يجد النظام الإيراني نفسه محاطاً بسلسلة من الأزمات التي تزيد الأمور تعقيداً، لكن الأمر الواضح والجلي، هو سوء إدارة النظام الإيراني لتلك الأزمات. وليس أول تلك الأزمات، الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه البلاد، جراء العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وتحديداً منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي، وليس آخر تلك الأزمات، تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، فيما تواجه البلاد أحد أكبر أزماتها والمتعلقة بفضيحة الفيضانات والسيول التي كشفت سوءة النظام الإيراني، وسوء إدارته، وسوء التخطيط في التعامل مع غضب الطبيعة، وفشله الذريع وعدم قدرته على احتواء الكوارث التي خلفتها الأزمة، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى تفاقمها، مع دخولها أسبوعها الرابع.
ومن الوارد والطبيعي أن تتعرض أي بلد ما لأزمة أو كارثة، فجأة، مثل فيضانات، أو سيول، أو حادث إرهابي، لكن الرهان يبقى في كيفية تعامل تلك البلد مع الأزمة إثر وقوعها، وكيف تستطيع الحكومة لملمة الأوضاع، واحتواء المشكلة ومعالجتها بأسلوب علمي، وهذا ما تفتقده الحكومة الإيرانية في تعاملها مع أزمات شتى، كان آخرها، أزمة الفيضانات والسيول، وهذا ما ذهب إليه الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده، في مقاله المنشور بصحيفة «عرب نيوز» السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، في اعتباره أن «كارثة الفيضانات في إيران خلال مارس الماضي، فضحت عجز نظام طهران في طريقة استجابته للطوارئ والأزمات المحلية وكيفية إدارتها والسيطرة عليها»، مشيراً إلى أن «تعامل الحكومة الإيرانية مع الكارثة كان غير كافٍ على الإطلاق، من حيث سوء معالجة الأزمة ونقص الاستعداد الواضح، فكثير من المناطق التي ضربتها الفيضانات لم تشهد أي عمليات إغاثة».
ويمكننا ببساطة عقد مقارنة منطقية، بين إنفاق إيران المتزايد على الدفاع والجيش والحرس الثوري، ودعم ميليشيات متطرفة في المنطقة لعل أبرزها «حزب الله» اللبناني، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، بالإضافة إلى ميليشيات مسلحة إرهابية في البحرين، وفي الوقت ذاته، تعاني البلاد من انهيار اقتصادي على وقع عقوبات اقتصادية بالإضافة إلى سوء إدارة الأزمات وسوء التخطيط الحكومي في التعامل مع أزمة الفيضانات والسيول، وانتشار الفساد في البلاد لصالح كبار رجال الدولة والمسؤولين في نظام «ولاية الفقيه».
وهذا ما فسره مجيد رفيع زاده، في مقاله بقوله إن «الفيضانات يمكن أن ترجع لسوء إدارة الحكومة للتخطيط الحضري وجهودها لتحقيق أرباح عبر متابعة مشاريع إسكان قرب الأنهار وعمليات إزالة الغابات الواسعة النطاق واستغلال الغابات والمناجم لصالح الحرس الثوري وشركاته وكبار المسؤولين»، واختتم مقاله قائلا «إن كارثة الفيضانات في إيران توضح سوء معالجة النظام للأزمة وافتقاره للاستعدادات وعجزه في حكم البلاد وهوسه بتخصيص كثير من ميزانية البلاد للجيش بدلًا من برامج الإغاثة والطوارئ، التي من شأنها تقديم مساعدات لمواطنيه».
وقد كشفت وسائل إعلام عربية ودولية أن «الفيضانات ضربت 26 محافظة من المحافظات الإيرانية الـ31، حيث شملت 1900 مدينة وقرية، وبينها بطبيعة الحال، مدن وقرى في إقليم الأحواز العربي، حيث ضرب الفيضان الأول الجزء الشمالي الشرقي من إيران في 19 مارس، ووقعت الكارثة الثانية في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية للبلاد في 25 مارس، ووصلت حصيلة الخسائر في الأرواح لنحو 70 شخصًا، في 13 محافظة ايرانية، بينما تعطلت نحو ثلث الطرق في البلاد، إضافة إلى انقطاع الكهرباء».
