فاطمة يتيم

نظمت أسرة الأدباء والكتاب الإثنين الماضي، جلسة حوارية مع الكاتبة الروائية السعودية زينب حفني، تحدثت فيها عن مسيرتها الروائية الطويلة، تناولت 3 محاور وهي الواقع والكتابة، وعلاقة الكاتبة بالوسط الثقافي الداخلي، وأخيراً الاتهامات بالابتذال.

الواقع والكتابة

وأشارت الكاتبة والروائية إلى أنه دائماً هناك نصيب من الواقع والحقيقة في الرواية لكن الكاتب بالطبع ليس مؤرخاً فهو لا يكون الوقائع بحذافيرها في عمله السردي بل يوظف الوقائع لصالح عمله الفني، بعد أن يضفي عليها من الخيال والدراما ما يجعل القصة خليفة بأن تكون رواية ممتعة لقرائها.

وضربت مثالاً على ذلك، برواياتها "عقل سيئ السمعة" والتي تناولت مشكلة المصابات بمرض ثنائي القطب الذي هو أحد أنواع مرض الاكتئاب، وكذلك رواية "ملامح" التي وظفت فيها ما عرفته من والدها عن الحياة في جدة القديمة، ورواية "وسادة لحبك" التي ناقشت فيها تداعيات حوادث سيول جدة بالإضافة لموضوع الحب العابر الطوائف والمذاهب.

وما إذا كان على الكاتب أن يطلع على آراء المختصين ليعمق عمله الروائي قالت الكاتبة، "بالطبع وهذا ما حصل لي، فمثلاً مع رواية "عقل سيئ السمعة"، حيث قرأت لأطباء وأخصائيي الأمراض النفسية بما يساعدني على فهم شخصيات روايتي".

علاقة الكاتبة بالوسط الثقافي الداخلي

عتبت الكاتبة على برود الوسط الثقافي السعودي تجاه أعمالها الأدبية، ووصفته بأنه غير مبرر خاصة وأنه إذا كان تحديها لتابوهات معينة سابقاً هو السبب، فهذا يفترض ألا يكون له وجود اليوم بعد أن أصبحت هذه الألبومات شيئاً من الماضي، وهناك انفتاح متسارع باتجاه المزيد من حقوق المرأة وحضورها في العمل والتعليم والحياة.

وبسؤالها عن سبب هذا التجاهل أو اللامبالاة تجاه كتاباتها في الداخل رغم حدوث تطورات جميلة حيث تباع كتبها في معارض الكتب الداخلية وآخرها معرض الرياض الدولي للكتاب، قالت الكاتبة "ربما ثمة أبعاد شخصية ولا تتعلق بالضرورة بموقف أدبي نقدي ثقافي".

الاتهامات بالابتذال

وبينت الكاتبة أن قضايا المرأة المطروقة في رواياتها هي سياقات مندمجة في صلب العمل الروائي وليست مقحمة إقحاماً لمجرد الإثارة، وقالت إن "سارة" بطلة رواية "سيقان ملتوية" يحلو للبعض ربطها بقضايا حدثت لبعض النساء.

لكنها أوضحت أن هذا الربط لا أساس له، فما حدث من قصص لبعض النساء مع عوائلهن يختلف عن "سارة" المغتربة في الخارج أصلاً، وإشكالية الصراع بين محافظة العوائل المغتربة على تقاليدها التي جاءت وبين طوفان التغريب الذي تتعرض له الأسر المغتربة.