تُعَّد معارض الكتاب في الدول المهتمة بالشأن الثقافي سواء كانت عربية أم أجنبية فرصة جوهرية لتلاقي وتبادل الأفكار والخبرات بين الكُتّاب والمثقفين ودور النشر والعديد من مؤسسات الإنتاج الفكري والثقافي.
كل عام وبشغف كبير ينتظر المنشغلون بالثقافة مواسم معارض الكتاب، حيث إن هذه المعارض لا تعتبر قاعات وبازارات لبيع الكتب فقط بل أصبحت اليوم ذات رؤية ثقافية تركّز على الربح الفكري والعلمي والأدبي والفني إلى جانب الربح المادي الذي تجنيه دور النشر، إلا أنه لا يقارن بالدور الثقافي العميق الذي تسعى له تلك المعارض في سبيل الحث على القراءة والتمسك بقيمة الكتاب وخلق جسور فكرية بين الكاتب والقارئ.
لقد كانت معارض الكتاب سابقاً في بدايات ظهورها تعالج من منابرها قضايا إنسانية واجتماعية تمس المجتمع وتتصدى لجميع الهجمات الفكرية الخارجية التي يتعرض لها مجتمعنا العربي وتؤثر سلباً في الأوساط العربية وخصوصاً الشبابية، والجدير بالذكر أن جمهورية مصر العربية من أول الدول العربية الرائدة في إقامة هذا النوع من المعارض منذ أن نظمت أول معرض للكتاب عام 1969 واحتفلت هذا العام بيوبيلها الذهبي، ومن ثم تأتي بعدها بيروت وبعدها باقي الدول العربية.
إن خلق جو إبداعي فكري في معارض الكتاب بحاجة إلى كسر التقليد والروتين، فنحن نعيش اليوم عصر تحدي الكتاب والقراءة، والدور المنوط بالمسؤولين عن معارض الكتب يجب أن يبتعد كلياً عن الدور التقليدي لفكرة تنظيم المعارض، والذي يركّز عادة على بيع الكتب، بينما الدول الغربية والمتقدمة قد تخلت عن هذا الدور في معارضها وأوكلته إلى المكتبات.
ومن أهم ما تطمح له معارض الكتاب هو إيجاد جيل جديد شغوف بالقراءة والاطلاع، وبما أنها تستقطب مراحل عمرية مختلفة من مستويات فكرية متفاوتة فمنهم الأطفال الذين يجدون في العروض القصصية والسينمائية والمسرحية والغنائية المصاحبة للمعارض جرعات ثقافية في قوالب ترفيهية تحفزهم على التأمل والتفكير والإبداع، وهذا تحديداً ما لفت انتباهي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019 والذي تحل فيه البحرين ضيفاً هذا العام.
جاء معرض الرياض هذا العام وهو أكبر معرض في الخليج العربي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وبتنظيم من وزارة الإعلام السعودية وافتتحه نيابة عن جلالة الملك السعودي سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة وبحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار ضيف شرف المعرض، ليؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، وعلى أن الثقافة قادرة على تأسيس حوارٍ حضاري مع الآخر.
من اللافت في معرض الرياض للكتاب هذا العام والذي تشارك فيه 913 دار نشر، و500 ألف عنوان، و1750 مشاركاً وعارضاً، من 30 دولة عربية وأجنبية أنه يحمل شعاراً جميلاً هو «الكتاب بوابة المستقبل» وهو شعار يحمل من الدلالات الكثيرة التي تستشرف المستقبل بقوة الفكر والعقل الذي يتخلق داخل كتابات المفكرين والأدباء في كتبهم.
استوقفتني كثيراً الكلمة العميقة التي قالتها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في حفل افتتاح المعرض والتي تعطي للكتاب أهميته وتفتح من خلاله بوابة المستقبل، وتخلق طمأنينة في قلوب المشتغلين على صناعة الكتاب في الوطن العربي إذ قالت: «مازال الكتاب الوسيلةَ الأفضل لنقول بأن أوطاننا تمتلك من الوعي الثقافي ما يؤهلها لتكون مراكز للإشعاع الحضاري، ولدينا اليوم فرصة كبيرة لنأخذ بزمام المبادرة ونعيد لحركة النشر العربية الزخم والاهتمام الذي تستحقه».
فيا من يشتغلون على شحذ الهمم وإذكاء الفكر، ومن يعملون على صناعة الكتاب في وطننا العربي ويشاركون في المعارض، لا تقلقوا.. واصلوا جهودكم في نشر المعرفة والثقافة.. فجسور الثقافة تلتقي في ومن خلال معارض الكتاب.
