عند تصفح كتاب «محمود الملا.. سيرة ذاتية» الصادر في 2018 تستوقفك للوهلة الأولى أمور ثلاثة، الأول أن البسملة التي خص بها صفحته الأولى مفتتحاً بها الكتاب خطها محمود قبل خمسين سنة من تاريخ طباعة الكتاب، مؤكداً بذلك قدم تجربته وعمقها، والثاني أن أسماء أدبية ثلاثة كبيرة احتفت به وقررت أن تتواجد في الكتاب وتكتب عن صاحبه، وهذا يؤكد أن المتلقي أمام تجربة إبداعية غير عادية ومثار اهتمام ومدعاة فخر، والثالث أنه يكشف عن علاقة غير عادية بين الملا والحرف العربي إلى الحد الذي لا يعرف الناظر إلى لوحاته أيهما يعبر عن الآخر.
محمود الملا فنان بحريني لافت، ناضل على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان بالحرف ولفت بأعماله العالم إلى البحرين، زار عواصم عربية وعالمية كثيرة فأوجد فيها الدهشة. عنه وإليه كتب الأديب والناقد البروفيسور إبراهيم عبدالله غلوم في كلمته التي تصدرت الكتاب «تعانق حروفك الآيات والمفردات الجميلة والمنحنيات المرهفة وكأنك تحثها على التدفق برفق ينجذب له القلب وتستمتع به الروح، فتضيف لها بهذه المحايثة معاني من جنسها أو من طبقتها، مبيناً أن الملا بأعماله المتميزة ساهم بقوة في ترسيخ «المكانة التي يحتلها الخط العربي كمنجز حضاري عربي تنوعت فنونه وتشكيلاته». وعنه قال الدكتور عبدالقادر فيدوح إنه «من الفنانين المتميزين في مملكة البحرين والعالم العربي.. وأحد المتمكنين من توظيف الحرف بعبقريته الفنية»، لافتاً في كلمته التي شارك بها في تقديم الكتاب إلى أن الحرف عند محمود «يصبح رمزاً يعكس القيمة الدلالية للوجود الأصيل» وأن «للحرف في إبداع محمود الملا مكانة قدسية» و»أن المتأمل في فنه يجد موسيقى اللون الذي يعطيه ثراء وتنوعاً في الدلالات المرتبطة بالموروث الجمعي».
أما الشاعر علي عبدالله خليفة فوصف الملا بالمولع بفن الخط ونعته بالخطاط الموهوب الذي «يمتلك الحس الدقيق لتشكيلات الحرف العربي.. تمكن من النفاذ إلى روح انسيابات الحروف وتعرجاتها واستوعبت بحسه الإبداعي القيمة الفنية لمواقع النقطة وتراث الثقافة العربية في توزيعها على الحروف». لهذا تمنى خليفة لو أن الملا التفت كغيره إلى مسألة الانتشار فأقام الكثير من المعارض الشخصية وشارك بفاعلية أكبر في المنتديات والمعارض العربية والعالمية وعمق قراءاته في الجانب النظري، ففي رأيه أن محمود لو فعل هذا «لربما كان صاحب مدرسة تشكيلية جديدة».
محمود الملا من مواليد مدينة المحرق «1952»، امتهن فن الخط العربي مبكراً، فهو خطاط بالديوان الملكي، كلف بخط نسخة من دستور دولة البحرين، عضو مؤسس لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، اختارت منظمة «اليونيسيف» العالمية لرعاية الطفولة بعض أعماله لطبعها في بطاقات الأعياد والمناسبات وحظيت بإقبال لافت، اختيرت له أعمال فنية عديدة لتكون أغلفة كتب لدراسات نقدية وأدبية بالتعاون مع بعض دور النشر. نال العديد من الجوائز أبرزها وسام الملك عبدالعزيز ودرع ملتقى الرواد والمبدعين العرب في الدوحة.
هذا نموذج للفنان البحريني الذي وظف موهبته وقدراته وطاقاته وفنه لخدمة البحرين، فأينما حل محمود الملا حلت معه البحرين وحلت الدهشة. محمود الملا لا يستحق فقط الكتابة عنه وإنما ينبغي أن تعقد المنتديات في البحرين والخارج لمناقشة تجربته وعطائه، فما قدمه الملا يستحق أن يحظى باهتمام العالم كله وأن يحتفى به بالطريقة التي احتفت به الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية التي زارها في 2015 وألقى فيها محاضرة عن تجربته وعمل أمام الحضور عملاً حروفياً حيث كرمته الأكاديمية بمنحه العضوية الكاملة فيها.