وقد أخذت أزمة الفيضانات منحى آخر، مع الاتهامات التي يواجهها النظام الإيراني باستغلال كارثة الفيضانات لإكمال مخطط التغيير الديمغرافي وتهجير عرب الأحواز، وفقاً للاتهامات التي وجهتها «منظمة حقوق الإنسان الأحوازية» للحرس الثوري الإيراني، حيث أكدت المنظمة أن «هناك تعمداً بفتح السدود لتكثيف الفيضانات، كما منع الحرس حرف المياه نحو الأهوار لكيلا تتضرر منشآت النفط وقصب السكر والمواقع العسكرية الحساسة التابعة له»، مشيرة إلى أن «هذه السياسات أدت إلى نزوح نصف مليون مواطن أحوازي وتدمير 200 قرية وتخريب 9 مدن تحاصرها الفيضانات دون إمدادات تذكر لمساعدة المنكوبين». وهذا ما دفع مواطن أحوازي إلى توجيه انتقادات حادة للنظام الإيراني بقوله «إنكم ترسلون المساعدات للنظام السوري لكن تحرمون الأحوازيين»!!
أزمة أخرى، يواجهها النظام الإيراني، مع إعلان واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، ليصبح بطبيعة الحال، أول جيش في العالم يتكون من نحو 125 ألف عنصر يصنف على قائمة الإرهاب، بيد أن هذا التنظيم العسكري يأتمر بإمرة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولكي يتبين لنا مدى الأزمة التي تعاني منها إيران، سارعت الأخيرة إلى تصنيف الجيش الأمريكي منظمة إرهابية بعد دقائق من الإعلان الأمريكي.
ولا تقل أزمة انهيار الاقتصاد الإيراني، وبطبيعة الحال، العملة الإيرانية، أهمية، عن بقية الأزمات التي تلاحق ساسة إيران، بل على العكس، ربما كان ذلك الانهيار أحد أبرز الأسباب في الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها إيران على مدار عام ونصف تقريباً، وربما هذا ما دعا حسن الخميني حفيد المرشد الإيراني الأسبق آية الله روح الله الخميني إلى التحذير من أن «نظام ولاية الفقيه بات على وشك الانهيار في ظل تصاعد مطالب المحتجين»، في الوقت الذي كشفت فيه المعارضة الإيرانية عن أن «إيران شهدت 9357 حركة احتجاجية ضد نظام الملالي خلال 2018».
* وقفة:
يواجه النظام الإيراني أزمات وكوارث تكشف شيئاً فشيئاً عن سوء إدارة الأزمات وتخبط يطال رأس الدولة على وقع فساد وانهيار اقتصادي ينذر بغضب شعبي يهز أركان «ولاية الفقيه»!!
ومن الوارد والطبيعي أن تتعرض أي بلد ما لأزمة أو كارثة، فجأة، مثل فيضانات، أو سيول، أو حادث إرهابي، لكن الرهان يبقى في كيفية تعامل تلك البلد مع الأزمة إثر وقوعها، وكيف تستطيع الحكومة لملمة الأوضاع، واحتواء المشكلة ومعالجتها بأسلوب علمي، وهذا ما تفتقده الحكومة الإيرانية في تعاملها مع أزمات شتى، كان آخرها، أزمة الفيضانات والسيول، وهذا ما ذهب إليه الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده، في مقاله المنشور بصحيفة «عرب نيوز» السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، في اعتباره أن «كارثة الفيضانات في إيران خلال مارس الماضي، فضحت عجز نظام طهران في طريقة استجابته للطوارئ والأزمات المحلية وكيفية إدارتها والسيطرة عليها»، مشيراً إلى أن «تعامل الحكومة الإيرانية مع الكارثة كان غير كافٍ على الإطلاق، من حيث سوء معالجة الأزمة ونقص الاستعداد الواضح، فكثير من المناطق التي ضربتها الفيضانات لم تشهد أي عمليات إغاثة».
ويمكننا ببساطة عقد مقارنة منطقية، بين إنفاق إيران المتزايد على الدفاع والجيش والحرس الثوري، ودعم ميليشيات متطرفة في المنطقة لعل أبرزها «حزب الله» اللبناني، وميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن، وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، بالإضافة إلى ميليشيات مسلحة إرهابية في البحرين، وفي الوقت ذاته، تعاني البلاد من انهيار اقتصادي على وقع عقوبات اقتصادية بالإضافة إلى سوء إدارة الأزمات وسوء التخطيط الحكومي في التعامل مع أزمة الفيضانات والسيول، وانتشار الفساد في البلاد لصالح كبار رجال الدولة والمسؤولين في نظام «ولاية الفقيه».
