أعلنت مصر، اليوم الأحد، تأجيل محادثات في القاهرة لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة، بعدما أغلقت حدودها مع القطاع رداً على هجومين وقعا في شبه جزيرة سيناء.وقتل 34 جندياً مصرياً على الأقل في هجومين يوم الجمعة في سيناء في أحد أسوأ أعمال العنف ضد الدولة المصرية، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين العام الماضي.وقال دبلوماسي مصري كبير إن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لن تستأنف هذا الأسبوع، مشيراً إلى فرض "حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة" وإغلاق معبر رفح.يأتي ذلك فيما أعلن مسؤولون فلسطينيون إرجاء المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين التي كانت مرتقبة الاثنين في القاهرة، وذلك بسبب إغلاق الحدود بين القطاع ومصر.ولم يتحدد أي موعد لهذه المحادثات التي ترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق النار المطبق منذ شهرين بالتحديد في قطاع غزة بعد 50 يوماً من حرب أسفرت عن مقتل 2200 فلسطيني تقريباً في غالبيتهم من المدنيين وأكثر من 70 في الجانب الإسرائيلي وكلهم من الجنود تقريباً.وصرح خليل الحية المسؤول في حركة "حماس" لتلفزيون الحركة أن هذا الإرجاء تقرر، لأن أعضاء الوفد الذين يقيمون في قطاع غزة "لا يمكنهم مغادرة غزة بسبب إغلاق نقطة العبور في رفح"، والذي قررته مصر حتى إشعار آخر بعد هذا الاعتداء.من جهته، قال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة مع إسرائيل من القاهرة، التي وصل إليها اليوم الأحد، "إن القيادة المصرية تجري مشاورات مع الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تأجيل موعد المفاوضات التي كانت مقررة غداً (الاثنين)".وأوضح "أن هناك اتجاهاً للتأجيل لكن لم نبلغ رسمياً بأي قرار من قبل القيادة المصرية حتى الآن، وأن القيادة المصرية لم تبلغ أية جهة فلسطينية بأي قرار رسمي حتى الآن"، لكنه أضاف: "أبلغت كافة أعضاء الوفد بتأجيل سفرهم إلى القاهرة بانتظار الرد الرسمي المصري".وقال صخر بسيسو، أحد قادة حركة "فتح" بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الوفد الفلسطيني أرجأ توجهه إلى القاهرة "بسبب الوضع في سيناء"، حيث فرضت حالة الطوارئ وحيث يشن الجيش المصري ضربات جوية ضد جهاديين.وفي الجانب الإسرائيلي، أكد الجنرال عاموس جلعاد، وهو عضو في فريق المفاوضين، للإذاعة الإسرائيلية العامة أنه لم يتلق حتى ظهر الأحد أي تبليغ بإلغاء المفاوضات.وفي 26 أغسطس توصلت إسرائيل إلى وقف لإطلاق النار مع وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركة "حماس" والجهاد الإسلامي ومنظمة التحرير الفلسطينية.وأعلن فقط عن وقف المعارك وبات على الوفدين الانكباب على بحث المسائل الشائكة وخصوصاً مسألة المرفأ والمطار اللذين يطالب بهما الفلسطينيون لقطاع غزة وهو مطلب ترفضه إسرائيل بقوة.