اختتم وفد المجلس الأعلى للمرأة زيارة العمل لكل من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، والعاصمة الأمريكية واشنطن، حيث حفلت الزيارة ببرنامج عمل مكثف بلقاءات واجتماعات مع دوائر وشخصيات صنع القرار الأممي والأمريكي، وأثمرت الزيارة عن نتائج بارزة تعمل الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة حالياً على البناء عليها ومتابعة تنفيذها بحسب المعطيات والأولويات، وبما يخدم أهداف مملكة البحرين من خلال المجلس الأعلى للمرأة كدولة رائدة ملتزمة مع حلفائها حول العالم في دعم مختلف قضايا المرأة.

واستهل وفد المجلس الأعلى للمرأة جدول أعمال بالمشاركة في جلسة المناقشة العامة للدورة 63 للجنة وضع المرأة في مقرر الأمم المتحدة في مدينة بنيويورك، حيث أكد الجانب البحريني خلالها على الدور الحيوي الذي يلعبه المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، مع شركائه على التطوير المستمر لمنظومة الخدمات والتسهيلات التي تعزز الحماية الاجتماعية للأسرة البحرينية، وإدماج احتياجات المرأة في برامج العمل الحكومية والميزانية العامة تحقيقاً لرؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030 القائمة في توجهاتها ومضمونها، على أسس العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص التي أقرها الدستور البحريني.

وكان المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك السفير جمال الرويعي قد ألقى كلمة المملكة، أشار فيها إلى ما تقوم به البحرين من جهود مضنية في مجال الحماية الاجتماعية واستكمال البنى التحتية لضمان وصول المرأة للخدمات المقدمة لها، حيث أشارت الكلمة إلى عدد من أبرز البرامج المفعلة على المستوى الوطني كخدمات الدعم المالي للمرأة البحرينية بحسب ظروفها الاقتصادية والاجتماعية، ومن أهمها، علاوة تحسين المعيشة، وعلاوة بدل السكن لحين توفيره من قبل الدولة، بالإضافة إلى الضمان الاجتماعي، وعلاوة بدل التعطل، والضمان الصحي، ومنح شهرية خاصة لذوي الإعاقةـ

وتحدث السفير الرويعي في كلمة البحرين إلى المبادرات النوعية التي أطلقتها مملكة البحرين لرفع معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث ازداد معدل الدخل التقديري للمرأة للفترة (2010-2017) بحوالي 66%، وارتفعت نسبة تواجد المرأة البحرينية في مؤسسات القطاع العام خلال الفترة من 2006 وحتى 2018 من 38% إلى 50% من إجمالي العاملين البحرينيين، أما في مؤسسات القطاع الخاص فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة من 24% إلى 34%، وقد بلغ معدل الانخفاض للباحثات عن عمل خلال الفترة من 2012 وإلى2017 من 4% إلى 3.2%، كما وصلت نسبة السجلات التجارية المملوكة من قبل المرأة، للعام 2018، حوالي 49% من إجمالي السجلات التجارية النشطة .

وخلال مشاركة المجلس الأعلى للمرأة في الدورة الـ63 للجنة وضع المرأة في مقرر الأمم المتحدة في مدينة بنيويورك، نظم المجلس بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة حفل إعلان أسماء الفائزين بـ "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة" حيث فازت شرطة أبوظبي من دولة الإمارات العربية المتحدة بالجائزة عن فئة المؤسسات الحكومية، ومؤسسة ماهالا ساهايارتا لتمويل المؤسسات الصغيرة من جمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية عن فئة المؤسسات الخاصة، فيما فازت مؤسسة التنمية المستدامة لعموم كينيا من جمهورية كينيا بالجائزة عن فئة مؤسسات المجتمع المدني، والدكتورة كالبانا سانكار من جمهورية الهند عن فئة الأفراد .

وفي إطار حفل إعلان نتائج جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، جرى تنظيم معرض مصاحب خاص بالجائزة تضمن معلومات ومؤشرات إحصائية عن تقدم المرأة البحرينية والترويج لأهداف الجائزة التي تتمثل في بيان أهمية وتأثير التزام الدول والهيئات والمنظمات من خلال أجهزتها التشريعية والتنفيذية العامة والخاصة والمجتمع المدني بسياسة عدم التمييز ضد المرأة، وتحقيق تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل على مختلف الأصعدة، وإبراز وتقدير الجهود والمبادرات والمشاريع المؤسسية والفردية الموجهة لإدماج احتياجات المرأة بما يسهم في إحداث التغيير الإيجابي في واقعها نحو حياة أكثر استقراراً وإنتاجية، وإبراز مستويات تقدم المرأة على المستوى الوطني، وتعميم أفضل الممارسات الفاعلة لتعزيز مركز المرأة على المستوى العالمي والسعي نحو تحقيق الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بتحقيق العدالة بين الجنسين.

وعلى هامش المشاركة في لجنة وضع المرأة بنيويورك، التقت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة ديفيد ستانتون وزير الدولة لشؤون الهجرة والإندماج والمساواة بجمهورية أيرلندا، حيث استعرض الطرفان أهم المبادرات وأحدثها فيما يتعلق بوضع السياسات والبرامج المؤثرة على صعيد تقدم المرأة في البلدين . وأوضحت الأنصاري للوزير الأيرلندي التقدم المحرز في مملكة البحرين في مجال سد فجوة الأجور بين الجنسين، وسياسات التوازن بين الجنسين من خلال دمج احتياجات المرأة في برنامج العمل الحكومي والموازنة العامة، مؤكدة التزام مملكة البحرين بالعمل مع شركائها الدوليين على صعيد تبادل أفضل الممارسات والخبرات من أجل تذليل التحديات التي تواجهها المرأة في جميع المجالات.

