أشاد رجال دين بالمبادرة التي طرحها وزير الداخلية، تنفيذاً لرؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى من خطة وطنية لتعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ قيم المواطنة، من خلال المحافظة على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، وثقافة التعايش والتسامح بين أبناء البحرين والمقيمين فيه، ودعوا في خطبة الجمعة اليوم المواطنين والمقيمين للمساهمة في الحملة بكل وسائل الدعم لإنجاحها.

ولفت الدكتور الشيخ راشد الهاجري رئيس الأوقاف السنية في خطبة الجمعة اليوم إلى قول ابن الجوزي "وفطرة الرجل معجونة بحب الوطن" وقول إبراهيم ابن أدهم "ما وجدت شيئاً أشد علياً من نزاع النفس إلى الوطن" وقال إن علامة حب الوطن أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه ليصطلح شأن الوطن في كافة المجالات، فإذا صلح العبد صلحت البيئة والمجتمع، وما الوطن إلا مجتمع وبيئة.

وأوضح الهاجري أن حب الأوطان مغروس في النفوس ودلت عليه أدلة كثيرة، وقال إن العرب كانوا إذا ما سافروا حملوا معهم شيئاً من تراب البلد تستنشقه عند نزلة أو صداع، فحب الأوطان له مقومات ودلائل وعلامات، وهي حفظ هوية الوطن، وأن يكون الإنسان صالحاً في نفسه، فبصلاح الإنسان ينصلح الوطن في أمنه واقتصاده وكافة مجالاته.

من جهته، أشار الشيخ عدنان القطان خطيب جامع الفاتح في خطبته اليوم إلى أن المحبة للوطن والانتماء له، أمر غريزي، وطبيعة طبع الله النفوس عليها، ومن مقتضيات الانتماء والانتساب للوطن، محبته والافتخار به، وصيانته والدفاع عنه، والنصيحة له والحرص على سلامته واحترام أفراده، وتقدير علمائه، وطاعة ولاة أمره.

وقال إن من مقتضيات الوطنية أيضاً، القيام بالواجبات والمسؤوليات، كل في موضعه مع الأمانة والصدق، والمحافظة على الآداب الشرعية والنظام، واحترام هوية الوطن ومشاعر أهله، لافتاً إلى أن حب الوطن يتم بعمل الجميع على إنجاز عملهم، ودعم أهل الخير والصلاح لينتشر، ومحاربة الشر وأهل الفساد ليندثر، وأن يكون الجميع خير سفراء لأوطانهم خارج حدوده.

كما أوضح الشيخ القطان أن من مقتضيات الانتماء، للوطن والمساهمة في الأمن والبناء، وتحقيق الأمن بدرء الفتنة ومنع قيامها، ووأد الإشاعات الكاذبة والإرجافات المزعزعة، وأن يكون الدعاء إلى الله في الصلوات: "رب اجعل هذا البلد آمناً".

وحول واجب البناء، قال خطيب جامع الفاتح إن كل امرئ في موقعه مستخلف ومطالب بالبناء على قدر وسعه وقدراته، ويتجلى بناء الوطن في مجالات شتى، من أبرزها الحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة، وعلى خيرات الوطن وثرواته وبيئته، في إماطة الأذى عن الطريق، والكف عن الإسراف واستنزاف الموارد والثروات مهما قلت أو كثرت.

وأكد القطان أن من بناء الوطن أيضاً بناء الإنسان الصالح، كونه الثروة الكبرى والعامل الأهم في التقدم والتأخر، وقال إن الأمم المتقدمة عرفت قيمة بناء الإنسان فأولته العناية الفائقة، لذا كان لزاماً علينا أن نرتقي بأنفسنا وأسرنا والناس من حولنا ثقافة وعلماً ووعياً وفاعلية وتربية، فارتقاؤنا ارتقاء للوطن وازدهار ورفعة له.

وحذر الشيخ القطان من الفتن التي وقعت فيها بلاد المسلمين وفرقت الجمع، وأحدثت تطرفاً وغلواً، وقال: لا يمكن أن يقوم دين ولا أن تقوم حياة حينما يفقد الأمن؛ فينبغي لنا جميعاً أن نشعر بنعمة الأمن والاجتماع ووحدة الكلمة، وأن نحافظ على ذلك بالحق والمعروف الذي يحبه الله ويرضاه. ولنعلم جميعاً أن إثارة الفتن والعصبيات، وإذكاء نار الفرقة والانقسامات، من أخطر المكايد والمؤامرات، ولا سبيل للتخلص من ذلك إلا بحفظ وحدتنا الإيمانية، وتمسكنا بأخوتنا الإسلامية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم".

وتقدم خطيب جامع الفاتح بالشكر وأعرب عن إشادته للمبادرة المباركة التي طرحها معالي وزير الداخلية، تنفيذاً لرؤى وتطلعات جلالة الملك المفدى، من خطة وطنية لتعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ قيم المواطنة، من خلال المحافظة على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، وثقافة التعايش والتسامح بين أبناء البحرين والمقيمين فيه.

