وافقت اسرائيل صباح الاثنين على بناء الف وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة في خطوة اثارت غضب الفلسطينيين ومن المرجح ان تفاقم التوتر المتزايد في الجزء المحتل من المدينة.ويأتي هذا الاعلان بينما تشهد القدس الشرقية منذ الصيف توترا متزايدا يحمل على التخوف من مواجهة شاملة. وقد تفاقم الاربعاء في سلوان خصوصا بعد حادث لشاب فلسطيني اتهم بدهس اسرائيليين عمدا الاربعاء.ومنذ الاربعاء تشهد القدس الشرقية اعمال عنف ومواجهات بين سكانها الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية واعتقل خمسة فلسطينيين على الاقل ليل السبت الاحد حسب الشرطة الاسرائيلية.وقال مسؤول اسرائيلي طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "قررت الحكومة التسريع ببناء الف وحدة سكنية استيطانية في القدس - نحو 400 وحدة في هار حوما (جبل ابو غنيم) ونحو 600 وحدة في رمات شلومو" في القدس الشرقية المحتلة دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.ورفض المسؤول التعليق على الاثار السياسية والدبلوماسية لخطوة من هذا النوع خاصة بعد غضب المجتمع الدولي والفلسطينيين من استيلاء مستوطنين على عقارات في حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة.وكانت خطط البناء في مستوطنة رمات شلومو التي تقطنها اغلبية من اليهود المتدينين سببت في السابق ازمة دبلوماسية مع واشنطن على خلفية اعلانها للمرة الاولى في 2010 تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للقدس ولقائه كبار المسؤولين الاسرائيليين انذاك لاحياء محادثات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية.واثار الاعلان غضب الفلسطينيين اذ حذر جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "هذه الاعمال احادية الجانب ستؤدي الى الانفجار".واضاف الرجوب ان هذه الخطوة من الارجح ان تؤدي الى تأجيج التوترات في القدس الشرقية التي تشهد مواجهات شبه يومية منذ اربعة اشهر.و اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان "قرارات نتانياهو بتسريع الاستيطان وزيادة وتيرته في الاراضي الفلسطينية المحتلة تؤكد صوابية قرارنا بالتوجه الى مجلس الامن الدولي لطلب انهاء الاحتلال وتجعلنا نسرع بقرار التوجه لمجلس الامن ومحكمة الجنايات الدولية لان كل ما تقوم به حكومة نتانياهو هي جرائم حرب يتوجب المحاكمة عليها وفق القانون الدولي".من جهته، قال ليئور اميحاي من حركة السلام الان المناهضة للاستيطان لفرانس برس "لا يوجد وقت مناسب ابدا للقيام باعمال مماثلة خاصة الان بينما تشتعل القدس".وبحسب اميحاي فانه من غير الواضح ان كانت الحكومة الاسرائيلية ستصدر عطاءات للبناء قريبة او ترغب في تسريع تقدم خطط للبناء ما زالت في مراحلها الاولية.وتجددت المواجهات في القدس الشرقية ليل الاحد الاثنين بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بعد دفن الشاب عبد الرحمن الشلودي بشروط اسرائيلية مشددة كانت العائلة رفضتها في البداية.وافاد الهلال الاحمر الفلسطيني ان المواجهات اوقعت 21 جريحا على الاقل اصيبوا بحالات اختناق من الغاز المسيل للموع او برصاص مطاطي. وافاد مصدر طبي ان خمسة من الجرحى نقلوا الى المستشفيات.كما اندلعت مواجهات في مناطق اخرى من القدس الشرقية خصوصا في حيي راس العمود والعيساوية ، حسب الشرطة التي اعلنت اعتقال اربعة اشخاص وشوهد عناصرها وهم يداهمون منازل في المنطقة، حسب صحافي فرانس برس.وامر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين "بتقديم مشروع قانون لفرض عقوبات صارمة على راشقي الحجارة" الفلسطينيين بحسب بيان صادر عن مكتبه.وكرر نتانياهو مرة اخرى انه لا ينوي تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى.والتوترات المتنامية في الاشهر الاخيرة في القدس احيت المخاوف التي لا تزال قائمة لدى المسلمين من ان تقوم اسرائيل بتغيير القواعد المعمول بها في باحة المسجد الاقصى. وهذا القلق تعزز اخيرا بسبب نشر مقالات حول اصدار تشريع جديد في هذا المعنى.والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها هي عاصمتها "الابدية والموحدة" بينما يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 عاصمة لدولتهم العتيدة.
إسرائيل تسرع الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة
International
إسرائيل تسرع الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة
27 أكتوبر 2014