وعقب انتهاء المشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة والإعلان عن الفائزة بجائزة الأميرة سبيكة العالمية لتمكين المرأة، انتقل وفد المجلس الأعلى للمرأة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث برنامج عمل مركز تم إعداده من قبل سفارة مملكة البحرين في العاصمة الأمريكية، اشتمل على عدد من الندوات التفاعلية والزيارات الميدانية لمؤسسات بحثية وأكاديمية، كما شمل البرنامج عدداً من اللقاءات مع عدد من الشخصيات الأمريكية البارزة من السياسيين والدبلوماسيين وصناع القرار.

وفي لقاء مفتوح مع "المجموعة الأمريكية للسياسة الخارجية للمرأة" جرى تنظيمه بمقر "المتحف الوطني للنساء" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، استعرضت سعادة الأستاذة الأنصاري أبرز إنجازات مملكة البحرين على صعيد تقدم المرأة البحرينية. حيث قالت في كلمة لها أمام جمع من النساء الأمريكيات البارزات في مجال السياسة والدبلوماسية وقضايا المرأة إن مملكة البحرين حققت قفزات نوعية في مجال دعم المرأة وتعزيز حضورها في مختلف المجالات على مدى العقدين الماضيين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الأمر الذي ساهم بشكل ملحوظ في نقل البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال الديمقراطية الدستورية واحترام حقوق الإنسان وتسريع معدلات التنمية في مختلف المجالات وتفعيل طاقات جميع شرائح الشعب بما في ذلك الشباب والنساء .

وضمن برنامج العمل في واشنطن، عقد كل من المجلس الأعلى للمرأة ومعهد دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن "طاولة نقاش" جرى خلالها استعراض التقدم الذي تحرزه مملكة البحرين في مختلف مجالات دعم المرأة وتعزيز حضورها في مختلف المجالات عامة، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل خاص، وذلك بحضور صناع قرار وشخصيات سياسة ودبلوماسية واقتصادية أمريكية بارزة. وتحدثت الأستاذة الأنصاري خلال اللقاء عن إيمان جلالة الملك بدور المرأة الأساسي كشريك في التنمية، حيث أمر جلالته بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة في العام 2001 برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالته، كجهة رسمية تعمل مع الجميع من أجل ضمان إدماج احتياجات المرأة في التنمية والنهوض بمكانتها وتوظيف إمكانياتها وقدراتها.

وفي إطار التعريف بإنجازات البحرين على صعيد تقدم المرأة البحرينية، حرص الوفد البحريني على استثمار زيارة المجلس للعاصمة الأمريكية واشنطن في عقد أكبر عدد ممكن من اللقاءات مع الشخصيات البارزة وصناع القرار بهدف بحث أفق أوسع للتعاون بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف قضايا المرأة، إضافة إلى إطلاع المسؤولين الأمريكيين على إنجازات مملكة البحرين في مجال دعم المرأة.

وعقدت الأمين العام للمجلس هالة الأنصاري اجتماع عمل مع كريس سميث النائب في مجلس النواب الأمريكي، وذلك بحضور الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استعرضت منجزات مملكة البحرين فيما يتعلق بتقدم المرأة البحرينية ووصولها لمواقع صنع واتخاذ القرار.

كما التقت الأنصاري مع ستيفن جلين مدير مكتب شؤون المرأة والديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل لشؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية بحضور مارسى هودج مستشارة السياسات وشؤون المرأة والفتيات ومديرة برنامج النساء والسلام والأمن في الجيش الأمريكي، وتم خلال اللقاء استعراض أهم الإنجازات والتحديات التي تواجه البلدين في مجالات المرأة وطرح سبل التعاون المشترك، كما اجتمعت الأنصاري مع تيموثي ليندركبنح نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون في مجال رصد تقدم المرأة ووضع آلية للتبادل المعرفي والخبرات بين الطرفين.

وعقدت الأمين العام للمجلس اجتماع عمل مع الدكتورة كنت باكرد الباحثة في مجال دراسات الشرق الأوسط ومديرة برنامج القيادات النسائية بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية لمتابعة سير البرامج البحثية المشتركة. وفي إطار التعاون بين الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة وجامعة جون هوبكنز الأمريكية ومتابعة لمخرجات زيارة سابقة قام بها مجموعة من طلاب الجامعة لمملكة البحرين في يناير الماضي، عقد اللقاء مع طلاب الجامعة والمهتمين بقيادة الدكتورة كنت باكراد، حيث تم استعراض تاريخ المرأة البحرينية واهم ما تحقق من انجازات ليس فقط على مستوى المنطقة بل حتى على المستوى الدولي، وكذلك عرض كافة الجهود الرسمية والأهلية في المجال، وأهمية وجود نظام حوكمة للتوازن بين الجنسين الذي يتم تطبيقه بالشراكة مع كافة السلطات والمجتمع المدني. هذا وتعكف جامعة جون هوبنكز على إعداد دراسة عن المرأة البحرينية وسيتم عرضها ونشرها خلال شهر أبريل المقبل خلال عدد من الفعاليات العلمية مثل المؤتمر الدولي الرابع حول المرأة القيادية.

كما عقد وفد الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة خلال زيارته لواشنطن اجتماع عمل مع قطاع العنف ضد المرأة بوزارة العدل الأمريكية، إلى جانب زيارة للبنك الدولي حيث عقد اجتماع عمل لمناقشة نتائج مملكة البحرين في تقرير "Women, Business and the Law " ومبادرات البنك في مجال التوازن بين الجنسين.