الفنان محمود الملا مناضل من نوع آخر، يتقاسمه حب الوطن وحب الحرف الذي صار عاشقاً له ومعشوقاً منه.
محمود الملا فنان بحريني لافت، ناضل على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان بالحرف ولفت بأعماله العالم إلى البحرين، زار عواصم عربية وعالمية كثيرة فأوجد فيها الدهشة. عنه وإليه كتب الأديب والناقد البروفيسور إبراهيم عبدالله غلوم في كلمته التي تصدرت الكتاب «تعانق حروفك الآيات والمفردات الجميلة والمنحنيات المرهفة وكأنك تحثها على التدفق برفق ينجذب له القلب وتستمتع به الروح، فتضيف لها بهذه المحايثة معاني من جنسها أو من طبقتها، مبيناً أن الملا بأعماله المتميزة ساهم بقوة في ترسيخ «المكانة التي يحتلها الخط العربي كمنجز حضاري عربي تنوعت فنونه وتشكيلاته». وعنه قال الدكتور عبدالقادر فيدوح إنه «من الفنانين المتميزين في مملكة البحرين والعالم العربي.. وأحد المتمكنين من توظيف الحرف بعبقريته الفنية»، لافتاً في كلمته التي شارك بها في تقديم الكتاب إلى أن الحرف عند محمود «يصبح رمزاً يعكس القيمة الدلالية للوجود الأصيل» وأن «للحرف في إبداع محمود الملا مكانة قدسية» و»أن المتأمل في فنه يجد موسيقى اللون الذي يعطيه ثراء وتنوعاً في الدلالات المرتبطة بالموروث الجمعي».
أما الشاعر علي عبدالله خليفة فوصف الملا بالمولع بفن الخط ونعته بالخطاط الموهوب الذي «يمتلك الحس الدقيق لتشكيلات الحرف العربي.. تمكن من النفاذ إلى روح انسيابات الحروف وتعرجاتها واستوعبت بحسه الإبداعي القيمة الفنية لمواقع النقطة وتراث الثقافة العربية في توزيعها على الحروف». لهذا تمنى خليفة لو أن الملا التفت كغيره إلى مسألة الانتشار فأقام الكثير من المعارض الشخصية وشارك بفاعلية أكبر في المنتديات والمعارض العربية والعالمية وعمق قراءاته في الجانب النظري، ففي رأيه أن محمود لو فعل هذا «لربما كان صاحب مدرسة تشكيلية جديدة».
محمود الملا من مواليد مدينة المحرق «1952»، امتهن فن الخط العربي مبكراً، فهو خطاط بالديوان الملكي، كلف بخط نسخة من دستور دولة البحرين، عضو مؤسس لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، اختارت منظمة «اليونيسيف» العالمية لرعاية الطفولة بعض أعماله لطبعها في بطاقات الأعياد والمناسبات وحظيت بإقبال لافت، اختيرت له أعمال فنية عديدة لتكون أغلفة كتب لدراسات نقدية وأدبية بالتعاون مع بعض دور النشر. نال العديد من الجوائز أبرزها وسام الملك عبدالعزيز ودرع ملتقى الرواد والمبدعين العرب في الدوحة.
هذا نموذج للفنان البحريني الذي وظف موهبته وقدراته وطاقاته وفنه لخدمة البحرين، فأينما حل محمود الملا حلت معه البحرين وحلت الدهشة. محمود الملا لا يستحق فقط الكتابة عنه وإنما ينبغي أن تعقد المنتديات في البحرين والخارج لمناقشة تجربته وعطائه، فما قدمه الملا يستحق أن يحظى باهتمام العالم كله وأن يحتفى به بالطريقة التي احتفت به الأكاديمية الروسية للعلوم الاجتماعية التي زارها في 2015 وألقى فيها محاضرة عن تجربته وعمل أمام الحضور عملاً حروفياً حيث كرمته الأكاديمية بمنحه العضوية الكاملة فيها.
الفنان محمود الملا مناضل من نوع آخر، يتقاسمه حب الوطن وحب الحرف الذي صار عاشقاً له ومعشوقاً منه.