كل عام وبشغف كبير ينتظر المنشغلون بالثقافة مواسم معارض الكتاب، حيث إن هذه المعارض لا تعتبر قاعات وبازارات لبيع الكتب فقط بل أصبحت اليوم ذات رؤية ثقافية تركّز على الربح الفكري والعلمي والأدبي والفني إلى جانب الربح المادي الذي تجنيه دور النشر، إلا أنه لا يقارن بالدور الثقافي العميق الذي تسعى له تلك المعارض في سبيل الحث على القراءة والتمسك بقيمة الكتاب وخلق جسور فكرية بين الكاتب والقارئ.
لقد كانت معارض الكتاب سابقاً في بدايات ظهورها تعالج من منابرها قضايا إنسانية واجتماعية تمس المجتمع وتتصدى لجميع الهجمات الفكرية الخارجية التي يتعرض لها مجتمعنا العربي وتؤثر سلباً في الأوساط العربية وخصوصاً الشبابية، والجدير بالذكر أن جمهورية مصر العربية من أول الدول العربية الرائدة في إقامة هذا النوع من المعارض منذ أن نظمت أول معرض للكتاب عام 1969 واحتفلت هذا العام بيوبيلها الذهبي، ومن ثم تأتي بعدها بيروت وبعدها باقي الدول العربية.
إن خلق جو إبداعي فكري في معارض الكتاب بحاجة إلى كسر التقليد والروتين، فنحن نعيش اليوم عصر تحدي الكتاب والقراءة، والدور المنوط بالمسؤولين عن معارض الكتب يجب أن يبتعد كلياً عن الدور التقليدي لفكرة تنظيم المعارض، والذي يركّز عادة على بيع الكتب، بينما الدول الغربية والمتقدمة قد تخلت عن هذا الدور في معارضها وأوكلته إلى المكتبات.
ومن أهم ما تطمح له معارض الكتاب هو إيجاد جيل جديد شغوف بالقراءة والاطلاع، وبما أنها تستقطب مراحل عمرية مختلفة من مستويات فكرية متفاوتة فمنهم الأطفال الذين يجدون في العروض القصصية والسينمائية والمسرحية والغنائية المصاحبة للمعارض جرعات ثقافية في قوالب ترفيهية تحفزهم على التأمل والتفكير والإبداع، وهذا تحديداً ما لفت انتباهي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019 والذي تحل فيه البحرين ضيفاً هذا العام.
جاء معرض الرياض هذا العام وهو أكبر معرض في الخليج العربي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وبتنظيم من وزارة الإعلام السعودية وافتتحه نيابة عن جلالة الملك السعودي سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة وبحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار ضيف شرف المعرض، ليؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، وعلى أن الثقافة قادرة على تأسيس حوارٍ حضاري مع الآخر.
من اللافت في معرض الرياض للكتاب هذا العام والذي تشارك فيه 913 دار نشر، و500 ألف عنوان، و1750 مشاركاً وعارضاً، من 30 دولة عربية وأجنبية أنه يحمل شعاراً جميلاً هو «الكتاب بوابة المستقبل» وهو شعار يحمل من الدلالات الكثيرة التي تستشرف المستقبل بقوة الفكر والعقل الذي يتخلق داخل كتابات المفكرين والأدباء في كتبهم.
استوقفتني كثيراً الكلمة العميقة التي قالتها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في حفل افتتاح المعرض والتي تعطي للكتاب أهميته وتفتح من خلاله بوابة المستقبل، وتخلق طمأنينة في قلوب المشتغلين على صناعة الكتاب في الوطن العربي إذ قالت: «مازال الكتاب الوسيلةَ الأفضل لنقول بأن أوطاننا تمتلك من الوعي الثقافي ما يؤهلها لتكون مراكز للإشعاع الحضاري، ولدينا اليوم فرصة كبيرة لنأخذ بزمام المبادرة ونعيد لحركة النشر العربية الزخم والاهتمام الذي تستحقه».
فيا من يشتغلون على شحذ الهمم وإذكاء الفكر، ومن يعملون على صناعة الكتاب في وطننا العربي ويشاركون في المعارض، لا تقلقوا.. واصلوا جهودكم في نشر المعرفة والثقافة.. فجسور الثقافة تلتقي في ومن خلال معارض الكتاب.