موجة برامج المذيع الواحد «أبو العريف» الذي يواجه الكاميرا ويصارخ ويشتم ويتحدث بسخرية وابتذال في وعن كل المجالات منها السياسة والاقتصاد ولأسرة وفضائح الفنانين والفنانات، موجة مزعجة انتشرت مؤخراً في القنوات العربية والخليجية الخاصة وأرى أنها تجاوزت حرية التعبير لتصل إلى الإسفاف ونشر أفكار وأساليب «أهل الشوارع» ومن قبل أناس غير مؤهلين للحديث.
لماذا تركنا الإعلام العربي يختطف من أنصاف الإعلاميين بهذه الصورة البشعة؟ وهل نترك رأس المال يفعل ما يشاء ويشغل قنوات تبث ما تريد كي تكسب الفلوس فقط دون حسيب ورقيب؟
مؤخراً صدمت -ومثلي الكثير- عندما شاهدت مثلاً المذيعة العربية المتمردة والساخطة على الرجل والتي تغلف غضبها بشعار نصرة المرأة الفضفاض وهي تتجنى بكل وقاحة على الرجل العربي.
فبعد أن تمسخرت على الرجل وأهانته كعادتها قفزت إلى استنتاج فوري أن الرجل الذي يضع التلفون على الصامت لديه علاقات مع نساء أخريات وبذلك تحذر الزوجة منه وتدعوها للشك فيه!!
معقولة؟ كيف قفزت لهكذا استنتاج؟ وكيف تعمم على كل الرجال؟ وما هي مصادرها وأي دراسات قرأت أوصلتها لهذا الكلام؟
شخصياً بحثت عن تاريخها فوجدتها مذيعة غير مؤهلة، واضح أن هدفها الأضواء والشهرة الرخيصة. وقد أهديت لها من السماء ساعات ثمينة على الهواء لتعطي نصائح للمرأة ولكنها استغلتها أبشع استغلال لتبث عقدها وقصة فشلها في الزواج على الناس ولتحارب الرجل وكيان الأسرة بأكمله دون خجل أو حياء وبطريقة تهدم البيوت. تخيلوا أن ساعات أعطيت لمذيعة تفاخر بقرارها الانفصال عن زوجها وهي في الحمام بل وتلمح أنها كانت جالسة على المرحاض وهو مغلق! عيب!
تخيلوا أن ساعات طويلة يسمح لها ولأمثالها بشن حملات قاسية وغير متزنة بل وممنهجة ضد الرجل العربي بحيث تقلل من شأنه ودوره في الأسرة وتحرض المرأة على إقصائه من حياتها.
هل تعلمون كم من النساء قد يتأثرن بأسلوبها وبأفكارها السلبية؟ أخشى أنهن كثيرات.
من المسؤول إذا عملت هذه المتمردة غير المؤهلة غسيلاً للدماغ للمشاهدات ضعيفات النفوس فشجعتهن على هدم بيوتهن بأنفسهن؟
أليس من الأجدى أن يتحدث في أمور الأسرة امرأة أو رجل من ذوي الاختصاص يقدمان النصيحة دون تحريض أو تخريب أو أسلوب هابط؟ هل الأسرة أصبحت لعبة رخيصة يلعب بها من يشاء من أجل رفع نسبة المشاهدة؟
هل شاهدتم أيضاً المذيع صاحب العنتريات والشتائم الذي يدعي الكمال ويستخدم لسانه السليط في طعن المجتمع والمواطن والسياسيين والوزراء ورجال الدين فلا يعجبه العجب وينتقد الصغير والكبير وبأسلوب المهرجين؟
هل رأيتم، كيف يتوعد ويزبد ويتحدى وكأنه قائد جيش أو حاكم بلاد؟
يعجب هذا الأسلوب الكثيرين ولكنه معلوم أنه أسلوب هادم وسيئ بعيد عن الحوار والنقاش واستخدام الحجة والمنطق. أسلوب إذا تعلمه الشباب وأجيالنا القادمة صرنا في غابة لا يفوز فيها إلا من يصارخ أكثر.
هل هذا إعلام أم إسفاف؟ أين وجهة النظر الأخرى وأين المعلومات والدراسات وأين التحري الصحافي الدقيق والعمل الإعلامي العلمي؟
للأسف أرى أنه على وشك الانقراض!
يصنف هذا النوع من الإعلام العشوائي المبني على رأي شخص دون استناد علمي بأنه إعلام عاطفي هدفه تحريك الأحاسيس وإثارة المشاعر ويعتبر من أقل أنواع الإعلام رتبة لأنه لا يلتزم بأسس المهنة الأساسية ولا يقدم إلا قشور الحقائق.
في بريطانيا، وضعت أعرق قناة في العالم «بي بي سي» منهاجاً للإعلام الراقي فرفضت الإسفاف والتهريج وامتنعت عن تقديم الرأي إلا بمصاحبة الرأي الآخر والتزمت بشعارها الأساس الذي وضعه مؤسسها الإسكتلندي جون ريث To Inform, Educate, and Entertain أي تقديم الخبر والتعليم والترفيه لكن بشرط إفادة المجتمع وتوعيته وتثقيفه لا بالصراخ أو الشتم.
هكذا يتعامل الآخرون مع الإعلام لأنه شئنا أم أبينا يعتبر سلاحاً مؤثراً يدخل البيوت. فكيف نسمح لمن هب ودب أن يخرج علينا وينصحنا أو يناقش قضايانا دون أن يكون مؤهلاً لذلك؟ حتى حرية التعبير وحرية الإعلام لهما ضوابط.
