• ديناميات الثقافة مذهب ثقافيّ يطبق مفاهيم التحليل النفسيّ على دراسة السلوك أو السمات الثقافيّة، بمعنى تأثير التكوينات النفسيّة اللاواعية على تنظيم الظواهر الثقافيّة، لا أريد أن أصدع رؤوسكم به ولكن سأعود له بعد أن أتساءل لماذا لا يعتبر المثقفون العرب دول الخليج العربي كدول مواجهة ودول طوق مثلما هي فلسطين ومصر وسوريا والأردن؟
دول الخليج العربي تعتبر دول المواجهة الآن، والمحتل الإيراني لا يقل خطورة عن المحتل الإسرائيلي، إسرائيل تحتل دولة عربية واحدة لكن إيران تحتل أربع دول عربية ومحاولاتها مستمرة ولم تتوقف لاحتلال دول أخرى وأولها الخليج، وعلى هذا الأساس لا بد أن نحدد مواقفنا من الآخرين كدولة وكشعوب، من الذي يقف معنا في معركتنا ومن لا يهمه الأمر.
من يقلل من خطورة هذا العدو، من يتعاون معه، من يصادقه، من يعتبره «شريفة» جميعهم يصطفون في ذات الخانة مع هذا العدو، ولا يجب أن نتردد أو نخجل في بحثنا عن استحقاقات الإخوة والأصدقاء بيننا وبين أي دولة أو بيننا وبين أي شعب أو بيننا وبين أي شريحة مجتمعية أخرى، ويأتي على رأسهم شريحة المثقفين!!
عقود مضت والخليجيون يضعون المواجهة مع إسرائيل على رأس أولوياتهم وقضايا العرب قضاياهم، منذ حركات التحرر إلى اليوم والقضايا العربية هي أولى شهادات التخرج لأي مثقف خليجي ومفتاح دخوله لساحة «العروبة» بقوميته أو بعثيته أو دونهما، إنما لا يعترف به كمثقف دون أن يتوج مشروعه الثقافي بعمل أدبي معني بقضيتنا الأولى.
نضالهم هو نضالنا ورموزهم رموزنا وأبطالنا، والاعتداء عليهم يخرجنا للشوارع غضباً وشجباً واستنكاراً، قد لا تتفاعل الأنظمة بذات الحماس ولكننا كشعوب خليجية كنا ومازلنا نعتبر المساس بأي شعب عربي مساساً بنا، وهكذا عبر شعراؤنا وكتابنا ورواتنا وكل نتاجنا الفكري مر من هناك.
«موطني موطني» لم يكن نشيداً فلسطينياً و«وطني حبيبي الوطن الأكبر» لم يكن مصرياً، وزينت جدراننا صور جميلة بوحريد وجمال عبدالناصر، ويوم استقال بوخالد خرجت الجموع تبكي في شوارع الكويت والبحرين وهزائم النكبة أبكتنا وحرقت قلوبنا، هكذا هو شارعنا الخليجي كان ملتحماً مع قضايا «العرب» هكذا كان مثقفونا الخليجيون، إنما ما يحز في النفس ويحزنها ما بال العرب نجدهم بطيئي الإحساس و«متبلديه» مع قضايانا؟
لا أعمم، ولكن السائد اليوم أن الانقسام والتشرذم حال بينهم وبيننا فلا نجد من يخرج للشارع والصواريخ الإيرانية تنطلق متجهة لأراضي المملكة العربية السعودية، أو مثقفاً منهم يصدح بقصيدة تضامناً مع البحرين وهي تنافح عن سيادتها واستقلالها في ظل إرهاب إيراني استعماري، أو نجد من يخرج للشارع انتصاراً لعروبة لبنان أو العراق أو اليمن العواصم الثلاث التي سلمها خونتها لإيران.
نحن الآن دول المواجهة، ولكننا وحدنا وليتهم اكتفوا بتخاذلهم إلى هذا الحد، إنما المطلوب كذلك ألا ننشغل عن مخاطرهم ولا ننسى قضاياهم، ومن ينشغل بوطنه وهمومه فهو «صهيوني» متنكر لعروبته!
ويأتيك من مثقفي أهل الخليج من يزايد عليهم ويعتبر الخطر الإيراني مبالغاً فيه، والانتصار للأوطان تطبيلاً، ودفاعاً عن الأنظمة، وانشغالاً عن القضايا «الرئيسة»، هؤلاء الخليجيون يخشون أن يطردوا من محراب الثقافة العربية إن هم نسوا قضاياهم وإن هم دافعوا عن نظم «رجعية» كأنظمة الخليج!
