د.فهد حسين
منذ عشرين عاما، تزيد هذه الفترة أو تقصر، برزت ظاهرة ثقافية في المجتمع البحريني، ظاهرة كانت لفترات محصورة بين المؤسسات الثقافية، لكن تحديث المجتمع وتطوره الاجتماعي والثقافي أسهم في حضورها المكثف، بل بات المرء المتابع للشأن الثقافي العام يتردد إليها، ألا وهي الصالونات الثقافية أو ما نطلق عليها في البحرين المجالس الثقافية، فعلى الرغم من تلك الأنشطة الثقافية العامة والمتخصصة التي تعدها وتقيمها المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة، فإن ظاهرة المجالس الثقافية تزداد وتكثر في المجتمع البحريني، حيث تحولت بعض هذه الأمكنة من الإطار الاجتماعي إلى الثقافي، سواء المجالس الثقافية العامة المفتوحة لكل الجمهور أم المغلقة على مجموعة معينة، أم المحصور بحسب الجنسوية "ذكور أو إناث".
وأعتقد أنها ظاهرة صحية بامتياز، فهي تؤكد على الغذاء الثقافي لأفراد المجتمع، وتؤصل الحالة الثقافية التي كانت منتشرة في البحرين منذ القدم، وبخاصة عند بعض الأسر التي ترى الثقافة والأدب غذاء روحي لابد من إطعامه للناس، وفي الوقت ذاته يبرز التنوع في تناول الموضوعات والقضايا المختلفة بين الثقافة المتخصصة والثقافة العامة، والاختيار بين هذا وذاك حضوراً وتعاطياً.
ولسنا هنا الإشادة أو ذكر هذا المجلس أو ذاك، بقدر ما ينبغي على المؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية التفكير في طبيعة البرامج والفعاليات التي تسهم أكثر من السابق في تقديم الزاد المعرفي المختلف. لأن الساحة الثقافية لم تعد ملكاً لها كما كان في السابق.