وإذا لم نستطع أن نصدر القرارات التي تعيد الأمور إلى نصابها، فالدور يقع على المتلقي -أي المشاهد- الذي أتمنى أن يكون وصل إلى درجة من الوعي ويستطيع أن يفرق بين كلام «الأراجوزات» الذي نشاهده في التلفزيونات الخاصة هذه الأيام وكلام الناس العارفة والفاهمة والمتخصصة.
اللهم نسألك الستر والمغفرة.
لماذا تركنا الإعلام العربي يختطف من أنصاف الإعلاميين بهذه الصورة البشعة؟ وهل نترك رأس المال يفعل ما يشاء ويشغل قنوات تبث ما تريد كي تكسب الفلوس فقط دون حسيب ورقيب؟
مؤخراً صدمت -ومثلي الكثير- عندما شاهدت مثلاً المذيعة العربية المتمردة والساخطة على الرجل والتي تغلف غضبها بشعار نصرة المرأة الفضفاض وهي تتجنى بكل وقاحة على الرجل العربي.
فبعد أن تمسخرت على الرجل وأهانته كعادتها قفزت إلى استنتاج فوري أن الرجل الذي يضع التلفون على الصامت لديه علاقات مع نساء أخريات وبذلك تحذر الزوجة منه وتدعوها للشك فيه!!
معقولة؟ كيف قفزت لهكذا استنتاج؟ وكيف تعمم على كل الرجال؟ وما هي مصادرها وأي دراسات قرأت أوصلتها لهذا الكلام؟
شخصياً بحثت عن تاريخها فوجدتها مذيعة غير مؤهلة، واضح أن هدفها الأضواء والشهرة الرخيصة. وقد أهديت لها من السماء ساعات ثمينة على الهواء لتعطي نصائح للمرأة ولكنها استغلتها أبشع استغلال لتبث عقدها وقصة فشلها في الزواج على الناس ولتحارب الرجل وكيان الأسرة بأكمله دون خجل أو حياء وبطريقة تهدم البيوت. تخيلوا أن ساعات أعطيت لمذيعة تفاخر بقرارها الانفصال عن زوجها وهي في الحمام بل وتلمح أنها كانت جالسة على المرحاض وهو مغلق! عيب!
تخيلوا أن ساعات طويلة يسمح لها ولأمثالها بشن حملات قاسية وغير متزنة بل وممنهجة ضد الرجل العربي بحيث تقلل من شأنه ودوره في الأسرة وتحرض المرأة على إقصائه من حياتها.
هل تعلمون كم من النساء قد يتأثرن بأسلوبها وبأفكارها السلبية؟ أخشى أنهن كثيرات.
من المسؤول إذا عملت هذه المتمردة غير المؤهلة غسيلاً للدماغ للمشاهدات ضعيفات النفوس فشجعتهن على هدم بيوتهن بأنفسهن؟
أليس من الأجدى أن يتحدث في أمور الأسرة امرأة أو رجل من ذوي الاختصاص يقدمان النصيحة دون تحريض أو تخريب أو أسلوب هابط؟ هل الأسرة أصبحت لعبة رخيصة يلعب بها من يشاء من أجل رفع نسبة المشاهدة؟
هل شاهدتم أيضاً المذيع صاحب العنتريات والشتائم الذي يدعي الكمال ويستخدم لسانه السليط في طعن المجتمع والمواطن والسياسيين والوزراء ورجال الدين فلا يعجبه العجب وينتقد الصغير والكبير وبأسلوب المهرجين؟
هل رأيتم، كيف يتوعد ويزبد ويتحدى وكأنه قائد جيش أو حاكم بلاد؟
يعجب هذا الأسلوب الكثيرين ولكنه معلوم أنه أسلوب هادم وسيئ بعيد عن الحوار والنقاش واستخدام الحجة والمنطق. أسلوب إذا تعلمه الشباب وأجيالنا القادمة صرنا في غابة لا يفوز فيها إلا من يصارخ أكثر.
هل هذا إعلام أم إسفاف؟ أين وجهة النظر الأخرى وأين المعلومات والدراسات وأين التحري الصحافي الدقيق والعمل الإعلامي العلمي؟
للأسف أرى أنه على وشك الانقراض!
يصنف هذا النوع من الإعلام العشوائي المبني على رأي شخص دون استناد علمي بأنه إعلام عاطفي هدفه تحريك الأحاسيس وإثارة المشاعر ويعتبر من أقل أنواع الإعلام رتبة لأنه لا يلتزم بأسس المهنة الأساسية ولا يقدم إلا قشور الحقائق.
في بريطانيا، وضعت أعرق قناة في العالم «بي بي سي» منهاجاً للإعلام الراقي فرفضت الإسفاف والتهريج وامتنعت عن تقديم الرأي إلا بمصاحبة الرأي الآخر والتزمت بشعارها الأساس الذي وضعه مؤسسها الإسكتلندي جون ريث To Inform, Educate, and Entertain أي تقديم الخبر والتعليم والترفيه لكن بشرط إفادة المجتمع وتوعيته وتثقيفه لا بالصراخ أو الشتم.
هكذا يتعامل الآخرون مع الإعلام لأنه شئنا أم أبينا يعتبر سلاحاً مؤثراً يدخل البيوت. فكيف نسمح لمن هب ودب أن يخرج علينا وينصحنا أو يناقش قضايانا دون أن يكون مؤهلاً لذلك؟ حتى حرية التعبير وحرية الإعلام لهما ضوابط.
وإذا لم نستطع أن نصدر القرارات التي تعيد الأمور إلى نصابها، فالدور يقع على المتلقي -أي المشاهد- الذي أتمنى أن يكون وصل إلى درجة من الوعي ويستطيع أن يفرق بين كلام «الأراجوزات» الذي نشاهده في التلفزيونات الخاصة هذه الأيام وكلام الناس العارفة والفاهمة والمتخصصة.
اللهم نسألك الستر والمغفرة.