واختتم بالدعاء أن يحفظ الله للبحرين أمنها وأمانها واستقرارها، ويحمي شعبها وقادتها المخلصين من كل سوء ومكروه، وأن يزيدهم بفضله تمسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً، وأن يقي الله البحرين شر الأشرار وكيد الفجار.

من جهته قال الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل الشؤون الإسلامية إن المبادرة التي تبنتها وزارة الداخلية حول الخطة الوطنية لتعزيز الهوية والانتماء الوطني، ترجمة واقعية لفكر ونهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وتعد تجسيداً لرؤية جلالته في المشروع الحضاري الذي جعله جلالته قاعدة الانطلاق الحضاري لمملكتنا الحبيبة ليعبر تعبيراً صادقاً عن هويتها الإسلامية والعربية الراسخة.

وأشار المفتاح إلى أن شعب البحرين قد سجل هذا الانتماء ترسيخاً لتلك الهوية الثابتة في الإجماع اللا مسبوق على ميثاق العمل الوطني الذي جسد رؤية جلالة الملك المفدى أيده الله لمستقبل البحرين وشعبها، حيث قال جلالته لا مستقبل بلا هوية ولا هوية بلا انتماء، مؤكداً على أن الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، تحرص على تجسيد مشروع جلالة الملك وتحقيق تطلعات ورؤية جلالته كما تعمل على ترسيخ معالم الهوية والانتماء الوطني تحقيقاً لذلك.

وأضاف بأن الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية قد قاد بنفسه هذه المبادرة الوطنية الهامة عبر الخطة الوطنية لتعزيز الهوية والانتماء الوطني وقامت وزارة الداخلية مشكورة بتنفيذ هذه المبادرة اسهاما في ترسيخ مبدأ الشراكة المجتمعية الهادفة إلى تأكيد الوحدة الوطنية وتعزيز الروابط والأواصر المجتمعية لشعب البحرين الكريم.

وقال وكيل الشؤون الإسلامية إن الخطة الوطنية لتعزيز وترسيخ الهوية والانتماء الوطني أحد أهم ركائز الأمن والاستقرار من جهة وهي أيضاً ركيزة أساسية لدفع عملية التنمية وتحقيق التقدم والرخاء والازدهار.

ودعا الدكتور فريد المفتاح إلى التكاتف والتعاون والتكامل لإنجاح هذه المبادرة المباركة وترسيخ معالمها نهجاً راسخاً لكل شرائح المجتمع وقال بأن تقدير هذه المبادرة وتثمينها جزء من الانتماء الذي نسعى جميعاً لترسيخه وتأكيده مشيداً بالدور الكبير لرجال الأمن وجميع منسوبي وزارة الداخلية في تحقيق هذه المبادرة بترسيخ الهوية الوطنية والانتماء للوطن والالتفاف حول قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لصياغة مستقبل واعد لنا ولأجيالنا.

وفي خطبته للجمعة نوه الشيخ صلاح بوحسن بالمبادرة ودورها في تعزيز التكاتف بين مكونات الوطن الواحد، والعمل بروح وطنية من أجل تنمية الجهود في الحفاظ على أمن الوطن، وأشار إلى أن حب الأرض قد اقترن بحب النفس في القرآن الكريم، وأضاف: لما كان الخروج من الوطن قاسياً على النفس فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم هجرة في سبيل الله ففي سنن الترمذي بإسناد صحيح: عن عبد الله بن عدي بن حراء قال: رأيت رسول الله واقفا على الحزورة فقال: "إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت".

واختتم الشيخ بوحسن بدعوة كل فرد في المملكة بالحرص على أن يساهم في الحملة المباركة بكل ما يستطيع من وسائل الدعم مؤكداً أن نجاحها يكمل بتعاون الجميع.

وقال الشيخ عبدالله بن سالم المناعي في خطبته ينبغي علينا ان نتكاتف ونشيد ونؤيد بالخطة الوطنية المباركة بالانتماء الوطني الذي اطلقها وزير الداخلية وبدعم ومساندة من جلالة الملك المفدى لهذا المشروع الوطني لتعزيز الانتماء الوطني، وأوضح أن الدين الإسلامي الحنيف يوفر الامن للمسلم في الدنيا والآخرة وبدون الإسلام ينتفي الأمان والأمن، والأمان اللذين هما من اعظم النعم واهم الأسس لسعادة الشعوب واستقرارها ورخاء العيش فيها، كما إن الإخلال بالأمن هدم لكيان المجتمعات وتفرق للأسر لشعورهم بالخوف، ولذا جاءت التوجيهات السماوية بالمحافظة على الامن وعقاب من يقوم بالإخلال به بالجزاءات والحدود الرادعة ولذا كان الأمن في الوطن نعمه عظيمه يجب المحافظة عليها.

وأكد الشيخ المناعي أن الجميع مطالبون باجتماع الكلمة على دين الله تعالى، ونبذ الفرقة والاختلاف، وتعظيم الدم الحرام في زمن صارت فيه الدماء أرخص من الماء؛ فإن قتل المؤمن من أعظم الموبقات، ولزوال الدنيا أهون عند الله تعالى من قتل مؤمن بغير حق.