أعود للمقدمة وأدعو للاستعانة بهذا المذهب الثقافي الجديد الذي يقيس ويدرس النتاج الثقافي بمنطق التحليل النفسي علنا نجد تفسيراً لهذا التناقض وتلك الازدواجية.
دول الخليج العربي تعتبر دول المواجهة الآن، والمحتل الإيراني لا يقل خطورة عن المحتل الإسرائيلي، إسرائيل تحتل دولة عربية واحدة لكن إيران تحتل أربع دول عربية ومحاولاتها مستمرة ولم تتوقف لاحتلال دول أخرى وأولها الخليج، وعلى هذا الأساس لا بد أن نحدد مواقفنا من الآخرين كدولة وكشعوب، من الذي يقف معنا في معركتنا ومن لا يهمه الأمر.
من يقلل من خطورة هذا العدو، من يتعاون معه، من يصادقه، من يعتبره «شريفة» جميعهم يصطفون في ذات الخانة مع هذا العدو، ولا يجب أن نتردد أو نخجل في بحثنا عن استحقاقات الإخوة والأصدقاء بيننا وبين أي دولة أو بيننا وبين أي شعب أو بيننا وبين أي شريحة مجتمعية أخرى، ويأتي على رأسهم شريحة المثقفين!!
عقود مضت والخليجيون يضعون المواجهة مع إسرائيل على رأس أولوياتهم وقضايا العرب قضاياهم، منذ حركات التحرر إلى اليوم والقضايا العربية هي أولى شهادات التخرج لأي مثقف خليجي ومفتاح دخوله لساحة «العروبة» بقوميته أو بعثيته أو دونهما، إنما لا يعترف به كمثقف دون أن يتوج مشروعه الثقافي بعمل أدبي معني بقضيتنا الأولى.
نضالهم هو نضالنا ورموزهم رموزنا وأبطالنا، والاعتداء عليهم يخرجنا للشوارع غضباً وشجباً واستنكاراً، قد لا تتفاعل الأنظمة بذات الحماس ولكننا كشعوب خليجية كنا ومازلنا نعتبر المساس بأي شعب عربي مساساً بنا، وهكذا عبر شعراؤنا وكتابنا ورواتنا وكل نتاجنا الفكري مر من هناك.
«موطني موطني» لم يكن نشيداً فلسطينياً و«وطني حبيبي الوطن الأكبر» لم يكن مصرياً، وزينت جدراننا صور جميلة بوحريد وجمال عبدالناصر، ويوم استقال بوخالد خرجت الجموع تبكي في شوارع الكويت والبحرين وهزائم النكبة أبكتنا وحرقت قلوبنا، هكذا هو شارعنا الخليجي كان ملتحماً مع قضايا «العرب» هكذا كان مثقفونا الخليجيون، إنما ما يحز في النفس ويحزنها ما بال العرب نجدهم بطيئي الإحساس و«متبلديه» مع قضايانا؟
لا أعمم، ولكن السائد اليوم أن الانقسام والتشرذم حال بينهم وبيننا فلا نجد من يخرج للشارع والصواريخ الإيرانية تنطلق متجهة لأراضي المملكة العربية السعودية، أو مثقفاً منهم يصدح بقصيدة تضامناً مع البحرين وهي تنافح عن سيادتها واستقلالها في ظل إرهاب إيراني استعماري، أو نجد من يخرج للشارع انتصاراً لعروبة لبنان أو العراق أو اليمن العواصم الثلاث التي سلمها خونتها لإيران.
نحن الآن دول المواجهة، ولكننا وحدنا وليتهم اكتفوا بتخاذلهم إلى هذا الحد، إنما المطلوب كذلك ألا ننشغل عن مخاطرهم ولا ننسى قضاياهم، ومن ينشغل بوطنه وهمومه فهو «صهيوني» متنكر لعروبته!
ويأتيك من مثقفي أهل الخليج من يزايد عليهم ويعتبر الخطر الإيراني مبالغاً فيه، والانتصار للأوطان تطبيلاً، ودفاعاً عن الأنظمة، وانشغالاً عن القضايا «الرئيسة»، هؤلاء الخليجيون يخشون أن يطردوا من محراب الثقافة العربية إن هم نسوا قضاياهم وإن هم دافعوا عن نظم «رجعية» كأنظمة الخليج!
أعود للمقدمة وأدعو للاستعانة بهذا المذهب الثقافي الجديد الذي يقيس ويدرس النتاج الثقافي بمنطق التحليل النفسي علنا نجد تفسيراً لهذا التناقض وتلك الازدواجية.