وهذا ما فسره مجيد رفيع زاده، في مقاله بقوله إن «الفيضانات يمكن أن ترجع لسوء إدارة الحكومة للتخطيط الحضري وجهودها لتحقيق أرباح عبر متابعة مشاريع إسكان قرب الأنهار وعمليات إزالة الغابات الواسعة النطاق واستغلال الغابات والمناجم لصالح الحرس الثوري وشركاته وكبار المسؤولين»، واختتم مقاله قائلا «إن كارثة الفيضانات في إيران توضح سوء معالجة النظام للأزمة وافتقاره للاستعدادات وعجزه في حكم البلاد وهوسه بتخصيص كثير من ميزانية البلاد للجيش بدلًا من برامج الإغاثة والطوارئ، التي من شأنها تقديم مساعدات لمواطنيه».
وقد كشفت وسائل إعلام عربية ودولية أن «الفيضانات ضربت 26 محافظة من المحافظات الإيرانية الـ31، حيث شملت 1900 مدينة وقرية، وبينها بطبيعة الحال، مدن وقرى في إقليم الأحواز العربي، حيث ضرب الفيضان الأول الجزء الشمالي الشرقي من إيران في 19 مارس، ووقعت الكارثة الثانية في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية للبلاد في 25 مارس، ووصلت حصيلة الخسائر في الأرواح لنحو 70 شخصًا، في 13 محافظة ايرانية، بينما تعطلت نحو ثلث الطرق في البلاد، إضافة إلى انقطاع الكهرباء».
وقد أخذت أزمة الفيضانات منحى آخر، مع الاتهامات التي يواجهها النظام الإيراني باستغلال كارثة الفيضانات لإكمال مخطط التغيير الديمغرافي وتهجير عرب الأحواز، وفقاً للاتهامات التي وجهتها «منظمة حقوق الإنسان الأحوازية» للحرس الثوري الإيراني، حيث أكدت المنظمة أن «هناك تعمداً بفتح السدود لتكثيف الفيضانات، كما منع الحرس حرف المياه نحو الأهوار لكيلا تتضرر منشآت النفط وقصب السكر والمواقع العسكرية الحساسة التابعة له»، مشيرة إلى أن «هذه السياسات أدت إلى نزوح نصف مليون مواطن أحوازي وتدمير 200 قرية وتخريب 9 مدن تحاصرها الفيضانات دون إمدادات تذكر لمساعدة المنكوبين». وهذا ما دفع مواطن أحوازي إلى توجيه انتقادات حادة للنظام الإيراني بقوله «إنكم ترسلون المساعدات للنظام السوري لكن تحرمون الأحوازيين»!!
أزمة أخرى، يواجهها النظام الإيراني، مع إعلان واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، ليصبح بطبيعة الحال، أول جيش في العالم يتكون من نحو 125 ألف عنصر يصنف على قائمة الإرهاب، بيد أن هذا التنظيم العسكري يأتمر بإمرة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولكي يتبين لنا مدى الأزمة التي تعاني منها إيران، سارعت الأخيرة إلى تصنيف الجيش الأمريكي منظمة إرهابية بعد دقائق من الإعلان الأمريكي.
ولا تقل أزمة انهيار الاقتصاد الإيراني، وبطبيعة الحال، العملة الإيرانية، أهمية، عن بقية الأزمات التي تلاحق ساسة إيران، بل على العكس، ربما كان ذلك الانهيار أحد أبرز الأسباب في الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها إيران على مدار عام ونصف تقريباً، وربما هذا ما دعا حسن الخميني حفيد المرشد الإيراني الأسبق آية الله روح الله الخميني إلى التحذير من أن «نظام ولاية الفقيه بات على وشك الانهيار في ظل تصاعد مطالب المحتجين»، في الوقت الذي كشفت فيه المعارضة الإيرانية عن أن «إيران شهدت 9357 حركة احتجاجية ضد نظام الملالي خلال 2018».
* وقفة:
يواجه النظام الإيراني أزمات وكوارث تكشف شيئاً فشيئاً عن سوء إدارة الأزمات وتخبط يطال رأس الدولة على وقع فساد وانهيار اقتصادي ينذر بغضب شعبي يهز أركان «ولاية الفقيه»!!