تستحق دول الخليج الإشادة حيال موقفها من الأزمة الباكستانية الهندية، إذ وقفت موقفاً متزناً أرضى الطرفين رغم دقة الموقف بعد تصاعد حدة التوتر الأمني بين الهند وباكستان على نحو دراماتيكي نهاية فبراير الماضي، وقد جاء هذا بعد اشتباكات جوية وإسقاط مقاتلات حربية في المنطقة الحدودية، أعقبت هجوماً انتحارياً وقع في كشمير الهندية وأسفر عن مقتل 40 عسكرياً.
حسب تقرير لمجلة السياسة الخارجية لـ«فورين بوليسي»، يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بدفع علاقات بلاده الاستراتيجية لشراكة مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، لجذب الاستثمارات وإقامة شراكات أمنية أعمق. يعني هذا تجاهل إيران جراء مغامراته العبثية في الشرق الأوسط.
كلنا نعلم في الخليج العربي أن النفط هو المحفز الرئيسي، وأن «مودي» يبحث عن فرصة استثمارية، إذ عززت الهند استثماراتها في مجال الطاقة في المنطقة. وقد حصلت شركة النفط الهندية المملوكة للدولة -شركة النفط والغاز الطبيعي– على حصة 10% في امتياز نفطي بحري في أبوظبي مقابل 600 مليون دولار.
الأمر الآخر لا يكمن في حجم التجارة بين الهند ودول الخليج، بل في تواجد كبير للمغتربين الهنود في الخليج، وما زالت الهند تعتبر من ضمن أفضل مصادر اليد العامة متوسطة وعالية ومنخفضة التأهيل، فهم بيننا في قطاعات البنوك وعمال البناء وحتى مديرو المحافظ الاستثمارية ونظم المعلومات. وقد دعم «مودي» تلك العلاقات بدبلوماسية الزيارات. فاهتمام ناريندرا مودي بالمنطقة يعود إلى أنه زار في الشرق الأوسط منذ 2014، ما مجموعه 8 دول، وهي زيارات فاقت مجموع زيارات أسلافه الأربعة. وكانت الهند نقطة جذب زيارات معظم زعماء الخليج الذين كان آخرهم ولي العهد السعودي.
أما باكستان، فهي شريك أساسي لدول الخليج وخاصة السعودية، وهناك جالية باكستانية ضخمة، لذا اهتمت دول الخليج بالتغيير السياسي الذي يطرأ عليها. كما اهتمت بالأزمة مع باكستان. أيضاً هناك علاقات وتعامل عالي المستوى بين الخليجيين والجيش الباكستاني والحكومة، فباكستان دولة نووية وثاني أكبر دولة مسلمة. وتقع باكستان عند ملتقى وسط وغرب وجنوب آسيا والخليج، وهناك نمو في العلاقات الأمنية والاستراتيجية. لكن ما عكر صفو الود في هذه العلاقة هو وجود تقارب إيراني-باكستاني متنام حول النفط، وأفغانستان، والأوضاع في المنطقة، ونحب في الخليج أن تمضي باكستان النووية قدماً في هذا السبيل المحفوف بالمخاطر.
* اختلاج النبض:
نعلم أن الصراع الهندي الباكستاني لن ينتهي، ومما يزيد من خطورته وقف نيودلهي تدفق روافد مياه بنهر السند عن إسلام آباد، حيث سيجعلها مقبلة على أزمة مياه في 2025. وكما أشار الأمير محمد بن سلمان إلى الهند بصفتها «الأخ الأكبر»، نقول وباكستان «الأخ الأكبر» أيضاً، فكل من يملك قنبلة نووية هو أخونا الإقليمي الأكبر.
حسب تقرير لمجلة السياسة الخارجية لـ«فورين بوليسي»، يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بدفع علاقات بلاده الاستراتيجية لشراكة مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، لجذب الاستثمارات وإقامة شراكات أمنية أعمق. يعني هذا تجاهل إيران جراء مغامراته العبثية في الشرق الأوسط.
كلنا نعلم في الخليج العربي أن النفط هو المحفز الرئيسي، وأن «مودي» يبحث عن فرصة استثمارية، إذ عززت الهند استثماراتها في مجال الطاقة في المنطقة. وقد حصلت شركة النفط الهندية المملوكة للدولة -شركة النفط والغاز الطبيعي– على حصة 10% في امتياز نفطي بحري في أبوظبي مقابل 600 مليون دولار.
الأمر الآخر لا يكمن في حجم التجارة بين الهند ودول الخليج، بل في تواجد كبير للمغتربين الهنود في الخليج، وما زالت الهند تعتبر من ضمن أفضل مصادر اليد العامة متوسطة وعالية ومنخفضة التأهيل، فهم بيننا في قطاعات البنوك وعمال البناء وحتى مديرو المحافظ الاستثمارية ونظم المعلومات. وقد دعم «مودي» تلك العلاقات بدبلوماسية الزيارات. فاهتمام ناريندرا مودي بالمنطقة يعود إلى أنه زار في الشرق الأوسط منذ 2014، ما مجموعه 8 دول، وهي زيارات فاقت مجموع زيارات أسلافه الأربعة. وكانت الهند نقطة جذب زيارات معظم زعماء الخليج الذين كان آخرهم ولي العهد السعودي.
أما باكستان، فهي شريك أساسي لدول الخليج وخاصة السعودية، وهناك جالية باكستانية ضخمة، لذا اهتمت دول الخليج بالتغيير السياسي الذي يطرأ عليها. كما اهتمت بالأزمة مع باكستان. أيضاً هناك علاقات وتعامل عالي المستوى بين الخليجيين والجيش الباكستاني والحكومة، فباكستان دولة نووية وثاني أكبر دولة مسلمة. وتقع باكستان عند ملتقى وسط وغرب وجنوب آسيا والخليج، وهناك نمو في العلاقات الأمنية والاستراتيجية. لكن ما عكر صفو الود في هذه العلاقة هو وجود تقارب إيراني-باكستاني متنام حول النفط، وأفغانستان، والأوضاع في المنطقة، ونحب في الخليج أن تمضي باكستان النووية قدماً في هذا السبيل المحفوف بالمخاطر.
* اختلاج النبض:
نعلم أن الصراع الهندي الباكستاني لن ينتهي، ومما يزيد من خطورته وقف نيودلهي تدفق روافد مياه بنهر السند عن إسلام آباد، حيث سيجعلها مقبلة على أزمة مياه في 2025. وكما أشار الأمير محمد بن سلمان إلى الهند بصفتها «الأخ الأكبر»، نقول وباكستان «الأخ الأكبر» أيضاً، فكل من يملك قنبلة نووية هو أخونا الإقليمي الأكبر.