أهمية دولية ومصداقية كبيرة.
بعدها قام وزير التربية والتعليم نائب راعي الحفل، والمديرة العامة لليونسكو، بتسليم الجائزة للفائزين بها، وهما:- "مشروع "ThingLink""من فنلندا: وهو عبارة عن حلول للبرمجيات تمكّن المستخدمين بسهولة من إثراء الصور ومقاطع الفيديو بالمعلومات والملاحظات والصوتيات والوصلات المساندة باستخدام تطبيقات الهواتف النقالة أو الحواسيب اللوحية. وقد استحق المشروع الفوز بالجائزة لتقنيته المتمثلة في استخدام الوسائل البصرية في عملية التعلم، إذ تمثل هذه التقنية أداة رقمية مبتكرة ومناسبة من حيث التكلفة لتعزيز التعلم للجميع. ويولي المشروع اهتماماً خاصاً للمتعلمين الذين يعانون من إعاقات معينة أو قدرة محدودة على التعبير عن أنفسهم. وقد استخدم ما يقرب من 6 ملايين معلم وطالب ومختص في مجال المضامين الأكاديمية في جميع أنحاء العالم هذه الأداة من أجل توثيق تجارب التعلم، وتطوير مهارات الدراية الرقمية، ورفع مستوى الوعي الثقافي من خلال إجراء زيارات افتراضية. وتتميز هذه التقنية في عدم اقتصارها على نمط تعليمي واحد، بل تقدم مجموعة متنوعة من أنماط التعلم الكفيلة بتلبية احتياجات التعلم الفردية لدى المتعلمين. و- هولندا عن مشروع "أتوق للتعلم" "Can't Wait to Learn": والذي يهدف إلى توفير فرص التعلم ذي الجودة للأطفال في مناطق الصراعات، عبر إنتاج مناهج تعتمد على اللعب في مواد الرياضيات والقراءة بثلاث لغات "العربية والفرنسية والإنجليزية".
وقد استحق المشروع التابع لمنظمة أطفال الحرب الهولندية الفوز بالجائزة تكريماً لما يقدّمه من حلول سريعة وفعالة من حيث الأداء والتكلفة لضمان تقديم تعليم جيّد لتلبية الاحتياجات الطارئة. إذ يقدم البرنامج للأطفال المتضررين جراء النزاعات الفرصة للتعلم من خلال ألعاب تعليمية رقمية مصممة خصيصاً لتتناسب مع احتياجاتهم. وجرى بالفعل العمل بالبرنامج في كل من السودان والأردن ولبنان وأوغندا، ويمكن الاستفادة منه في مختلف سياقات الطوارئ. ويحظى البرنامج بالدعم من العديد من الشركاء من كلا القطاعين العام والخاص.
على هامش الاحتفال، قام وزير التربية والتعليم نائب راعي الحفل، برفقة المديرة العامة للمنظمة بافتتاح المعرض الذي نظَّمته وزارة التربية والتعليم، والذي تضمَّن إضاءات على المسيرة التعليمية في المملكة ومظاهر التقدم الحضاري في المجال التعليمي، كما شارك عدد من طلبة مملكة البحرين الدارسين في الجامعات الفرنسية في تنظيم الحفل واستقبال الضيوف والتعريف بحضارة مملكة البحرين وتاريخها التعليمي، وشاركت الأوركسترا الطلابية في عزف عدد من المقطوعات الموسيقية التي نالت إعجاب الحاضرين الذين أشادوا بالمستوى الرفيع لأداء الطلبة، بفضل ما يلقونه من عناية ورعاية لمواهبهم من وزارة التربية والتعليم.